وتؤكد الأوساط المدافعة عن حقوق المرأة في الإقليم اندراج هذه الأصوات النشاز في سياق محاولات التقليل من فداحة وهول ما تعرضت له ولا زالت المرأة من عنف وظلم وتمييز وامتهان والتشويش على عدالة قضية تحررها وتمكينها وبوصفها أس المساواة والتطور الاجتماعي.
في هذا الصدد تقول الصحفية والناشطة في مضمار الدفاع عن حقوق المرأة والطفل هانا شوان في حديث مع "سكاي نيوز عربية": "لسنا في صراع وتخندق ضد بعضنا كرجال ونساء لكن ما نهدف له هو تكريس المساواة والتكامل بحيث نعمل سوية على معالجة الظواهر السلبية في مجتمعنا وعلى تعزيز ثقافة قبول الآخر والتفهم والتفاهم والعمل معا للارتقاء بالمجتمع وأفراده".
وتردف: "مثلت التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي الطارئة على المجتمع الكردي منصة أخرى لممارسة العنف والتشهير ضد النساء وتعميق المعضلات الاجتماعية مع الأسف”.
وتضيف: "لكن مقارنة مع طبيعة المجتمع الكردي المنفتحة ولو نسبيا يمكن القول أنه بعد ظهور تنظيم داعش الإرهابي والحرب عليه وما رافقه من نشر لفظاعات الذبح والنحر والإرهاب والدم زادت وتيرة ممارسة العنف في مجتمعنا بحق النساء والأطفال خاصة كون العنف بات شيئا مألوفا لدى المتلقي يشاهده يوميا ويتشرب ثقافته".
وتستطرد: "تستقبل المنظمات والجهات المعنية بحماية المرأة والدفاع عنها في كردستان يوميا حالات لنساء معنفات هذا فضلا عن حالات القتل والانتحار".
وتطالب هانا: "المؤسسات الحكومية والدينية والسياسية في كردستان بتحمل مسؤولياتها في قطع دابر ثقافة العنف ضد المرأة والحط من قدرها ووضع حد لتنامي الجرائم والانتهاكات بحقها سيما تلك المدرجة تحت ما تسمى جرائم الشرف".
ورغم تضافر الجهود المدنية والنسوية وعلى صعيد المنظمات والهيئات غير الحكومية والحكومية أيضا لمكافحة العنف والتمييز ضد الجنس اللطيف وإصدار تشريعات خاصة برفع المظالم عن النساء ولو نسبيا، ومع أنها غير كافية إلا أنها أقله خطوات في الاتجاه الصحيح وإن كانت متثاقلة وبطيئة.
ورغم التطور الذي يشهده المجتمع الكردي كغيره لجهة ارتقاء وعي الناس بالعلاقة التكاملية بين الجنسين وأن الاختلافات الفسيولوجية بينهما لا تعني تفوق أحدهما على الآخر ولا تعكس أفضليته، لكن مع كل ذلك لا زال الواقع كئيبا ولا زالت رواسب ومفاعيل إرث الاضطهاد التاريخي المديد والمزمن بحق المرأة تفعل فعلها في كردستان العراق كما في معظم مناطق المعمورة مع الأسف.