المتاريس والأسلاك الشائكة تحل محل الأشجار - مواطنون: تعرية الأحزمة الخضر يهدد بكارثة بيئية في العراق
23/01/2006زمان
اندثرت مساحات خضر عدة في مناطق متفرقة من بغداد وتحولت الي مكبات للانقاض والنفايات، فيما احيطت بعض الساحات القريبة من مقار الاحزاب، والقواعد العسكرية بالاسلاك الشائكة، في الوقت الذي دعا فيه مواطنون الجهات المعنية الي اتخاذ اجراءات رادعة لمنع ابادة الاشجار تحت اية ذريعة.
حماية الاحزمة الخضر
واكد المواطنون في تصريحات لـ(الزمان) اهمية حماية الاحزمة الخضر لما تشكله من مناظر جمالية وحضارية، الي جانب فرض الغرامات والعقوبات بحق المخالفين، الذين لجأوا الي قطع او احراق الاشجار لدواع امنية او مادية، مطالبين بحملات تشجير واسعة النطاق لتعويض ما اصاب الساحات الخضر من هلاك. من جانبها دعت امانة بغداد وزارتي الدفاع والداخلية الي (الاسهام والتعاون مع فرقها للحد من التجاوزات وملاحقة المخالفين الذين يعمدون الي قطع الاشجار واستخدامها في الاغراض المنزلية فضلا علي مطالبة عناصر حفظ الامن بعدم جزر الاشجار بحجة منع المسلحين من استخدامها للاختباء والمناورة عند القيام بعملياتهم المسلحة).
وقال حميد علاوي (25 عاما طالب جامعي) ان (الاشجار تعرضت في مناطق متفرقة من العراق الي عمليات قطع واحراق من قبل بعض المواطنين الذين يستخدمون اخشاب الاشجار في الصناعات الي جانب الاغراض المنزلية ولاسيما في الطبخ نتيجة لارتفاع اسعار المشتقات النفطية) مضيفا ان (الاشجار الممتدة علي الطريق السريع في منطقة بغداد الجديدة تعرضت الي القطع وتحولت الساحات الخضر الي اماكن للانقاض والنفايات)داعيا امانة بغداد والجهات المسؤولة الي (حماية الاشجار التي تشكل منظرا جماليا وحضاريا). واشار حسين علوان (28 عاما - كاسب) الي لجوء بعض الاحزاب وعناصر حفظ الامن الي قطع الاشجار واتلاف المساحات الخضر بدوافع امنية وفي هذا السياق لم نلمس اي دور لامانة بغداد في فرض اية غرامات او عقوبات علي هذه الجهات التي تخالف القوانين)، موضحا ان (كثيرا من المساحات والحدائق العامة الغنية بالاشجار ولاسيما تلك الممتدة علي طريق مطار بغداد والتي تعد واجهة البلد امام القادمين الي العراق، تعرضت الي الاندثار بذريعة استخدام الاشجار للاختباء من قبل مسلحين عند القيام بالعمليات المسلحة).
وذكر علي حسين (طالب في كلية الاعلام) ان (الجهات المعنية في السابق تتخذ اجراءات صارمة بشان المتجاوزين علي الاشجار ناهيك عن وجود لجان للعناية بالاشجار من خلال سقيها ومدها بالاسمدة، الا ان هذه الجهات اخذ دورها يتقلص في تشجير مناطق بغداد وان وجد هذا الدور يكون بشكل محدود وعلي نطاق ضيق).
واكد عبيد سرحان (39عاما-كاسب)ان(القوات الامريكية قامت بقطع الاشجار في الساحة القريبة (من الكلية العسكرية في الرستمية ونصبت الاسلاك الشائكة بدل الاشجار) مشيراً الي (انني صدمت عنما رأيت منظر الاشجار المقطوعة التي كانت تضيف جمالية للساحة التي اصبحت جرداء محاطة بالاسلاك من كل جانب).
ضعف الحالة المادية
واوضح مؤيد سالم (صاحب محل نجارة) ان (المواطن بدأيرغب بشراء الاثاث الرخيص نظرا لضعف الحالة المادية فغرفة النوم الجيدة ذات الخشب المستورد تكلف ملايين الدنانير بينما اسعار الغرف المصنوعة من الخشب العادي المقطع محليا تتراوح مابين 200-350 الف دينار )الامر الذي دفع بأتجاه زيادة قطع الاشجار وبيع اخشابها الي معامل تقطيع الاخشاب). واضاف علي جابر (صاحب معمل نجارة)ان (الخشب المحلي يستعمل لسد النقص الحاصل في عملنا بالرغم من انه لايفي بالغرض الا انه يدخل كمادة مساعدة اذ نحتاجه بعملية الحشو لكبس الابواب اذ لايمكن ان نتلف الخشب المستورد الغالي السعر في سبيل انجاز الباب لذا نضطر الي استخدام الخشب المحلي). واكد لؤي علي (صاحب معمل لتسويق الخشب) (اننا نعتمد علي تسويق الخشب من داخل العراق اذ نشتري كميات كبيرة من الخشب المحلي الذي يتم الحصول عليه من الاشجار المنتشرة في المزارع والبساتين والارياف المنتشرة خارج بغداد والمحافظات نتيجة لصعوبة الاستيراد من الخارج). واضاف محمد جاسم (صاحب معمل تسويق الخشب)ان (الخشب المقطع محليا اقل كلفة من الخشب المستورد فكلفة الخشب المحلي 125 الف دينار في حين المستورد يصل المتر المكعب منه الي 350 الف دينار فضلاً علي رداءة النوعيات المستوردة من دول تركيا وايران لاحتوائها علي رطوبة بسبب النقل بينما في السابق كانت النوعيات الجيدة تستورد من رومانيا وفلندا وبسعر 165 دولار للمتر.
مشكلات تعانيها الامانة
من جانبه ذكر الناطق الاعلامي لامانة بغداد لـ(الزمان)ان (مسألة قطع الاشجار هي مشكلة تعانينها الامانة مع كثرة المخالفات في تحويل الحدائق والمتنزهات العامة الي اراض جرداء وقد ألقت مفارز الامانة القبض علي اشخاص عدة يقومون بقطع الاشجار واستخدامها للاغراض المنزلية وعمدت الي حجز المخالفين وفرض عقوبات وغرامات مالية ولكن المشكلة تحتاج الي جهد وتحرك اكبر واقوي من امكانيات الامانة) مضيفاَ(لقد خاطبنا الجهات الحكومية ولاسيما وزارتي الدفاع والداخلية لاتخاذ حلول رادعة والاسهام في الحد من التجاوزات وحماية الاشجار التي تشكل حزاماًاخضر للعاصمة فالامانة مؤسسة خدمية وليست مؤسسة امنية)مؤكداً(قيام الامانة بتنظيف العاصمة ورفع الانقاض وزرعها وتشجيرها).