الكلدان قادمون
habeebtomi@yahoo.noالكلدانيون اليوم ينتشرون في ارجاء المعمورة وسيندثر اسمهم وتختفي هويتهم إن لم يتكاتفوا ويتكاتفوا ويتكاتفوا في كل الأمور فهم قوم صغير مبعثر وعليهم ضغوطات مختلفة لإنهاء وجودهم في الوطن ودفن هويتهم الى الأبد .
1 ـ سأبدأ هذا المقال بحجج روتينية وهي واقعية ليس الى نكرانها سبيل ، وهي ما تعانيه المنظمات الكلدانية من فقر ، رغم وجود اغنى الناس بين الكلدانيين وحال المنظمات الكلدانية كحال الجمل الذي يحمل زق الماء على ظهره في الصحراء وهو يعاني من العطش .
2 ـ كان المنافسون لنا في هذه الأنتخابات على الكوتا المسيحية منافسون أشداء وهم كل من حزب المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري والحركة الديمقراطية الآشورية . وليس خافياً ما يملكه الحزبان من أمكانيات مادية ، ونوافذ إعلامية كفضائتي آشور وعشتار ، ومن ثم تعضيد غير المعلن ـ كما سبق ان اشرت له في مقال سابق ـ عن تعضيد الأكراد للمجلس الشعبي وتعضيد قائمة الرافدين من قبل قائمة الحدباء في الموصل .
3 ـ تراكمات السنين السابقة والحملة الإعلامية المنظمة لتيار الأخوة الآشوريين ضد كل ما اسمه كلداني من تنظيمات حزبية كلدانية ومنظمات كلدانية وتراث كلداني وحتى التاريخ الكلداني وهذه الحملة الشعواء لا زالت قائمة ويجند لها بشكل خاص الكلدانيون المتعاطفون مع الأحزاب الآشورية ، وكلما اشتد تهجمهم على القيم الكلدانية وأحزابهم كلما كانت مكافآتهم اعلى ومواقعهم اسمى في الأحزاب الآشورية والأسماء معروفة وواضحة من الكتاب الذين يتبوأون مراكز مرموقة في الأحزاب الآشورية مكافئة لهم على استهجان وتبخيس كل ما اسمه كلداني ، وتظهر هذه الحالة في المجلس الشعبي بشكل خاص وواضح .
إن هذه النقاط وغيرها والتي لا نريد إغفالها او اتخاذها كحجج ومبررات لإخفاقنا في الأنتخابات السابقة إن كان في اقليم كوردستان او في انتخابات البرلمان العراقي .
ولكن :
ولكن هذه عوامل موضوعية ، فماذا عن حالتنا الذاتية ؟
1 ـ كانت حالة تمزيق واضحة حين لجوء تنظيماتنا العاملة في الوطن الى خوض الأنتخابات بقائمتين متنافستين ، أدى الى حيرة الناخب الكلداني ، وكذلك الناخب غير الكلداني المتعاطف مع الكلدانيين ، فكان اختيار اسهل الطرق وهو الإحجام عن منح صوته للكلدان المنقسمين على انفسهم ومنح صوته هدية للقائمة العراقية او غيرها من القوائم . إضافة الى ذلك ان المبلغ المدفوع للقائمتين كان يمكن توفير نصفه والبالغ 25 ألف دولار وهو مبلغ مهم كان يمكن صرفه للدعاية الأنتخابية .
وبعيداً عن المجاملات : أجزم ولا ازعم ، بأن حالة نزول قائمتين قد اضاعت عن الكلدانيين فرصة الحصول على مقعد واحد في البرلمان العراقي ، والقائمتان تتحملان المسؤولية الأولى والأخيرة في ضياع هذا المقعد .
2 ـ عملية الدعاية الأنتخابية شابها ارتباك وتناقض فقد لاحظت من خلال متابعة اخبار العملية الأنتخابية بأن اي عضو في القائمة يعمل لنفسه دعاية اكثر من دعايتة للقائمة الكلدانية التي ينتمي اليها ، وأحتفظ بأمثلة على ذلك .
3 ـ لا زلت اعتقد ان دور الكنيسة كان سلبياً إزاء تعاضدها مع شعبها الكلداني في مناسبة مصيرية مهمة كمسألة الأنتخابات التي تجري كل اربع سنوات . لقد علمت من بعض الذين كانوا يقومون بالدعاية الأنتخابية في ديترويت مثلاً أن احد الآباء قد منعهم من وضع لافتة انتخابية في الشارع المقابل للكنيسة حيث تقف سيارات المصلين وكان بإمكان اي شخص يدخل الكنيسة ان يقرأ اللافتة حين يركن سيارته ، لكن القس المسؤول منعهم عن تعليقها في حين نقرأ في مقال الأخ زيد ميشو بعنوان الكلدان في ازمة .. هذه الفقرة :
((و كنيسة كلدانية أخرى أيضاً في أرض المهجر ساهمت بدعم قائمة المجلس الكلداني الآشوري السرياني ، وذلك بعد السماح لمندوب المجلس ويحمل رتبة شماس ، بالكلام من على المذبح بعد مراحل درب الصليب يوم الجمعة ماقبل موعد الإنتخابات ، لدعم القائمة وقد خصصت حافلات نقل لناخبي المجلس من الكنيسة وإلى المركز الذي يبعد حوالي الـ 200 كلم مع وجبة غذاء خفيفة ، ولم يخرج هذه الشماس من تلقاء نفسه ، بل طلب الكاهن من المؤمنين الجلوس لدقائق لسماع الشماس الذي سيتكلم ، ولاأعرف متى سنفصل الرتب الكنسية عن دعم القوائم الإنتخابية ، وكأننا بمرحلة جديدة من مراحل درب الصليب )) . انتهى الأقتباس
فهل فتح الطريق لقائمة المجلس الشعبي حلال ، ولا يعبتبر تدخلاً في السياسية ؟ بينما تعليق لافتة كلدانية يعتبر حراماً وهو تدخل الكنيسة في السياسة .
أقول :
1 ـ تفيد آخر الإحصاءات التي نشرت في موقع عنكاوا كوم ان القائمتين الكلدانيتين قائمة المجلس القومي الكلداني وقائمة اور تقتربان من نسبة العشرين بالمئة من الأصوات ، والمجموع على تخوم القاسم الأنتخابي ، وهذه الأرقام تدل على تطور الوعي الكلداني قياساً بالإنتخابات السابقة التي كان نصيب الكلدايين تشكل اعداداً غير مهمة ولا ترتقي الى مستوى التنافس الندي .
2 ـ إن الأصوات التي حصلها الكلدان تعتبر خالصة بعيدة عن اي تأثيرات جانبية ، إن كانت هنالك دوافع مادية او الحصول على وظيفة ، فلم يكن للكلدان اي محفزات للناخب ومع ذلك حصلوا على النسبة المذكورة والتي اعتبرها شخصياً بانها تطور نوعي في مستوى الوعي القومي الكلداني .
3 ـ على تنظيماتنا التحرك في سهل نينوى ودهوك وأربيل فهذه المناطق ينحصر فيه كنز الأصوات الكلدانية ، والتي لم يكن لنا فيها الا النزر اليسير ، فعلى تنظيمانا التحرك الجدي في هذه المناطق .
4 ـ عقد مؤتمر كلداني عالمي يجذب اليه الشخصيات الثقافية والأكاديمية والأقتصادية في المجتمع الكلداني وترويج الأعلام الكلدانية ، وعقد لقاءات رياضية وثقافية واجتماعية لمنظماتنا الكلدانية في العراق والمهجر لتنمية الروح القومية الكلدانية في الوطن العراقي .
5 ـ تنسيق العمل بين حزب اتحاد الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني والمنبر الديمقراطي الكلداني الموحد ، وبقبول وحضور واضح للاتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان ، للعمل منذ اليوم بقلب واحد وهدف واحد وبقائمة واحدة للتحضير منذ اليوم للانتخابات القادمة والشعار يكون : ( ايصال مندوب كلدني واحد ) الى مبنى البرلمان ، وليس مهماً من يكون هذه المندوب .
6 ـ الكنيسة الكلدانية يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة وهي تعضيد شعبها الكلداني فهي كنيسة كلدانية ومطلوب منها تعضيد شعبها الكلداني مادياً ومعنوياً ، فإن ضاع شعبها واندثر من أرض ألاباء فهي حتماً ستذوب وتزول ولا تفيدها المباني والكنائس وستتحول في افضل الأحتمالات الى متحف يقال كانت هذه البناية عبارة عن كنيسة لقوم اسمه الشعب الكلداني ، فربان السفينة ما قيمته إن غرقت سفينته بركابها وطاقمها ؟ فعلى الكنيسة ان تنظر الى الأمام وإن مركبها تتقاذفه الأعاصير والأمواج وعليها التوجه لشعبها وهو حصنها المنيع ، فيجب ان تكون الكنيسة وفية لهذا الشعب . ولنا مقال في هذا الخصوص في قابل الأيام .
إن اخفاقنا يزيدنا إصراراً وإرادة لكي ننطلق من واقعنا الموضوعي ونستفيد من خطأنا بل من أخطائنا ، وننطلق بروحية شعب واحد ويد واحدة وقلب واحد ، ولكي نقول للجميع :
(( الكلدان قادمون )) .
حبيب تومي / اوسلو في 24 / 03 / 2010