المالكي يبلغ بارزاني بموافقة الاسد على دخول البيشمركة للاراضي السورية
كشفت مصادر صحفية، الجمعة، عن موافقة الرئيس السوري بشار الاسد على دخول قوات البيشمركة التابعة لاقليم كوردستان الى الاراضي السورية للقتال الى جانب كورد سوريا ضد تنظيم القاعدة.
وقالت صحيفة السياسة الكويتية، في تقرير لها اطلعت عليه "شفق نيوز"، ان "رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي نقل الى رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني معلومات عن ان نظام الاسد لا يمانع دخول قوات من البيشمركة إلى أراضي شمال سورية للدفاع عن الكورد السوريين أمام هجمات القاعدة".
واوضحت الصحيفة ان "مصدراً كوردياً رفيعاً في بغداد كشف ان القيادة الايرانية ورئيس الوزراء العراقي يحاولان الضغط على رئيس اقليم كوردستان العراق مسعود بارزاني لتغيير موقفه المؤيد للثورة السورية والتحول الى دعم نظام بشار الأسد".
واضاف المصدر الكوردي ان "النظام الايراني والمالكي يعتقدان أن المواجهات الاخيرة وحالة التوتر الأمني في المدن السورية الكوردية بين تحالف تنظيم القاعدة في العراق وبلاد الشام وجبهة النصرة وبين مقاتلين كورد، ساهم في بلورة تقارب سياسي مع بارزاني, ما عزز فرص التعاون معه لمواجهة خطر القاعدة الموجه ضد أربيل وبغداد في وقت واحد".
وبحسب الصحيفة فان "المالكي وطهران يراهنان على أن وصول الجماعات الجهادية إلى مناطق الحدود بين سورية وإقليم كوردستان الخاضع لسلطة الاقليم يشكل تهديداً أمنياً خطيراً على الإقليم، وهو ما قد يقنع القادة الكورد في شمال العراق بالتحول من صفوف دعم الثوار السوريين الى صف مساندة قوات الاسد".
وبين المصدر الكوردي حسب الصحيفة الذي وصفته بالمقرب من الحزب الديمقراطي الكوردستاني ان "حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني برئاسة الرئيس العراقي جلال طالباني، من أبرز المتحمسين لإعادة النظر في دعم الثورة السورية، وان بعض قيادات هذا الحزب يؤيد التعاون مع قوات الاسد على الارض من اجل هزيمة القاعدة في شمال سورية، فيما أجرى البعض الآخر اتصالات مع مسؤولين سوريين".
وكشف القيادي الكوردي عن أن "المالكي عرض على القيادة الكوردية في اربيل، إرسال تعزيزات عسكرية تشمل أسلحة ثقيلة الى معبر فيشخابور الحدودي بين الاقليم وسورية لتأمين المنطقة من تسلل مقاتلي القاعدة".
وتذكر الصحيفة ان "هنالك تقارير من جهات ايرانية وسورية وصلت الى بارزاني تفيد ان مواطنين كورد من داخل سورية ومن اقليم كوردستان العراق بدأوا بالتطوع في صفوف تحالف القاعدة، وهو تطور يهدد سلامة حكومة اقليم كوردستان في حال عاد هؤلاء مرة ثانية من سورية الى اراضي الاقليم، إلا أنه اتضح لاحقاً أن هدف التقارير هو تخويف القيادة الكوردية في أربيل".
وبحسب المصدر الكوردي فإن "المالكي نقل إلى بارزاني معلومات عن ان نظام الاسد لا يمانع دخول قوات من البيشمركة الكوردية المدربة إلى أراضي شمال سورية للدفاع عن الكورد السوريين أمام هجمات القاعدة، وهذا معناه ان نظام الاسد يريد كسب تدخل المزيد من الاطراف الاقليمية في معركته المفتوحة مع كتائب الثورة، كما ان الولايات المتحدة يمكنها ان تساند هذه الخطوة طالما تعلق الامر بمحاربة إرهاب القاعدة".
وعدَّ المصدر انه "بهذه الطريقة ربما تصل الامور الى نتيجتين: أولاً تدهور العلاقة بين بارزاني وبين الحكومة التركية المناهضة للمقاتلين الكورد في سورية، وهو ما يرضي النظامين الايراني والسوري، وثانياً بلورة بدايات لتنسيق بين بغداد وطهران ودمشق عبر بارزاني مع الادارة الاميركية تحت عنوان (محاربة الارهاب الذي تقوده القاعدة في العراق وبلاد الشام)".
ورأى المصدر الكوردي ان "التقارب السياسي بين بارزاني والمالكي الذي فرضته تحديات الوضع العسكري على الأرض في المدن السورية الكوردية بدأ يشكل أرضية لصياغة تفاهمات استثنائية بشأن الوضع السياسي الداخلي العراقي، بدليل ان بعض الدوائر الايرانية ألمحت الى امكان ابرام اتفاق بين التحالف الكوردستاني والتحالف الشيعي في العراق يسمح بتمديد فترة حكومة المالكي حتى العام 2016 لأسباب ترتبط بشكل مباشر وجوهري بتطورات الوضع السوري ومصير نظام الاسد".
وشدد المصدر على ان "الموقف المبدئي لبارزاني غير قابل للمساومة وان هذا الاخير مصر على الوقوف الى جانب الثورة السورية وان دعمه لنظام الاسد غير وارد في اي حسابات سياسية، كما ان بارزاني مصمم على ان المالكي لن يحصل على ولاية ثالثة لرئاسة الحكومة ولا أي تمديد".
ولفت الى ان "القيادة الكوردية لديها خيار بديل هو مساندة الجيش السوري الحر وبقية الفصائل السورية المسلحة المعتدلة لمواجهة تحالف القاعدة في العراق والشام".