Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

المالكي يعطي درساً في التداول السلمي للسلطة

 


رغم ما يمر به العراق من كوارث الإرهاب الداعشي- البعثي، المدعوم محلياً، وإقليمياً، ودولياً، إضافة إلى الصراعات الطائفية والقومية، إلا إن هناك جوانب مشرقة تؤكد على أن العملية السياسية تسير نحو النجاح ولو ببطء ومعوقات، وأن الحل الوحيد للأزمات والمشاكل العراقية االمزمنة هو الديمقراطية التي لا بد من نجاحها وإلا الانقراض.


وما بيان رئيس الوزراء السيد نوري المالكي المتلفز مساء 14/8/2014 الذي أعلن فيه تنازله عن جميع المناصب الحكومية، لصالح خلفه الدكتور حيدر العبادي، إلا دليل على صحة ما نقول(1). فقد حقق الرجل نقلة نوعية حضارية وأخلاقية فريدة في تاريخ العراق الذي لم يعهد الانتقال السلمي للسلطة من قبل، وحتى داخل الحزب الحاكم. وبذالك فقد أثبت المالكي (الإسلامي)، أنه أكثر التزاماً بالدستور والديمقراطية، وحرصاً على العراق الجديد والدولة المدنية، من بعض أدعياء العلمانية والديمقراطية والمتياسرين الذين ضربوا نتائج الانتخابات عرض الحائط، وحتى لجأوا إلى الدواعش بغية إزاحته بالإرهاب بعد أن فشلوا في إزاحته بصناديق الاقتراع. وهذه نقطة مهمة جداً يسجلها التاريخ لصالح المالكي، ووصمة خزي وعار لخصومه.


 فالتبادل السلمي للسلطة لم يحصل في العراق في عهود ما قبل 2003 ، بل عن طريق الدبابات والانقلابات العسكرية، وحتى داخل الحزب الواحد كما حصل في الأعوام 1963، 1968، و 1979 حين ارتكب صدام مجازر عن طريق مؤتمرات صيد الفئران، وقتل نحو 400 من كوادر حزبه، بينهم  19 من القيادات العليا في الدولة والحزب.


 فما حصل للمالكي مساء 14/8/2014 يشبه إلى حد كبير ما حصل للزعيم عبدالكريم قاسم في يومي 8-9 شباط 1963، مع الفارق، أن هذه المرة لم يأت المتآمرون بدباباتهم وقتل المالكي في دار الإذاعة وإبادة الألوف من الوطنيين بصورة وحشية لا يجيدها إلا البعثيون. وهذا يؤكد أن العراق يسير في الاتجاه الصحيح في تبني الأساليب الحضارية في الانتقال السلمي للسلطة، وقد فوَّت المالكي على البعثيين وغيرهم من أعداء العراق، ما ارتكبوه في 8 شباط 1963 من مجازر.


 من المفيد أن أنقل هنا فقرة كاملة من مقال الأستاذ ميثم الجنابي الموسوم: (المالكي وعبد الكريم قاسم - نهاية المأساة وبداية المهزلة) لتوضيح الصورة:


"فعندما نتأمل محاولات وحالة إزاحة المالكي عن السلطة، فإننا نقف أمام تكرار لما حدث مع عبد الكريم قاسم من حيث الأسلوب والقوى الخارجية والداخلية. الأمر الذي يشير إلى أن الغاية هي هي. فقد كان سيل المعارضة محصورا باتهام عبد الكريم قاسم بالدكتاتورية والفردية ومحاربة القومية العربية. وسيل المعارضة الحالية ضد المالكي هي الأخرى محصورة باتهامه بالدكتاتورية والتفرد و"الصفوية". ذلك يعني أنه في كلتا الحالتين كانت أطرافها هي هي. ففي حالة عبد الكريم قاسم كانت القوى الداخلية هي قوى بعثية ودينية (عائلة الحكيم) وكردية (بارا زانية) أما أطرافها الخارجية فقد كانت بريطانيا والسعودية. وفي حالة المالكي نقف أمام امتداد هذه القوى- بعثية طائفية وبقايا شيوعية أقليات خربة (نموذج جريدة المدى) ومؤسسة دينية (مرجعيات صامتة في سراديب النجف)، وأخرى ناطقة (نفس عائلة الحكيم وعائلة الصدر وعائلات اقل شهرة) وكردية (بارا زانية)، أما أطرافها الخارجية فهي أمريكا (بريطانيا المحدثة) والسعودية."(2)


واللافت للنظر أن المالكي لم يقف خلف الميكروفون لوحده كما جرت العادة في هذه المناسبات، وإنما جمع حوله معظم القياديين في حزب الدعوة، وكتلة (دولة القانون)، في إشارة ذكية وشجاعة منه ليؤكد لهم أنه تنازل عن استحقاقه الانتخابي حفاظاً  على وحدتهم ووحدة العراق، وكذلك لفضح المتآمرين من رفاقه، وكشف أكذوبة المنافقين الذين روجوا أن المالكي عميل لإيران، وإذا بالذين لهم علاقة بإيران في في التحالف الوطني، هم الذين تآمروا عليه وسارعت إيران بإعلان تأييدها لهم للتخلص من المالكي. فهل استوعبت إدارة الرئيس أوباما الرسالة؟


لقد حاول خصوم المالكي وشركاؤه في السلطة، تحميله كل مشاكل العراق المتراكمة عبر قرون وتبرئة أنفسهم منها، وشاركوا في العملية السياسية وتسلموا أهم الوزارات السيادية والخدمية، لا لإنجاحها بل لشل عمل الحكومة وإلقاء اللوم كله على المالكي. ولعله الرئيس الوحيد في تاريخ العالم يكون في موقع المسؤولية العليا وهو مكبل اليدين في تنفيذ ما يريد من إعمار العراق، ورغم كل هذه المعوقات أنجز الكثير.


قال المالكي في بيانه التاريخي:" اليوم اقول للشعب العراقي لأسالمن ما سلم العراق وشعبه، ولن اكون سببا في سفك قطرة واحدة من دم العراقيين، وأقول لا اريد اي منصب وإنما منصبي ثقتكم بي وهو منصب لا ارقى ولا اشرف منه، وأعلن امامكم اليوم ولتسهيل سير العملية السياسية، وتشكيل الحكومة الجديدة، سحب ترشيحي لحيدر العبادي وكل ما يترتب على ذلك حفاظا على المصالح العليا للبلاد".(هامش رقم-1).


وهذا عين الإيثار والحكمة والأخلاق والحرص على المصلحة الوطنية.


 كان من حق المالكي التمسك باستحقاقه الانتخابي والدستوري، ولكنه وتحت ضغوط داخلية ودولية، وحتى المرجعية الشيعية، استجاب أخيراً، لأنه لو تخلى من أول يوم بناء على طلبات خصومه لاتهموه بخذلانه لملايين الناخبين الذين صوتوا له ولكتلته (دولة القانون).


وقد شبه الكاتب السيد مصدق الموسوي بحق، ما حصل للمالكي واستحقاقه الانتخابي كما لو ان طالباً في البكالوريا حصل على معدل 98% يؤهله لكلية الطب ولكن الوزارة تمنعه من القبول ولا بد له من ترشيح طالباً غيره لكلية الطب؟ أي قانون هذا وأي ديمقراطية مغلفة مسمومة جاءتنا ونحن (معدان السياسة)؟(3).


 و"الوزارة" هنا تشمل السيد مسعود بارزاني، وأسامة النجيفي، ومقتدى الصدر، وعمار الحكيم صاحب فذلكة "المقبولية"، أي أن يكون المكلف بتشكيل الحكومة مقبولاً من هؤلاء بدلاً من الشعب وصناديق الاقتراع.


فالديمقراطية تعني تبديل الحكومة بقصاصة ورقة بدلاً من الرصاص (Ballot instead of bullet). أما في العراق فرغم أنه اجتاز مرحلة الرصاص في تبديل الحكومة، ولكنه دخل مرحلة جديدة فريدة من نوعها في العالم كله، اسمها (المقبولية)، أي أن يكون المكلف بتشكيل الحكومة مقبولاً من النخبة بدلاُ من صناديق الاقتراع. لذا، فعندما فشلوا في إزاحة الفائز عن طريق صناديق الاقتراع، أطلقوا كلاب (داعش) المسعورة لتنهش بالشعب والقوا اللوم عليه. فهل هذه هي الديمقراطية التي يريدونها للعراق ولتصبح (المقبولية) من قبل النخبة هي القاعدة بدلاً من الانتخابات؟ والمؤسف أن بعض الكتاب من أدعياء الديمقراطية راحوا يتهكمون على الانتخابات ونتائجها والاستحقاق الانتخابي للتقليل من شأنها، وهذا أمر معيب كشف حقيقتهم.


 قال المالكي في بيانه: " ادرك جيدا ان المستهدف ليس المالكي بعينه وإنما العراق بأجمعه، وقد بذلت كل جهدي ووقتي واستخدمت كل الوسائل المتاحة لإحباط المخطط الذي اختلطت اطرافه هدفا ووسيلة وآليات مع ضرورات ادراك واعي لخطورة المخطط الذي يستهدف وحدة العراق وسيادته". واشار المالكي: " انني سابقى جنديا مدافعا عن العراق وشعبه وسندا له لينهض بأعباء المسؤولية والأمانة بكل وطنية وشرف وحزم وشجاعة في احقاق الحق ودحر الباطل والدفاع عن المظلومين".



لقد أثبت المالكي أنه سياسي واقعي، فرغم إدراكه العميق بحقه الدستوري، ولكن، و كما ذكرنا في مقال سابق لنا ماذا عساه أن يعمل إزاء هذه الأوضاع المتفجرة، فقد نجح خصومه في شق الجبهة الشيعية، وبدأ صراع جديد وهو الصراع الشيعي- الشيعي، إضافة إلى الصراع العربي- الكردي، والسني – الشيعي. لذا أشرنا عليه أن يعلن للشعب عن تنازله في الترشيح لتشكيل الحكومة، و يتمنى للسيد العبادي كل النجاح في مهمته الشاقة وشبه المستحيلة، وأنه سيواصل النضال من أجل خدمة الشعب وإنجاح الديمقراطية تحت قبة البرلمان وبالوسائل السلمية.(4)  


وبتنازله عن حقه في الترشيح، فقد سجل المالكي سابقة في التضحية والإيثار في التاريخ، وسيندم كل الذين خاصموه من داخل كتلته، لأنهم سيدركون عاجلاً أم آجلاً، أن المستهدف هو ليس شخص المالكي وإنما العراق كله والعملية السياسية كلها. وهاهي الشروط التعجيزية بدأت تظهر. فقد طالب نائب عن ائتلاف الوطنية الذي يتزعمه آياد علاوي بإحياء (المجلس الوطني للسياسات الستراتجية)، وتسليم رئاسته الى علاوي(5)


أما كتلة (متحدون)  فكالعادة مطالبهم "المشروعة" التعجيزية لا تنتهي، من بينها إلغاء قانون مكافحة الإرهاب، وإلغاء قانون المساءلة والعدالة (اجتثاث البعث)، وإطلاق سراح جميع المتهمين بالإرهاب وحتى المدانين منهم من قبل القضاء...الخ(6)


أما السيد مسعود بارزاني فيريد "كردستان دولة مستقلة مصرفها على العراق"، وضم كركوك وإلغاء مادة 140 من الدستور، والآن المسرحية الداعشية فسحت له المجال لتسليح قواته البيشمركة من الخارج وبدون موافقة "حكام بغداد". فهل بإمكان أي رئيس وزراء أن يستجيب لكل هذه الطلبات التعجيزية المتضاربة مع الدستور؟


لذلك، أتوقع أنه عما قريب ستبدأ الأسطوانة المشروخة من جديد حول التهميش والإبعاد والإقصاء والدكتاتورية، وعقدة الشيعة بالمظلومية، وأنهم تحولوا من مظلومين إلى ظالمين...الخ، إلا اللهم إذا استجاب الدكتور العبادي لجميع طلباتهم، وعندئذ نقرأ على العراق السلام.


 نحن نعيش في عصر اللامعقول، خاصة عندما يصرح باراك أوباما، رئيس الدولة العظمى التي تدعي أنها تعمل على نشر الديمقراطية والسلام في العالم، يصرِّح بأن اجتثاث البعث كان خطأً. فهل أخطأ الحلفاء عندما اجتثوا النازية الألمانية بعد انتصارهم على ألمانيا الهتلرية ودول المحور في الحرب العالمية الثانية؟ والكل يعرف أن البعث أسوأ من النازية. أليس القصد من هذا التصريح هو تأهيل البعث الفاشي تمهيداً لعودته لحكم العراق؟


 لقد حاولوا تحميل المالكي كل مصائب العراق، بما فيها جرائم داعش بأنه أقصى السنة والكرد مما وفر الأجواء الملائمة لداعش، بينما هذه المصائب وخاصة الإرهاب قد حل بالعراق منذ اليوم الأول من سقوط الفاشية، وعلى سبيل المثال أُعيد ثانية بعض الحقائق التي تؤكد براءة الرجل من هذه المشاكل، وأن أعداء العراق الجديد من الدواعش البعثيين وحلفائهم خططوا لإفشال العملية السياسية، وللأسف أيدهم بعض المثقفين المحسوبين على اليسار والعلمانية ودعم الديمقراطية، فراحوا يهيئون مبررات الفشل المحتمل من الآن وإلقائه على كاهل المالكي مدعين أن تركة المالكي ثقيلة غير قابلة للحل، وهنا نعيد قائمة من الفضاعات التي حصلت قبل تسنم المالكي لرئاسة الحكومة.


فهل المالكي هو السبب؟


((لم يكن المالكي رئيساً للوزراء عندما ذبحتم أكثر من ألف شخص على جسر الأئمة، 


لم يكن المالكي رئيساً للوزراء وكنتم تقفون في اللطيفية تذبحون الموتى ومن معهم الذين جاؤوا لدفنهم،


لم يكن المالكي رئيساً للوزراء وفجرتم الضريحين العسكريين في سامراء،


لم يكن المالكي رئيساً للوزراء وقتلتم في يوم واحد بمفخخاتكم في مدينة الصدر أكثر من 500 شخص،


لم يكن المالكي رئيساً للوزراء وفجرتم الحلة وراح ضحيتها أكثر من 300 شخص،


لم يكن المالكي رئيساً للوزراء وقتلتم عزالدين سليم وباقة من الشهداء،


لم يكن المالكي رئيساً للوزراء وذبحتم 40 طفلاً في بغداد الجديدة،


لم يكن المالكي رئيساً للوزراء ودمرتم الجسور والوزارات وكل بنى العراق التحتية،


قلتم إن تنحي الجعفري فسنقبل بأي مرشح وها أنتم اليوم تقولون أن تنحي المالكي سنضمن الأمن.


غاياتكم ونياتكم مكشوفة عسى المغرر بهم من جمهور الشيعة يعرفون من أنت ولماذا تحاربون)).أنتهى.


وختاماً، هناك أسئلة كثيرة يطرحها المواطنون الشرفاء: لماذا صار المالكي مغضوباً عليه من قبل جميع قيادات الكتل السياسية في العراق بما فيه قيادات من داخل التحالف الشيعي، وكذلك حكومات إقليمية ودولية بما فيها الدولة العظمى أمريكا؟ وهل حقاً كان المالكي دكتاتوراً، وهمش السنة والكرد، مما سهل دخول داعش واحتلال مساحات واسعة من العراق؟ ولو كان المالكي سيئاً إلى هذا الحد كما يصوره خصومه، فلماذا نال أعلى نسبة من أصوات الناخبين في الانتخابات الأخيرة، وبرزت كتلته النيابية هي الأكبر؟ أم هناك أسباب أخرى للتخلص منه؟ أعتقد هذه الأسئلة مهمة جداً وتحتاج إلى إجابات صريحة وشافية، وسأحاول الإجابة عليها في مقالي القادم.


 abdulkhaliq.hussein@btinternet.com 


http://www.abdulkhaliqhussein.nl/


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


مصادر


1- المالكي يتنازل عن جميع المناصب الحكومية ويقول:لن اكون سببا في سفك قطرة واحدة من دم العراقيين


http://alakhbaar.org/home/2014/8/174472.html


 


2- ميثم الجنابي : المالكي وعبد الكريم قاسم - نهاية المأساة وبداية المهزلة


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=428530


 


3- مصدق الموسوي: المالكي بيم مؤامرة الاشيقر والشهرستاني وتبريك رغد وداعش

http://www.sotaliraq.com/mobile-item.php?id=165683#axzz39xYH4QZ1


 


4- عبدالخالق حسين: هل تكليف العبادي حل لمحنة المالكي؟


http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=674


 


5- إئتلاف علاوي: سنشارك في الحكومة وندعو لاحياء منصب المجلس الوطني للسياسات الستراتيجية


http://alakhbaar.org/home/2014/8/174454.html


 


6- متحدون” من التوسل بالتحالف من أجل التغيير فقط الى الحديث عن فرض الشروط الطائفية


http://alakhbaar.org/home/2014/8/174460.html


 




-- 

في حالة عدم الرغبة باستلام رسائلنا يرجى الضغط هنا


-- 

في حالة عدم الرغبة باستلام رسائلنا يرجى الضغط هنا

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
أمام عمل المرأة العراقية.. التقاليد والعادات تقف حاجزًا أمام عمل المرأة العراقية.. التقاليد والعادات تقف حاجزًا العادات والتقاليد مازالت تشكل الضغط على المرأة العراقية في العمل رغم تحرر المرأة العراقية وقطعها أشواطا كبيرة في العمل ومشاركتها الرجل في الكثير من الأعمال التي كانت حكرا عليه، إلا أنه لا تزال التقاليد من جهة والمجتمع من جهة أخرى يشكلان ضغطا متزايدا شكرا جونسون سياويش على هذه المبادرة التاريخية حميد مراد/ ونحن في مركز تقديم الخدمات والمساعدات للنازحين القادمين من سهل نينوى، تقدم مني احد النازلين في هذا المركز وقال لي بان السيد الصدر و ماعون الشوربة علي فاهم / هذه القصة حقيقية وقعت في يوم رمضاني بارد من كانون الثاني في عام 1998 كان الارتباك واضحاً على تصرفات و حركات (احمد) و الفرق بين محاربة الدين ومحاربة الإسلام السياسي !!! عامر صالح/ كلما يشتد خلط الدين بالسياسة تزداد الحياة بؤسا وحرمان وإرهابا, وبنفس الوقت تزداد الهجمة على الدين في فهم منفعل بأنه هو السبب
Side Adv2 Side Adv1