Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

المسيحيون والأقليات العراقية .. الحركة خير من البكاء والنحيب

habibtomi@chello.no
في القوش لدينا مثل سائد يقول : في الحركة بركة ، وهذا ينطبق الى حد ما في حالة المسيحيين العراقيين . في البداية ينبغي الأعتراف بأن المسيحيين والأقليات الأخرى في العراق ، ليس بمقدورهم مقاومة الظلم الذي يطالهم إن كان من الأسلام السياسي الأصولي المهيمن على الشارع ، او من الحكومة الثيوقراطية التي تحكم العراق .
قبل 1400 سنة دخل الجيش العربي الأسلامي ارض العراق وخير اليهود والنصارى وهم أهل الكتاب او أهل الذمة بموجب المصطلحات الدينية الأسلامية ، وهؤلاء عليهم الأحتفاظ بدينهم مقابل دفعهم الجزية ، وإلا عليهم الأستعاداد للقتال .
بعد هذه القرون الطويلة وما طرأ على الناس من تطور في الأخلاق والمبادئ والصناعة والتعليم والقوانين والطب والتكنولوجيا وهلم جراً ، بعد كل ذلك يحاول الراديكال الأسلامي في توظيف الدين في معمعة العنف ، وفي الحقيقة إن تسييس الدين يعتبر كارثة اخلاقية على الدين نفسه .
صحيح نقرأ عن الدين الأسلامي ، وإن تحكموا بالناس أن تحكموا بالعدل . وعن حرية الرأي والمعتقد نقرأ وجادلهم بالتي هي أحسن ، وحتى إننا نقرأ : ومن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر .. الخ .
فإننا نلاحظ جماعات الأسلام الحربي والتكفيري ، يمارسون العنف بحق أبناء جلدتهم إن كانوا من الأسلام او من المسيحيين او من الطوائف الأخرى .
السؤال للمسلمين المعتدلين والأصوليين : ما هو الجرم الذي ارتكبه المسيحيون بحق الأسلام كي يتعرضوا الى كل هذا الحقد والقتل والتهجير ووو ؟
إن المسيحيين العراقيين أصلاء قبل المسلمين وليسوا وافدين ، وهم يعملون على بناء العراق ، ويتصفون باخلاقهم وأمانتهم وصدقهم وأخلاصهم لوطنهم ، فبأي ذنب يوجه لهم كل هذا الظلم والأضطهاد ؟
إنها عملية لا أنسانية ولا أخلاقية ممن يرتكب هذه الأعمال وممن يسكت عنها على حد سواء .
لقد طلب من المسيحيين دفع الجزية ، وسؤالنا :
لمن تدفع هذه الجزية ؟
إنهم يدفعون الضرائب للدولة ، فهل يترتب عليهم دفع الضرائب والجزية معاً ، ثم لمن يدفعون الجزية ؟ للوقف السني ؟
ام للمرجعية الشيعية في كربلاء ونجف ؟
ثم أين هيبة الدولة ؟
وماذا عن الحكومة العراقية ؟
من يمثل السلطة هل يمثلها الميليشيات والمجاهدون ؟ حسناً نحن نعترف بهذه السلطة ، فهل تقوم هذه السلطة بحمايتنا إن وقع علينا الظلم من جهة ما ؟
وما هو موقف الحكومة والتي يبدو انها راضية من الظلم الذي يطال المسيحيين والأقليات ؟
وإلا ما هي الأجراءات التي اتخذها الحكومة من أجل حماية الأقليات في الوطن العراقي ؟
ولكن هل يرجى الأمل في حكومة تشيع الكراهية والحساسيات الدينية بين أبناء الشعب الواحد ؟
إن حكومتنا المنتخبة قد اوصلت العراق الى مرتبة أسوأ دول العالم في الفساد الأداري والمالي . وكأن الفوز في الأنتخابات هو المفتاح لسرقة أموال الشعب ولتفشي الجريمة والفساد .
نأتي الى عنوان المقال وهو أننا نكتفي بالبكاء والشكوى مما يطال شعبنا ، ولكن الملاحظ أننا لا نتحرك الى مراكز النفوذ التي لها تأثير على القرار العراقي .
في 10 من شهر آذار الماضي عقد في العاصمة العراقية مؤتمر بغداد الدولي حول العراق ، فهل كان هناك صوتاً للمسيحيين او الأقليات الدينية الأخرى ؟
عقد مؤتمر مماثل في مكة ، وأخيراً عقد مؤتمر شرم الشيخ ، وقدمت وثيقة العهد الدولي للعراق وسيقوم رئيس الوزراء نوري المالكي بتطبيق برنامج مصالحة بين الطوائف السنية والشيعية والكردية عبر توزيع عادل لعائدات النفط بين مختلف هذه الطوائف .
وهنا نتساءل ما هو موقع المسيحيين والأقليات الدينية ألأخرى من هذه المعادلة ؟
أم أن الحكومة قررت ان ترسل أبناء هذه الأقليات الى المحرقة الهتلرية تحت طائلة انهم أقليات .
كان يجب ان يتحرك وفد من رجال الدين والساسة من المسيحيين والأقليات الأخرى الى شرم الشيخ لتقولوا للحاضرين نحن عراقيون أصلاء نطرد من بلادنا وتفرض علينا شريعة الغاب . إننا نشرّد من ديارنا وتنتهك أعراضنا وتسلب أموالنا ، أننا نقتل بيد الأكثريات من السنة والشيعة .
وإن كان لا يسمح لهم بالدخول الى المؤتمر كان يجب نشر ذلك في وسائل الأعلام لكي يعرف العالم ان في العراق يقتل المسيحي ويجبر بقوة التهديد على تغيير دينه .
ماذا لو تعرض المسلمون في الغرب المسيحي الى هذه المعاملة اللاإنسانية واللاأخلاقية ؟
ماذا لو كانت هناك حملة لإجبار الأسلام على ترك دينهم ؟
هناك نخبة مثقفة من أبناء شعبنا لا زالوا يتململون في قوقعة التسمية ، ويحملوننا المسؤولية في الذي يحصل لشعبنا لأننا نصر على وضع الواوات بين تسميات شعبنا ، أو أننا نحن الكلدانيين ندعو الى قومية مستقلة الى اخره من الأوهام التي لا أساس لها من الصحة على الواقع ، فلو حذفنا الواوات ، لا بل لو اعترفنا بالتسمية الآشورية لوحدها ، هل كان هذا الأعتراف يمنع عن شعبنا المآسي والأخطار التي تحيق به ؟ إنها أفكار طوباوية لا تستند على الواقع .
بدلآً من التوحيد الشكلي بحذف الواوات او بتطبيق الآشورية على الجميع كان يفترض ان ترفع مذكرة باسم بطاركة كنيسة المشرق الآثورية بشقيها ، والكاثوليكية للشعب الكلـــداني وكبار الساسة الممثلين لأحزابنا السياسية وتقديم هذه المذكرة لمؤتمر شرم الشيخ مذيلة بتواقيعهم كانت افضل من الجدل الدائر حول التسميات والواوات .
لقد كان أيضاح السيدين يونادم كنا وأبلحد أفرام ساوا الوقع الطيب في نفوس أبناء شعبنا ، لقد كان ثمة اتفاقاً في الهدف وهي نقطة لقاء ينبغي ان نثمنها ، وهذا هو الطريق الأسلم في الأتفاق وإن كانت خطوة متواضعة لكنها جديرة بالتقييم . وفي كل الأحوال هي أفضل من محاولات إلغاء الآخر باسم الوحدة القومية التي كانت السبب في تشرذمنا .
لقد كانت صرخة عظيمة تلك التي أطلقها البطريرك مار عمانوئل الثالث دلي بطريرك الشعب الكلــداني في العراق والعالم حينما قال :
المسيحيون يهجرون قسراً ويقتلون أمام أعين المسؤولين . نعم إنها الحقيقة ، والحقيقة يجب ان تقال ولو كانت مرة .
نحن نريد ان نعيش في بلدنا ونحن السكان الأصليين له ، ان نعيش الى جانب المسلمين بحقوق وواجبات متساوية ، نعيش بمحبة ووئام ، نتبادل الزيارات والهدايا في المناسبات والأعياد وهذه عادات شريفة نبيلة ، وليس تلك التي العادات التي يمثلها الغزاة الغارقين في عقلية البداوة المتكأة على الأسلاب والغنائم ، نحن في القرن الواحد والعشرين ونقرأ في لائحة حقوق الأنسان ، وفيها ملحق حقوق الأقليات والذي اعتمد من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1992 فتقول :
المادة الأولى
1 ـ على الدول ان تقوم ، كل في اقليمها ، بحماية وجود الأقليات وهويتها القومية أو الأثنية ، وهويتها الثقافية والدينية واللغوية ، وبتهيئة الظروف الكفيلة بتعزيز هذه الهوية .
2 ـ تعتمد الدول التدابير التشريعية والتدابير الأخرى الملائمة لتحقيق تلك الغايات .
المادة الثانية
1 ـ يكون للأشخاص المنتمين الى أقليات قومية أو أثنية والى أقليات دينية ولغوية .. الحق في التمتع بثقافتهم الخاصة وإعلان وممارسة دينهم الخاص ، واستخدام لغتهم الخاصة ، سراً وعلانية ، وذلك بحرية ودون تدخل أو أي شكل من أشكال التمييز .
وسؤالنا لحكومتنا ماذا بشأن هذه المواد وغيرها في لائحة حقوق الأنسان وحقوق الأقليات ؟ أما ان الحكومة راضية عما يقوم به الخارجين عن القانون .
أن الحكومة العراقية والمرجعية الدينية الشيعية وهيئة علماء الأسلام وعلماء الأزهر وكل مسلم شريف ينبغي ان يرفعوا اصواتهم لأستنكار العمليات العنصرية الدينية التي تطال المسيحيين وألأقليات الدينية في العراق .
Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
مرصد الحريات الصحفية يطالب الجيش الامريكي بحسم قضية علي المشهداني خلال 36 ساعة شبكة اخبار نركال/NNN/مرصد الحريات الصحفية/ يدعو مرصد الحريات الصحفية (JFO) الجيش الامريكي في العراق الى حسم قضية المصور التلفزيوني هل يوجد أسس تاريخية في بحث جميل روفائيل السياسي؟ لقد نشر السيد جميل روفائيل بحثا بعنوان " الأسـس التاريخية والإجتماعية لوحدتنا القومية " منشور في موقع عنكاوا على هذاالرابط http://www.ankawa.com/forum /index.php/topic,68790.0.html وهو كناية عن محاضرة أو نقابة الصحفيين في البصرة تنفي وجود تهديدات تعرض لها الصحفيون نركال كيت/البصرة/ فند السيد حيدر المنصوري نقيب الصحفيين في البصرة الانباء التي ترددت في بعض وسائل الاعلام حول تعرض عدد من الصحفيين في البصرة الى تهديدات مرصد الحريات الصحفية يطالب باطلاق سراح مراسل ومصور فضائية الحرية نركال كيت/مرصد الحريات الصحفية/ اعتقلت قوات الامن العراقية قبل قرابة الاربعة عشر يوما الزميل حسين ياسين رشيد مراسل قناة "الحرية" الفضائية
Side Adv1 Side Adv2