Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

المراسل في المعركة

 

في حديث للإمام علي (عليه السلام) من جواهر بلاغته (( ان الفرق بين الحق و الباطل أربعة أصابع )) و هذه الحكمة توحي بحقيقة إعلامية بسيطة هي أن دماغ الانسان يتفاعل مع الصورة  و يصدقها أكثر من تفاعله مع الخبر المقروء أو المسموع فالإنسان يتعامل مع الصورة على أنها حقيقة صارخة لا تحتمل التأويل أما ما يقرأه أو يسمعه من عواجل الخالية من الصور فهو يحتمل فيها الكذب بصورة كبيرة الا ان كان المشاهد والمستمع أو القارئ يريد أن يصدقه في داخل نفسه فيميل الى الأخذ به دون الحاجة الى توثيقه و لكنه يبقى مشوباً بالشك بنسبة ما خاصة عندما يعارضه خبر مغاير معزز بصور واضحة ، و نحن نعيش اليوم أجواء معركة قوى الحياة والحضارة والنور والمدنية مع قوى الموت و الظلام و البداوة و التخلف يبذل فيها مقاتلينا أنفسهم وأرواحهم لصد الهجمة البربرية المستنسخة عن هجمة التتر السالفة التي أكلت كالجراد المدن و القرى و نشرت في الارض الخراب و الموت و الدمار ، و للإعلام دوراً بارزاً في حسم أي معركة والطرف الذي يستطيع توظيفه يكسب جزء كبير من المعركة ان لم يكسبها مسبقاً ، وعندما أقارن اليوم بين أعلام قوى الارهاب و داعش من جهة و إعلام الحكومة ومن معها من جهة أخرى فمن ناحية الامكانات نرجح بالتأكيد كفة الحكومة التي تملك أكبر ماكنة إعلامية هي شبكة الاعلام العراقي بكل قنواتها المرئية والمسموعة و المقروءة يحتشد معها الاف الصحفيين والاعلاميين الذين لم تعد تتسع لهم نقابة الصحفيين عند توزيع الاراضي أما في نقل الاحداث من أرض المعارك مع داعش و الارهاب فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا هم موجودون !! لقد رأينا التأثير الإيجابي الكبير حين عُرضت الصور الملتقطة لضربات الفعاليات الجوية على أهداف الارهابيين و ما أثارته من طمأنينة في نفوس الجماهير وزادت من معنوياتهم ولكن أعلام الحكومة و الجيش اليوم يفتقد الى ما يعرف بالمراسل من المعركة الذي ينقل الصور الحية من أرض المعارك للانتصارات التي تحققها قواتنا البطلة و صور قتلى العدو التي تزف الينا أعداد قتلاهم بالعشرات يومياً و لكن بلا صورة لجثة أحدهم ؟!! حتى ان بعض القنوات أستمرت تعيد و تكرر نشر صور قديمة لقتلى الدواعش مع أخبارهم المحدثة و هذا فشل أعلامي أخر و لكن انا أتفهم الامر في عدم وجود مادة صورية جديدة لديهم فيضطروا الى اللجوء الى الارشيف ، يجب الاعتراف أن الدواعش يتقدمون علينا بخطوة في هذا المجال عندما ينشرون  صور تحركاتهم في المدن و قتالهم و غنائمهم على شبكات التواصل الاجتماعي و أنا أعتبر ان حجب هذه الشبكات في العراق لم تكن خطوة مدروسة جيداً فبرامج كسر الحجب متوفرة وبكثرة ومجاناً فالنتيجة نحن خسرنا جمهوراً مسانداً واسعاً فبدلاً من الهروب كان يجب المواجهة ونحن نملك المقومات الكافية للنصر فإن لم يمكن زج المراسلين و المصورين التابعين للشبكة في المعارك ممكناً فكل ما نحتاجه ببساطة هو تجنيد أحد المقاتلين ليكون مراسلاً إعلامياً و تزويده بكاميرا صغيرة ليوثق المعارك و الانتصارات و قتلى العدو و خسائرهم و أنهزاماتهم ، حتى يمكن الاستفادة من أجهزة الموبايل الحديثة المتوفرة لدى أغلب جنودنا ويمكن رصد مكافئات لمن يجلب مواد مصورة من هذا النوع للقنوات ليسد الفراغ الحاصل في هذا المفصل .


 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
وجهة نظر عن: تأخّر الميزانية والتغيير المطلوب في الانتخابات نزار حيدر/ في إطار تحقيق صحفي، طرح الزميل حسين رزاق، المحرر في صحيفة (البينة الجديدة) البغدادية، الأسئلة التالية على مدير  عجائــــب الاستثمـــــار في العراق الديمقراطي ..! عجائــــب الاستثمـــــار في العراق الديمقراطي ..! فراس الغضبان/ انفق العراق منذ عام 2003 ولحد الآن مئات المليارات من الدولارات، وكان الأمل المرتجى من الشعب ان توظف الحكومة هذه الأموال في حقوق النازحين امانة .. فامنحوها لهم يا سيادة رئيس الوزراء حقوق النازحين امانة .. فامنحوها لهم يا سيادة رئيس الوزراء في الاشهر الماضية نادينا وطلبنا وقدمنا طلبات تلو الطلبات لمنح حقوق النازحين ولكن لم يستجيب للنازحين احدا بالرغم من الزيارات التي قام بها عدد من المسؤلين الكبار للنازحين المتواجدين في الاردن بالذات ..وبالرغم من الوعود التي اطلقها الزائرين الا ان شيئا لم ينفذ من الوعود التي اعطيت لهؤلاء النازحين ..وكأن النازحين هم اغراب عن الوطن . فهل سكن الاغراب وطننا واصبح اهل الوطن الاصلاء هم اغراب الارض والوطن أسئلة وأمنية واحدة جاسم الحلفي/ بماذا تفسرون جدل قادة الكتل السياسية لغاية هذه اللحظة حول تعديل قانون الانتخابات؟ لا سيما ان الخلاف بينهم لا يتعلق ببحث افكار
Side Adv1 Side Adv2