المادة 50 في بازار مجلس الرئاسة والبرلمان.
لقد شبه الكثير من الكتاب إن ذكورا او اناثا قاعة البرلمان العراقي خلال انعقاد جلساته بالمقهى الشعبي، حيث تلتئم كل مجموعة من الرواد حول شأن خاص بها،وكان هذا الوصف غالبا مما يثير حفيظتي حتى جاء اليوم الموعود وتحقق ان ما كنت اتحفظ على الموافقة على الاقرار به هو حقيقة غير قابلة للرد،فقد شاءت الصدفة المحضة ان اكون في زيارة احد الاصدقاء الاعزاء ممن يحرصون على متابعة اخبار الوطن ساعة بعد ساعة عن طريق متابعة ما ينقل من اخبار على الفضائيات العراقية واي كان اتجاهها (انا شخصيا ليس عندي في بيتي صحن ستالايت واحرص ان لا آتي به لاسباب لا ارى موجبا لذكرها)،كانت الفضائية التي نتابع برامجها هي قناة الشرقية لصاحبها السيد سعد البزاز كما قيل لي،وكان البرنامج نشرة الاخبار،ومن ضمن فقرات النشرة كانت موضوعة تصويت البرلمان العراقي على الغاء المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات.كانت المشاهد التي اظهرت مقززة ومثيرة للاشمئزاز فعلا،رئيس البرلمان يتحدث والاعضاء ملتهون كل بشأنه الخاص،رئيس البرلمان يمارس لعبة التنابلة،والاعضاء يرون لبعضهم ربما احدث النكات،او ربما يساومون بعضهم على التصويت،ان مع او ضد ما سوف يطرح للاستفتاء،قاعة غاصة بفوضى عارمة، لا اظن ان جل الحضور كان يهمه ما يجري،واكاد اجزم ان تلك الكتلة البشرية كانت هناك لمجرد اثبات حضور لسبب من الاسباب،واخيرا سمعت بالكاد صوت رئيس البرلمان لشدة الضوضاء يقول:الذي يوافق يرفع يده،وفعلا برزت الايدي نحو الاعلى دون ان يكلف اصحابها عناء النظر الى صاحب الصوت،عادة اعتادوا عليها كما التدخين ومواعيد الصلاة،كان رئيس البرلمان ما زال مشغولا بعد خرزات لعبته المسلية لانه ليس له ما يفعله سوى ممارسة لعبة التنبلة،ولماذا عليه ان يفعل شئ طالما يعرف كل الباقين متى عليهم ان يرفعوا ايديهم،ثم قال ببساطة شديدة:الاغلبية وافقت،تلغى المادة.
هكذا ببساطة شديدة قررت الكتل الشيعية والكردية والسنية ان تلغي مادة من قانون انتخابات مجالس المحافظات وكأنها تمارس لعبة الدنبلة او البنكو،احد اعضاء البرلمان من الكتلة الكردستانية نفذ سيناريو متفق عليه سلفا فصاح:اطلب شطب اليزيدية من المقاعد المخصصة لهم في مجالس المحافظات لانهم اكراد ولا يحتاجون اليها،فصاح 191 نائبا: دمبلة او بنكو،وقسمت الجائزة بينهم.
نائب يزيدي عن الكتلة الكردستانية قرر بميشئة من اجلسه على كرسي البرلمان: ان اليزيدية اكراد،لماذا وكيف ومتى ليس هذا مهما(انا اظن ان على السيد زهير كاظم عبود الذي اهتم مؤخرا بتاريخ اليزيدية ان يدلو بدلوه في هذه المسألة ،رغم ان المعلومات التي بحوزتي ترجح عودة اصول الايزيدية الى العرب وليس الى الاكراد،اما موضوع اللغة فلا اظنه عاملا مهما خاصة وان اللغة الكردية اصلا لا تمتلك جذورا مستقلة قائمة بذاتها)،النائب الذي طلب شطب مقاعد الايزيدية لم يكن هناك ليمثل هؤلاء القوم المسالمون،انما كان هناك ليمثل القائمة الكردستانية،اي انه غير مخول بالتحدث بأسمهم اصلا،وهذا يعني ان الطبخة كانت قد اعدت وحدد اوان الاعلان عنها سلفا.
من المتعارف عليه: ان البرلمان يناقش خلال جلسته امورا محددة مثبتة في جدول اعماله سلفا،اما الطارئ منها فأنه يطرح كمقترح يدرس بعناية شديدة ومن ثم يصار الى مناقشته،وحين لا تتفق وجهات النظر بشأنه يصوت عليه،اما ان يطرح موضوع خطير يمس العملية السياسية برمتها في البلد هكذا فجأة ويطلب التصويت عليه كما جرى فيما يخص المادة 50،فلا اظنني ابالغ اذا قلت ان المسألة كانت مبيتة اصلا،ومنطق العقل يقول: ان الذي جرى كان تنفيذا لمؤامرة كردية شيعية نفذت بأسلوب رخيص جدا.
يقال ان السيد محمود المشهداني طبيب،انا شخصيا اعد مهنة الطب ارقى مهنة انسانية،والطبيب الناجح كما تقول الحقائق لا يمتلك وقتا لممارسة حماقات السياسة،اما يوم يمتلك هذا الطبيب الوقت الازم لممارسة السياسة ولعبة التنبلة التي يمارسها خلال جلسات البرلمان فلا اظنه سوى طبيب فاشل(انا اعتذر للسيد المشهداني عن هذا اللفظ، ولكني اجد نفسي مضطرا لاستخدامه لاني هكذا رأيته ووجدته،اضافة الى اني كنت قد شاهدت السيد المشهداني سابقا في مقابلة تلفزيونية كان مثيرا للشفقة والاشمئزاز،وما قيل عنه بعد التصويت السري على المادة 24 من الدستورفيما يخص تلقيه الرشوة من القيادات الكردية يؤيد بالضبط ما نعته به،لذلك اسحب اعتذاري له).
تعالو ايها العراقيون الاعزاء جميعا نناقش ماذا حصل في المقهى الذي يديره السيد المشهداني(يتميز هذا المقهى بكونه مختلط حيث قدرت ان اشاهد بعض النساء بين الجالسين، في حين ان العرف الذي ما زال جاريا في العراق هو تفرد الذكور بأرتياد المقاهي الشعبية المماثلة لهذا المقهى) ليتسنى لنا ان نعرف بالضبط مواقف رواد هذا المقهى من موضوعة الغاء المادة 50 قبل وبعد التصويت.
انا شخصيا لا اعرف من هي الجهة التي قدمت مقترح الغاء المادة 50،لان طلب النائب عن الكتلة الكردستانية لم يكن نصا قرآنيا ليلزم الاخرين بقبوله دون مناقشة، ومعنى ذلك ووفق سير الاحداث،يمكننا ان نقول بجرأة: ان ذلك تم بالاتفاق بين الكتلة الكردية والشيعية كونهم اللاعب الاهم في لعبة الدومينو اوالنرد التي تمارس في مقهى البرلمان العراقي(لان دعوى النائب الايزيدي عن الكتلة الكردستانية لا تكفي لتقرير مصير الاخرين ان لم يكن هناك مسبقا ما قد هيأ خلف الكواليس)،الا ان الغريب والمثير للسخرية: هو ان برلماني هذه الكتل وبعد التصويت صرحت للمواطن بعكس ما فعلت وما سعت اليه،وهذا لعمري ان دل على شئ فلا يدل سوى على امرين اولهما:ان الذين صوتوا على القرار كانوا يعرفون على ماذا يصوتون وتصويتهم ذاك كان مجرد تنفيذ لامر مسبق ،وثانيهما اذا قبلنا بأن النائب البرلماني يعبر عن طموحات الفئة التي يمثلها،فأننا سنضطر الى اتهام هذه الفئات الكبيرة بالانحياز الى مشاعر اضطهاد شريحة انسانية من المجتمع العراقي عن طريق اقصائهم وحرمانهم من ايصال صوتهم عن طريق المشاركة في صناعة القرارات،ألم يتسنى لاحد ان يسأل النائب الذي طلب شطب اسم الايزيدية ان كان له صلاحية تمثيلهم اما لا؟ولو كان هؤلاء ثبتوا فعلا على موقفهم لكان من منطق العقل ان نجد لهم ما يبرر سلوكهم المشين ذلك ونحترمهم،ولكن ان يتسابق الكثير منهم او من يمثلهم الى اعلان بعكس ما فعلوه فتلك حقيقة محنة تصل حد الشبه بالمرض العضال الذي يستوجب اسئصاله،او هو نوع من ممارسة التقية(يسميه البعض الكلاو الشرعي)خاصة وان جل الذين صوتوا على الغاء المادة 50 من المسلمين الذين اذن لهم الهمهم أستخدامها حيث تنفع.
كما اسفلنا،تعد الكتل الشيعية والكردية في مقهى البرلمان العراقي الاعب الابرز في صنع القرار،ولو تتبعنا تصريحات مكونات الكتلة الشيعية بعد التصويت سيأخذنا العجب لشدة تناقضها مع الحقيقة التي وقعت فعلا:
السيد نوري المالكي من حزب الدعوة(رئيس وزراء جمهورية العراق) يعبر عن قلقه من تجاهل الاقليات في قانون انتخابات مجالس المحافظات.يعبر عن قلقه ولكن عمليا لم يحرك ساكن والدليل على ذلك هو تصويت اعضاء حزبه على الغاء المادة 50،مما يعني اتفاق مبدأ التصويت ونهج حزبه.
السيد حميد المعلة:الاحزاب السياسية على اختلافها مصرة على ضمان حقوق كل مكونات الشعب العراقي بما فيها الاقليات.وهذا ادعاء باطل،لان هذه الاحزاب صوتت الى جانب هضم حقوق الكيانات الصغيرة واعضاء مجلس الرئاسة الذي اقر الغاء المادة 50 هم قيادات في هذه الاحزاب.
الحزب الاسلامي العراقي يدعو الى اعادة تفعيل المادة 50.وهذا ايضا ادعاء باطل،فهذا هو طارق الهاشمي امين عام الحزب يوافق على قانون انتخابات المحافظات.
رئيس التيار الوطني العراقي الامام المؤيد يقول متسائلا:كيف يمكن ان نتجاهل الاشوريين على سبيل المثال وهم بناة العراق الاوائل ومشيدوا صرحه الحضاري قبل الاف السنين؟وهذا الاخر ايضا قول يحتاج الى فعل يدعمه،لانه مجرد لايغني ولا يشبع.
عمار الحكيم الشخصية الاهم اليوم في المجلس الاسلامي يدعي بأن المجلس كان سباقا الى المطالبة بتمثيل كافة مكونات الشعب العراقي في مجالس المحافظات،خلال زيارته لديوان الوقف المسيحي،ان عمارا هذا لا يقول الحق،لانه معروف جدا مدى تطابق وجهات نظر قيادات الاحزاب الكردية والمجلس الاسلامي بالذات فيما يخص تقسيم الوطن العراقي الى كانتونات بحسب الانتماء الديني الطائفي والقومي العنصري الشوفيني،اضافة الى ان احد نواب رئيس الجمهورية الذين اقروا الغاء المادة 50 هو من قيادات الحزب الذي يقوده عمليا عمار الحكيم.
السيد مقتدى الصدر وعلى لسان السيد صلاح العبيدي يقول:الاستعداد للتعبئة الجماهيرية للانطلاق الى الشوارع معبرين عن احتجاجهم.وهذا القول وحتى هذه اللحظة لا يعدو ان يكون هو الاخر مجرد استهلاك لعواطف البسطاء،فها هو قانون انتخابات مجالس المحافظات قد اقر وصادق عليه مجلس الرئاسة ولم نرى اي حشد صدري يعارض ذلك.
اما الكتلة الكردية فهي الاخرى تسابقت على جبر خاطر المجموعات الدينية والقومية الصغيرة على لسان العديد من ممثليها وقادتها.الا ان كل ما قاله وما صرح به كل المحسوبين على الكتلة الكردستانية لا يعدو عن كونه مجرد التلاعب بعواطف البسطاء وذر الرماد في العيون،لاننا جميعا نعرف ان المستفيد الاكبر من الغاء المادة 50 يصب في مصلحة هذه الكتلة بالذات دون غيرها.
لنتغابى ايها العراقيون ولنعطل عقولنا لبعض الوقت او: لنكن سذجا ونصدق كل ما ادلى به هؤلاء السادة الى حين،الا ان ما يلح في خاطر كل منا هو السؤال التالي:من هم الذين صوتوا على القرار اذن ايها العراقيون والكل يتنصل من القبول بأتهامه بأقصاء وتهميش شريحة عراقية من موقع صنع القرار؟ والجواب المنطقي الوحيد سيكون هنا حتما:السيد يونادم كنا ممثل قائمة الرافدين(السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية) والسيد ابلحد افرام عن الكتلة الكردستانية فقط(كان السيد ابلحد افرام عضو فرع في الحزب الديمقراطي الكردستاني الى نهاية 1999 ثم اسس الحزب الديمقراطي الكلداني لاسباب لا اظن ان المراقب المحايد للشأن العراقي يجهلها).الا ان الرقم 191 الذي يمثل عدد المصوتين على الغاء المادة 50 يصدنا عن تصديق هذا الهراء والنفاق والضحك على الذقون.
لنناقش ببعض الروية سلوكيات البعض من حلفاء الكتلة الكردستانية بعد صدور القرار، واخص بالذكر هنا الكيان المسمى بالمجلس الشعبي الكلداني السرياني لانه ومن خلال الدعم المادي الكبير الذي يحظى به من لدن الوصي على فعالياته يمكننا ان نقول: اريد له ان يكون الذراع الاطول والصوت الاعلى بين صفوف ابناء الامة الكلدو اشورية السريانية،وسبب اختياري لهذا المجلس هو فقط لان فعالياته تنطلق وفق ما ينسجم وموقف الحزب الديمقراطي الكردستاني حصرا، ولان هذه الفعاليات صارت تلفت نظر الكثير من البسطاء من الكلدو اشوريين السريان.
معروف لدى القاصي والداني ان هذا المجلس انشأ بأيعاز خاص من جهات معلومة - كما انشأت كيانات اخرى لا حاجة الى ذكرها في هذا المقام - بعد فشل جهود دعاة الحكم الذاتي للناطقين بالسريانية ضمن اقليم الشمال،ولا اذيع سرا ان اعلنت بأن السيد سركيس اغا جان(لا يحمل اي تأهيل علمي) القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ونائب رئيس الوزراء ووزير المالية( او الاقتصاد والتجارة) في حكومة اقليم الشمال يهمين على فعاليات هذا المجلس وهو صاحب مشروع الدعوة الى الحكم الذاتي ضمن اقليم الشمال، وهناك اقاويل تؤكد على ان السيد اغا جان هو وزير المالية لشؤون المسيحيين فقط، ويدير وزارته وفق منهج وشرع العشيرة وليس وفق اصول علم الادارة والاقتصاد،مما حدى بأحد الكتاب المعروفين بولائهم للبيت البرزاني ان يعرج على هذه المسألة في احدى مقالاته بعد مقابلته للسيد اغا جان.
نظم هذا المجلس مؤخرا عدة تظاهرات تندد بقرار البرلمان العراقي الذي الغى العمل بنظام الكوتا في انتخابات مجالس المحافظات وفق المادة 50 وتطالب بأقرار الحكم الذاتي للناطقين بالسريانية، والمثير للسخرية: كان ان تقدم صفوف المتظاهرون في بلدة تللسقف(حوالي 30 كم شمال مدينة الموصل)اعضاء من الحزب الديمقراطي الكردستاني،وحين اقول مثير للسخرية اعني ما اقول بالضبط،لان هذه المشاركة تعني للبسطاء: ان النواب الاكراد كانوا ضد التصويت على القرار،والحقيقة تقول بغير ذلك،اذن ما معنى هذه المشاركة يا ترى؟ اترك الجواب لمن يمتلك الجرأة الادبية ليجيب علي هذا السؤال ان وجد.
معروف جدا ان اعداد اليزيدية والشبك والاكراد في محافظة نينوى محدود جدا مقارنة بأعداد الناطقين بالسريانية،ولو شاء القدر واقر الحكم الذاتي ضمن اقليم الشمال،فأن معنى هذا:ان اصحاب اقليم الشمال سوف لن تنحصر مطالبتهم فقط بضم كركوك الى اقليمهم انما سوف تمتد الى الموصل ايضا او على الاقل جزء كبير منها،هذا من ناحية،اما الناحية الاخرى والتي اثبتت الايام صحتها فهي:لو كانت الاحزاب الكردية فعلا تقر بحقوق هذه المجموعات القومية والدينية الصغيرة فما معنى تصويتها الى جانب الغاء المادة يا ترى؟ ام ترانا نسينا تصريحات السيد ملا بختيار قبل امد ليس بالبعيد حول ما يخص تواجد القوميات غير الكردية في اقليم الشمال الذي تهيمن عليه الاحزاب الكردية كما المالك؟
تريدون حكم ذاتي؟ حسنا، نتفق معكم ايها السادة،ولكن قبل ان نشرع بالتخطيط لتنفيذه اليس من منطق العقل ان يقر لنا من تريدون لنا ان ننضوي تحت جناحه بحقوقنا دستوريا لكي يتسنى لنا محاججته يوم يلحق بنا الحيف كما هو حاصل اليوم؟اليس من شروط الديمقراطية ان يقر هذا الذي تودون ان تربطوا مصيري دون وجه حق الى سارية علمه الذي لا يقر بالوطن العراقي ولا بالامة التي انتمى اليها ان يبدى حسن النية على الاقل ويعيد لي ما سلبه مني قبل عقود قليلة جدا من الزمن؟ ام تراكم نسيتم عشرات القرى في دهوك على سبيل المثال لا الحصر التي مازالت تنتظر ان تعاد الى اهلها الشرعيين؟ ما هو مبرر ثقتي بالاحزاب والقيادات الكردية والاف المؤلفة من الشباب الكردي غادرت اربيل ودهوك وسليمانية بعد ان هيمنت عليها هذه الاحزاب وليس خلال حكم صدام حسين، وافواجهم ما زالت حتى الساعة تدق ابواب دوائر الهجرة واللجوء؟فأذا كانت هذه سياسات قيادات هذه الاحزاب مع الشعب الكردي،فإلى ماذا ستؤول مع الاخرين وخاصة ممن ليس لهم اي حقوق في ارض تاريخية في اقليم الشمال كما قال ملا بختيار يوما يا ترى؟ الا تعتقدون ايها السادة انكم تنفخون في قربة منفوخة من اجل خداع البسطاء ووفق منهج اعد لكم سلفا؟
تقول الاخبار ان مجلس الرئاسة وافق على اقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات واقترح اعادة المادة التي تحفظ حقوق الاقليات في الانتخابات،ومجلس الرئاسة كما نعرف جميعا مكون من السيد جلال الطالباني عن القائمة الكردستانية وعادل عبد المهدي(غالبا يرافق اسمه لفظة "الدكتور" ولا ندري اي نوع من الدكتور هو) من القائمة الشيعية(المجلس الاعلى) والسيد طارق الهاشمي عن السنة،وكان قد سبق لهذا المجلس ان نقض قرار البرلمان حين صوت على المادة 24 من الدستور التي تتعلق بكركوك لمجرد ان الكتلة الكردستانية رفضت ذلك التصويت عليه (اظن ان السيد محمود المشهداني قبل التصويت السري لانه يعرف العيوب والمثالب التي ثبتتها الكتلة الكردستانية على اعضاء برلمانه،الا ان المسكين لم يقدر ان يحفظ نفسه ،فقد فضحه الاكراد حين اعلنوا الى العلن كيف انهم يمارسون شراء الذمم) رغم ان ذاك التصويت كان قد حظى برضا الشارع العراقي عموما،في الوقت الذي اعلن نفس المجلس مجرد الاقتراح والتحفظ في منتجع دوكان على مسألة رفض الشارع العراقي قبولها اصلا .
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,226874.msg3380162.html#msg3380162
لم نستغرب نحن الاشوريون ايها العراقيون الافاضل مطلقا لقرار البرلمان العراقي، كما لم نندهش لموافقة مجلس الرئاسة عليه مطلقا، وكذلك لم يحزننا ذلك قطعا،لاننا نعتقد ان اتخاذ هكذا قرار من قبل البرلمان العراقي وموافقة مجلس الرئاسة عليه هو اهانة بليغة لكل الاحزاب السياسية التي تنادي باليبرالية والديمقراطية،كوننا نثق ثقة مطلقة ان هذا الوطن هو وطننا قبل ان يكون هناك ارض وسماء وعلينا واجب اخلاقي ان ندافع عنه ونذود عن حياضه دون ان ننتظر كلمة شكر واحدة من مسؤول منافق او انسان عد عراقيا بالكذب والتزوير،انما الذي ننتظره حقا هو ان نجازى على حبنا لهذا الوطن الذي اسسه اجدادنا بالحب بما نستحقه فعلا من الذين يشاركوننا احزاننا والامنا وعذاباتنا من ابناء الشعب العراقي الذين يرفضون ان يبيعون انفسهم للشياطين التي سلطها المحتل على رقابهم ورقابنا،نحن الاشوريون ايها الاحبة العراقيون لا نحتاج الى ابراز وثيقة تثبت انتمائنا الى هذا الوطن بالحب،انما الذين صوتوا على الغاء المادة 50 من قانون انتخابات المحافظات والذين اقروا تشريعها في امس الحاجة الى ابراز ما يشهد لهم انهم عراقيون،لان ما يتفاخرون به من حضارة هو جزء من التراث الذي خلفهم لهم اجدادنا، والقلاع والصروح التي يتباهون بها هي مجرد شواهد حقيقية على عمق جذورنا في هذه الارض.
لقد تعرضنا نحن الاشوريون وعلى مدى ست وعشرين قرنا وما نزال الى كل صنوف القهر والظلم والاضطهاد،ولكننا كنا نجد دائما من يقف الى جانبنا ويضمد جراحاتنا بالحب،واليوم وقف ويقف الى جانبنا كل الملايين من العراقيين الغيارى الذين يحرصون على وحدة هذا الوطن بالحب،فتحية حب واحترام لكل من رفع صوته معارضا الغاء المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات والخزي والعار لكل من يحاول ان يتلاعب بعواطف البسطاء من اهلنا من اجل تنفيذ اجندة حاقدة على وحدة تراب هذا الوطن تحقيقا لمصالحه الشخصية الدنيئة.
نثق نحن الاشوريون ثقة مطلقة ان الله خلقنا بالحب على هذه الارض من اجل ان نحبه ونمجد اسمه كل حين وسوف يشرفنا جدا ان نموت من اجل هذه الارض.
اللهم اشهد انها دعوة حق من اجل الحق.
ياقو بلو
yakoballo@yahoo.co.uk