المعلوم وغـير المعـروف في مؤتمر عـنكاوا
عـندما نشـرت موضوع ( الغـالب والمغـلوب في مؤتمـر عـنكاوا ) أردت التـأكيد على أهمية المؤتمر بالرغـم مـن النواقص والسـلبيات التي أحاطـت بـه ، لأنـه بالحقيقـة كـان تجمعـا شـاملا متـنوعا ، وإن كـان التجميع فيـه غيـر ممثـل كمـا هـي عليـه الحـال الواقعيـة . . فهـو لـم يكـن لجهـة سـياسية معيـنة أو طائفـة مذهبيـة خاصـة أو فئـات خياليـة التطـرف والتشـدد ، وخـرج بنـتائجه غيـر فاشـل أو خائـب ، ومـع أن تسـمية ( سـورايا ) وردت في بيـانه الختـامي ـ بتـقديري ـ نقطـة سـوداء ، لأنـها دينـية أُقحـمت في المجـال القومـي دون وجـه حـق ، إلاّ أن مضـمون البـيان ـ وآمـل أن يقـرأه الكـل بإمعـان وحياديـة ، فهـو منشـور في آخـر هـذا الموضـوع ـ احتـوى على أمـور ذات أهميـة كبيـرة في المرحلـة الراهنـة لشـعبنا ( الكلدانـي السـرياني الآشـوري ) .وتـأتي كتابـة هـذا الموضـوع ، توضيحـا لمواضيـع نشـرت في المواقـع ، موجهـة إلى مواقـفي مباشـرة ، كمـا هي الحـال مع موضـوع أخ فاضـل نشـره بعـنوان ( الأسـتاذ جميل روفائيل جئتـك معـاتبا وربـما غيـري سينتـقـدك ) ومواضـيع أخـرى أشـارت إلى مواقفـي تلميحـا ، إضافـة إلى رسـائل بالأنترنيـت ومكالمـات هاتفيـة عـدة اسـتلمتها مـن أصـدقاء أعـزاء ، بعضـها معـاتب ، وغيـره مؤيـد ، وقسـم مطالب بالمزيـد مـن الإيضـاح لمـا جـرى في داخـل المؤتمـر وبيـن المشـاركين فيـه . . وسـأحاول في هـذا الموضـوع إلقـاء ما أسـتطيع مـن أضـواء في إطـار مـن الصراحـة ونقـل الحقائـق .
وأرجـو أن يعلـم الجميـع ، أنـني عـندما أتحـدث عـن قضـايا شـعبنا ، في المؤتمرات واللقـاءات والكتابـات ، فـإنني أنطلـق مـن فكـري القـومي الـذي أؤمـن بـه ، وهـو : إقـتناع ذاتـي راسـخ مبنـي على أدلـة بالقوميـة الآشـورية ، ولكن مـع الإنفـتاح على القنـاعـات الأخـرى بمـا فيـها المخالفـة لـي ، والثـقة الكاملـة بـأن مرحلتـنا الراهنـة تتطلـب ترسـيخ وحدة شـعبنا اجتماعيـا وقوميـا واسـما رسـميا واحـدا متـفقا عليـه مـن قبـل الغـالبية إذا تعـذر ضمـان الكـل ، ويبـدو أن الأكثـر انسـجاما ـ راهنـا وظـرفا حاليـا ـ هـو مايجمع في إطار واحـد ( الكلدان الآشوريين السريان ) ولـن يشـكل هـذا الجمـع ( تسـمية مركبـة ) كمـا يحلـو للبعض أن يـُروج ، وإنمـا هـو ( تسـمية مرحليـة جامعـة ) وبتـقديري أنـها تـناسب أيضـا الذين يؤيـدون تسـمية ( الكلدوآشوريين السريان ) للتـقارب الكبيـر بيـن الشـكلين ، إذا آثـرنا الوفـاق وارتضـيناه بديـلا للجـدال والصـراع في وقـت أحـوج مـانحـن إلـى لـمّ الشـمل والصمـود واثبـات الوجـود القـومي في مجتمعاتـنا وبيـن مجـالات الشـعوب الأخـرى المحيطـة بنـا ، والتـي لاتخـفى رغبـات أطـراف فيـها إلى إحتـوائـنا .
وأعـود إلـى مؤتمـر عـنكـاوا ومـا تلقـيت فـي شـأنـه . . فـأنا تحدثـت عـن موقفـي في ثلاثـة مواضيع قبـل ذهابـي إلى المؤتـمر ، وان مشـاركتي تمـت بنـاء على قناعـة بضـرورتها وأهميـتها في الحفـاظ على مـايمكـن صيانتـه مـن الطابـع القـومي الصحيح للمؤتمـر ، ولـم تحصـل بنـاء على دعـوة واسـتجابة ومشـاركة ( فوريـة وكلمـة شـكرا صـار منـي ) وإنـما بعـد ثلاث مكالمات هاتـفية ورسـائل عـدة مع مسـؤولين في الهيئـة التحضيريـة للمؤتمـر ، ولاتوجـد ضـرورة لتـدوين ماجـاء فيـها جميعا ، وسـأقتصر على الرسـائل الخمـس الأخيـرة بينـي وبيـن الهيئـة التحضيريـة ، وهـــي :
ـ (الاخ الفاضل جميل روفائيل
لكم الود و الامنيات
شكرا للتواصل و المشاعر النبيلة.
سنكون سعداء ان كنت تريد القدوم لتكون احد المساهمين في اعمال المؤتمر و في اطاره الواضح .
نحن نعتز بكل فرد من ابناء شعبنا و نحتاج الى كل الجهود التي تدفع الى خدمة القضية و توحيد الخطاب و الكلمة.
لكم الود ثانية )
وجوابـا لهـذه الرسـالة بعثـت :
ـ (تحيـة أخـويـة قـلبـيـــة مـع أسـمى تـمـنــيــاتــي لكــم ولـزمـلائــكــم بالصحــة والنجــاح والتـوفيـق
شـكرا مـع الإمتــنـان عـلـى إهـتــمامكــم بالجـواب عـلى رسـائــلـــي
وشـــــكـرا جــزيــلا علـى سـعـادتــــكـم لأكــون أحــد المســـاهـميــن فـي أعـمال المـؤتــمر الــذي تسـعـون لـعــقـده . . ـ
ولكـن الحقيــقـة ليــس واضحـا لـي الأمـر والمـدى المتـاح لــي فـي هــذه المســاهمــة : ـ
ـ هـل أنـــا مـدعـــو بصــورة رسـميــة ، وإذا كنـت كـذلـك ، فـفــي هــذه الحـــال ينبـغـي أن أتـلــقــى دعــوة بـذلـــك ؟
ـ هـــل ســأكــون عضــوا عـامــلا وفــاعــــلا وأصــيـلا داخــل المـؤتـــمر فـي الحــق بالكــلام والمشــاركــة فـي اللجــان والتــصــويــت عـلــى الــقــرارات ، أســـوة بغـــيـري مـن أعضـــاء الـمــؤتـــمـر ؟
هـــل ســـأكــون ضــيــفــا كحــال غــيـــري مـن أعضـــاء الـمـــؤتــمـر فـي كــــل مـجـــالات الـمــؤتـــمـر ؟
ســـأكـون شـــاكـرا لـكـــم لــو تــلــقـيــت جــوابــكــم بالســرعــة الـمــمــكـنـــة عـلــى هـــذه الإســـتــفــســـارات ، كــي تــتــضــح الأمـــور لـــي ، وأحـــدد مــوقــفــي النــهـائـــي مـــن حضـــور المــؤتــمر ، الــذي أود أن يكـــون حــضــــوري فـيــه فــاعــــلا ومــفــيــــدا لـقـضــيـــة شــعــبــنــا ( الكـلدانـي الآشــوري السـريـانـي ) المـصــيــريـــة
ولـــكـــم أزكـــى تحــيــاتــي العـطـــرة وخــالــص تـمـنـــيـاتــي بــالــنــجــــاح .
أخـــوكــم جـميـــل روفـائيـــل
ووصلـني الجـواب التالـي :
الاخ العزيز جميل
لك تحياتنا الحارة
نعم انك تكون ضيفا عزيزا على المؤتمر كما كل المندوبين و سيكون لك من حقوق كما كل من يكون مندوبا و حاضرا. نحن سنعمل على الالتزام بمحاور المؤتمر و تنظيم المداخلات و المساهمات و الحوار بشكل حضاري و هادف و سيكون لكل من يريد المساهمة و التكلم كل الحق بذلك في اطار ضوابط تننظيم المؤتمر.
ما عليك الا ترتيب سفرك و اشعارنا بموعد قدومك و سنكون في رسم الخدمة بما يحقق فعل جاد يخدم شعبنا.
اعتبر هذا دعوة رسمية كما فعلنا مع الجميع من الخارج
وكتـبت جـوابـا :
تحيـة طيـبة مع تـمنـيـاتي لكـم بالصحــة والـتوفيـق
أرجـو علمــكم بـأنــنـي سـأصـل عـنكـاوا بالسـيارة يـوم السبت 10 / 3 / 2007
للعـلم مع الأحـــترام والــتــقــديـــر
المخلـــص جميــل روفـائيـــل
وجاءتـني الرسـالة التـاليـة :
الاخ جميل روفائيل
تحية حارة
اهلا بك في بلدتك و بين اهلك و مؤتمرك الشعبي الذي يسعى ان يكون صوتا عاليا هادرا لشعبنا الواحد و لقاءا للحوار و توحيد الجهد و الكلمة و تثبيت حقوق شعبنا القومية دستوريا.
مع التقدير
ــــــــــــــــــــ
واللافـت أن غالبيـة الذين كتبـوا في نقـدهم للمؤتمر ، سـواء في مواضيع منشـورة أو رسـائل لـي ، تنـاولوا ( شـكوكهم في نـوايا الجهـة التي مـوّلـت المؤتمـر ) وجـوابا على هـذا ماكتبـته في موضـوع سـابق ، بـأن ( تمـويل المؤتـمر لا يعـنيني ) لأنـني يهمـني الإنجـاز سـواء كـان للمؤتمر أو إسـكان العائـدين إلى ديارهـم وتوفيـر سـبل الحيـاة الكريمـة لهـم ، أو أي عمـل نافـع آخـر . . ولهـذا لـم يخطر بـبالي أن أسـأل أحـدا عـن إسـم الجهـة التي تحملـت الأعبـاء الماليـة للمؤتـمر ، ولكنـني سـمعت صدفـة ـ ولـم أستـفسر عـن مـدى صحـة ذلـك ـ أن صـاحب فـندق ( هـه ولير بـلازا ) في أربيـل الذي كنـت أنـا نـازلا فيـه مـع غالبيـة المشـاركين القادميـن مـن الخـارج ، قـد تبـرع باسـتضافة كاملـة لنحـو خمسـين شـخصا حلـّوا في فـندقه . .
ولعـلم الذيـن سـألوا عـن التمويـل أيضـا ، أقـول وأنـا هـنا أتحـدث عـن نفسـي ، بأن كـل مصاريف سـفري ، ذهابـا وإيـابا ، مـن مقـر عملي في سـكوبيا ( مقـدونيا ) بالطائرة إلى ديار بكـر ( تركيـا ) وثـم بالسـيارة من ديـار بكر إلى الحدود العراقية ، وبالسـيارة أيضا مـن معبـر الخابور ( زاخـو ) إلى أربيل ـ عـنكاوا ( والعـودة بالطريق نفسـه إلى سـكوبيا ) تحملتـها شـخصيا ولـم أسـتـلم أي شـئ مـن ذلك ومـن أي شـخص ، مايعـني أن المؤتـمر تحمـل بالنسـبة لـي مكوثي في الفـندق لمـدة أربعـة أيـام ، وكمـا قلـت أعـلاه سـمعت أن ذلك كان بالنسـبة لـي ولغيـري تبـرعا مـن صاحب الفـندق للمؤتمـر .
وتـنبغـي الإشـارة إلى أنـنا كنـا نحصل بوسـائل متـنوعة على أوراق مطبوعـة ، في شـأن البيان الختامي والمجلس الشـعبي الذي سـينبثـق عـن المؤتمر ، وعلى رغـم علمنا أنـها لاتحمـل صـفة رسـمية ، إلاّ أنـنا كنـا نعـلم أنـها مؤشـرات على وجـود أطـراف تعمـل لإبعـاد المؤتمر عـن مجالـه القومي وإضـفاء الصفـة الدينيـة عليـه ، ولـهذا فقـد ركـز القـوميون إقـتراحاتهم ومداخلاتـهم على ضـرورة الإلتـزام بالمسـيرة القوميـة التي إنـعقد المؤتمـر مـن أجلها . . وكمثـال لهـذا التـركيز ، أدون فيمـا يلـي نـص غالبيـة مداخـلاتي الشـخصية ، للإطـلاع بوضـوح على مواقـفنا :
مداخلتي في محور ( توحيد خطابنـا القومي قضيـة مصيريـة )
( توحيـد الخطـاب القومي يكـون بتوحيـد كلمـة الشـعب ، أي القضـاء على كل عـوامل الإنقسـام والتـشـتت ، والتركيز فقط على الشـعب الموجـود في الداخل وحقوقـه كاملة ، وعـدم الخلط بينـه وبين أهلنـا في الخارج ، وهـذا لـن يتحقـق إلاّ : أولاً باعتـبار شـعبنا واحـدا ماضيا وحاضـرا ومستـقبلا ، وثانيـاً توحيده باسـم قومـي في المرحلة الراهنـة ـ كلداني سرياني آشوري ـ . . كنت أتمنـى الآن أن تكـون أكثريـة هيئـة الرئاسـة مـن الداخـل ، وأن يكـون رئيس المؤتمر الأخ سـمير ـ سـمير خوراني نائب رئيس المؤتمر الآن لأنه مـن الداخل ـ وليس الأخ سـامي ـ سامي المالح رئيس المؤتمر الآن لأنه لايزال في الخارج ـ وكلاهمـا عـزيز عليّ )
وفي محور ( آليـة تشكيل مجلس شـعبي أو ماشـابه ) قدمت المداخلة التاليـة :
( المجلس الشـعبي هو بمثابة البرلمان للداخـل ، فـإن أعضاءه يجب أن يكون كلهـم مـن الداخـل ، وينتخبون من القرى والبلدات والمناطق ومحلات المدن بـما يتـلاءم مع عـدد سـكان كل منها وبحيث لايزيد عن خمسـة ولايقـل عن إثنيـن ، ويمكن أن يكون لأهل الخارج برلمانـا خاصـا بهم يوحـد شـملهم ويرتبط بعلاقـات وثيقـة مع برلمـان الداخـل )
وفي الجلسـة الليلية المصغرة حول المجلس ، أبديت رأيي بمـا يلـي :
ـ 1 ـ لايمكن أن يكون اسـم المجلس الشعبي ( سورايا ) لأنه يتناقض مع اسـم المؤتمر .
ـ 2 ـ لايمكن انتخابه من هـذا المؤتمر ، لأن هـذا المؤتمر لايمثل الشعب ( الكلداني السرياني الآشوري ) بصورة متوازنـة .
ـ 3 ـ المجلس الشـعبي يجب أن يكون من الداخـل فقـط .
ـ 4 ـ يمكن تشكيل مجلس آخر للخارج ، وإيجاد آلية تعاون بين المجلسـين .
ـ 5 ـ يكون انتخاب المجلس الشعبي ( الكلداني السرياني الآشوري ) من كل مناطق الداخل التي يوجد فيها أبنـاء شـعبنا ، وبنسـب متوازنة تقريبـا مع عدد سكان كل منطقة .
ـ 6 ـ إذا تـم انتخاب المجلس من خلال هذا المؤتمر لضـرورة مـا ، فينبغي أن يكون مؤقتا لمدة لاتتجاوز السـنة الواحدة ، لحين انتخاب مجلس نظامي مدتـه أربع سـنوات .
وقدمت في الجلسـة الليلية أيضا المداخلة التاليـة :
( وجـود الأحـزاب في المجلس ضروري جـدا ، لأن للأحزاب حضـورا في البرلمان الفيديرالي العراقي وبرلمـان إقليم كردسـتان والمؤسـسات الحكومية ، وبذلك فهي الأكثر قـدرة على نقـل صـوت شـعبنا إلى الأماكن المهمة التي توجـد فيهـا ، ولاداعـي لتخـوف البعض من وجـود الأحزاب مادامـت سـتعمل ضمن ضوابط المجلـس . ) .
وبخصوص محور ( آليات تفعيل العلاقة بين الوطن والمهجر ) كانت لي هذه المداخلة :
( الذين استـقروا في الخارج ، قطعـوا علاقتهـم واقعيـا مع ديارهم في الداخـل ، وإذا كـان للجيل الحالي الخارجي بعض المشاعر اللغوية والقومية والذكريات مع الداخل فـإن هـذه المشاعـر سـتـزول بالنسـبة لأجيالهم المقبلة ، ولهـذا فعلـى الذين اسـتقروا في الخارج أن يكفوا عن التـدخل في شـؤون أهل الداخـل ، لأن مجال تفعيل العلاقة بين الطرفين يكون مـن خلال الدعم الجماعي والفردي الذي يقدمـه أهل الخارج ، سـواء بامكاناتـهم الخاصـة أو علاقتـهم بالجمعيات والمنظمات العالمية ، في مسـاعدات إعـادة بنـاء القرى المدمـرة وتقديـم العـون للعائدين إليها ، وإقامة مشاريع خدمية وانتاجيـة وسياحية وغيرها في هـذه القـرى لتوفير فرص العمل لسـكانها ) .
وفي محور ( تثبيت حقوقنا القومية دسـتوريا ) كانت لي هذه المداخلة :
( يجـب أن يكون تثـبيت حقوقـنا القوميـة دسـتوريا ، وفي أي مجـال آخـر ، إسـما واحـدا لافواصـل بيـن كلماتـه ، لأن حـذف الواوات ومـا شـابهها ، تـأكيد للإسـم الواحـد ، مـع المحافظـة في المرحلـة الراهنـة على خصوصـيات الأسـماء المنـفردة التي لا تـدع أحـدا يشـعر بغـبن ، ومـن واجبـنا نحـن المشـاركين في هـذا المـؤتمـر أن نـرسـخ وحـدة شـعبنا ونؤكـد توحـده الدائـم ، ومـع أن تسـمية ( الكلداني السرياني الآشوري ) ليسـت دقيقـة ولا أسـس علميـة تأريخيـة صحيحـة لـها ، ولكنـها الأنسـب لجمـع الشـمل في المرحلـة الصعبـة الراهنـة ، أملـتها الظـروف الآنيـة والتحـديات المحيطـة التي تحـاول الإضـرار بالـوجود القـومي المتـوارث لشـعبـنا . ) .
ولمحـور ( الإلـتفات إلى مشـكلة المهاجـرين والمهجـّرين في الداخـل والخـارج ) كنت هـيأت المداخلـة التاليـة ، ولكـن لـم تجـر مناقشـة هـذا المحـور ولـم توضـح رئاسـة المؤتمـر السـبب ، وربمـا ادّت كلمـة طويلـة ألقـاها رئـيس المؤتمـر ( خاليـة مـن أي فائـدة بحسـب رأيـي ) إلى إحتـواء الوقت المخصص لهـذا المحـور ، وفيـما يلـي هـذه المداخلـة التي لـم أقـم بـإلقـائـها لعـدم مناقشـة المحـور الخاص بـها :
( أرى ضـرورة حـذف كلمة ( والخـارج ) لأنـها تدخلـنا في أمـور غيـر مبـررة ، وتجعلـنا نشـجع الهجـرة إلى الخـارج ، وهـذا ما أعارضـه أنـا بشـدة ، لأنـه واقعيـا لايوجـد حاليـا أي شـخص مـهجر إلى الخـارج مـن أبنـاء شـعبنا ، وكـل الذين أعـرفهم شـخصيا مـن أبنـاء شـعبنا الـذين غـادروا إلى سـوريا ولبنـان والأردن وتركيـا ن بعـد القضـاء على حكـم صـدام ، ذهبـوا برغبـتهم ولـم يرغمـهم أحـد على ذلـك ، وحتـى الذيـن تركـوا بغـداد والبصـرة ومناطـق العـراق الأخرى غيـر الآمنـة قسـرا واتجهـوا نحـو خارج العـراق ، أحوالـهم المالية جيـدة بصـورة عـامة ، وكـان في مقـدورهم العـودة والسـكنى والعيش والعمـل معـززين مكرميـن في قـراهم وديارهم الأصليـة في شـمال العـراق ، كمـا فعـل الكثيـرون الذين عـادوا ويعيشـون الآن بـأمـان وكرامـة في ديارهـم الأصليـة ، إذن أؤكـد بـأنه لايوجـد بعـد سـقوط صـدام مهجـرين ومهاجـرين إلى الخـارج ، وإنـما يوجـد مـن ذهـب إلى الخـارج برغبتـه ، وهـذا لايحتـاج إلى مسـاعدة لأنـه سـلك هـذا السـبيل بقـناعتـه وهـو يتحمـل مسـؤولية مـا أقـدم عليـه ، أمـا الذيـن غـادروا قبـل سـقوط صـدام فهـم حاليـا مغـتربون وليسـوا مهاجـرين .
وأقتـرح توجيـه الشـكر لكـل الجهـات الحكوميـة والدينيـة والأهليـة والشـخصية التـي سـاهمت في تعميـر القـرى المدمـرة وإعـادة أهلـها إليـها وتوفيـر فرص الحيـاة والعمـل لسـكانها ، وحـث كـل مـن في إمكانـه المسـاهمة من غيـر المسـاهمين أن يسـعى إلى ذلـك . . وأيضا توجيـه التحيـة لكـل مـن عـاد إلى ديـاره الأصليـة ، فـلا حيـاة ولا بقـاء لشـعبنـا ( الكلداني السرياني الآشوري ) إلاّ مـن خـلال حيـاة وبقـاء وصـيانة ديـار الآبـاء والأجـداد ، فطـوبى للذيـن عملـوا ويعملـون في سـبيل هـذه الديـار . ) .
وفي محـاور ( البيـان الختـامي ) كانت لـي هـذه المداخلـة :
( نحـن جئـنا إلى مؤتمـر يحمـل إسـما قوميـا ( كلداني سرياني آشوري ) وينبغـي أن يكون كل مـايصـدر عـن هـذا المؤتمـر مـن بيانـات وقـرارات وتوصـيات وطلبـات وتشـكيل مجالـس ولجـان ضمـن مجـال هـذا الاسـم وحـده ، مـن دون إضـافة أو نقصـان ، لأنـه لـو كـان للمؤتمـر إسـما آخـر ، كمـا هـي الحـال مـع ( مسـيحي ) و ( سـورايي ) ومـاشـابه ذلـك ، فـأنا شـخصيا وكثيـر مـن الجالسـين الآن في هـذه القاعـة ، مـا كان أحـد يـرانا حاليـا هنـا ، لأنـنا مـع اعـتـزازنا بدينـنا المسـيحي وتسـمياته مـن سـورايي وغيـرها ، فإنـنا قـوميون نبحـث عـن حـق شـعبنا ضـمن مجالـه القومـي وحـده . . وشـخصيا أؤكـد أنـه سـيكون تجنـيا على هـذا المؤتمـر وتلاعبـا بأسـسه في حـال التلاعب بإسمه ، تنقيصـا أو زيـادة أو إضـافة مثـل كلمة ( سـورايي ) ولـو تـم تمـرير هـذه التسـمية الدخيلـة على قوميتـنا الآن على الرغـم مـن إرادتـنا ، فإنـنا سـنبقى نـقاومها ونعمـل على إنهـاء وجـودها ضـمن إسـمنا القومـي ، لأن معـناها الحقيقي دينـي مسـيحي ، ولـذا فـإن مكانـها الأصـيل هـو فقـط حيـث المجـالات الدينـية ، وأي كلمـة أو تسـمية دخيلـة أو مفروضـة لـن يكـون لـها البقـاء ضـمن اسـمنا القومـي ، لأنـها تسـتخدم بغيـر حـق .)
ــــــــــــــــــ
وشـخصـيا أؤكـد ، لاأدري كيف تـم إقحـام كلمـة ( سـورايي ) في البيـان ، فهي أصلا غيـر موجـودة أبـدا في ( مسـودة البيـان الختامـي للمؤتمر الشـعبي الكلداني السـرياني الآشوري ) التي تـم توزيعـها عليـنا بهـذا العـنوان رسـميا مـن قبـل رئاسـة المؤتمـر ،
وباعـتـقادي أن حالـة عـدم التـنظيم والإرتجاليـة التي خيمـت على المؤتمـر هي السـبب في ذلـك ، ومـع أنـني لاأعتـبر أن هـذه الحـال كانت متعمـدة مـن الهيئـة التحضيرية ، ولكنـها مسـؤولة معـنويا عـنها ، ولعـل سـببها يـعود إلى أنّ غالبيـة أعضائـها لاخبـرة لهـم بعـقد مثـل هـذه المؤتمـرات ومتطلبـات نجاحـها ، وكمثـال على عيـوب التـنظيم ، في قريـتي تللسـقـف ( وأتنـاول تللسـقف لإطلاعي على وضعـها عـن قـرب ) اختـارت اللجنـة التحضيريـة شـخصا مثـقفا قديـرا ليشـرف على مشـاركة القريـة في المؤتمـر ، ولكـن هـذا الشـخص لـم يقـم بمهمتـه كمـا ينبـغي وربمـا كان مقصـرا أو لـه أعـذاره وأشـغاله الخاصـة التي حالـت دون أن يتمكـن مـن إداء مهمتـه ، وحتى حلـول موعـد إنعـقاد المؤتمر بقيـت تللسـقف مـن دون المعرفـة بالذيـن سـيمثلونها ، فمـا كان مـن الهيئـة التحضيرية للمؤتمر إلاّ أن تطلـب مـن شـباب فريـق كـرة القـدم لقريـة تللسـقف ليسـتأجروا سـيارات لحضـور المؤتمـر ، والحقيقـة أن أعضـاء الفريق الذيـن حضـروا لاغبـار على طيبـتهم وأعتـز بقـرابتي العائليـة مـع العـديد منـهم ، ولكـنه لامعلومـات لديـهم في الأمـور القوميـة حتى أن أحدهـم سـألني خلال المؤتمـر : كيف نتصـرف ؟ فقـلت لـه : إجلسـوا بجانبـي وعـندما أرفـع يـدي أثنـاء التصـويت مؤيـدا أو معـارضا ، أرفعـوا يدكـم أنتـم أيضـا ، وهـذا كـان شـأنهم ينظرون إلـيّ ويتـصرفون كـما أفعـل . . فلـو كـان هنـاك تنظيمـا صحيحـا للمؤتمر لمـا كان حصل هذا بالنسـبة لتللسـقف ، وليس مسـتبعدا أن يكون حصل أمثالـه وربمـا أكبـر منـه بالنسـبة لقـرى وأماكـن أخـرى . . والأنكـى من هـذا علمـت مؤخـرا أن ممثـل تللسـقف في المجلس الشـعبي سـيكون أحـد أبنـاء تللسـقف المقيـمين في أسـتراليا الـذي كـان ضمـن وفـد أسـتراليا المشـارك في المؤتمر ، ومبدئيـا ليس لـي اعتـراض على تمثيـل هـذا الشـخص لتـللسـقف ، ولكـن ألا يوجـد شـخص واحـد مـن بين أربعـة عشـر ألـف شـخص يسـكن داخـل تللسـقف حاليـا لكـي يمثـلها في هـذا المجلس ، بـدل شـخص مـن أهلـها يقيـم خارجـها ؟ وثـم كيـف سـيكون هـذا الشـخص ممثـلا حقيقيـا لتـللسـقف يحضـر اجتماعـات المجلس بانتـظام وهـو يعيش في أسـتراليا ؟ ! !
وضـمن عيـوب التنظيـم هـذه ، لـم يكـن للمؤتـمر لجـانا لتـرتيب محـاوره ، وإذا كـانت هنـاك لجـانا فشـخصيا ، ومثلـي غالبيـة المشـاركين ، لـم يكـن لنـا علمـا بهـذه اللجـان وأعضـائها ، وحتـى الآن لا أعـرف مـن هـم الذيـن وضـعوا مسـودة البيـان الختـامي التي خلـت مـن كلمـة ( سـورايي ) ومـن هـم أعضـاء صـياغة البيـان الخـتامي الذيـن فرضـوا كلمـة ( سـورايي ) باسـتـثناء السـيدين حكمـت حكيـم وعبـداللـه النوفلـي اللذيـن تـمّت الموافقـة على إضافتـهما إلى لجنـة الصياغـة في اللحظـات الأخيـرة خـلال مناقشـة مسـودة البيـان الختـامي ، وتـردد بيـن المشـاركين في المؤتمـر أنـهما محسـوبان على غبطـة بطريـرك الكنيسـة الكلدانيـة مار عمانوئيـل دلـي ، وأنـهما قـاما بـإجـراء التـغييرات التي حصلـت في ( مسـودة البيان الختامي للمؤتمر الشـعبي الكلداني السرياني الآشوري ) وإضـافة كلمـة ( سـورايا ) . . علمـا بـأنـني كنت إلتـقيت السـيد النـوفلي خـلال إحـدى إسـتراحات المؤتمـر لدقائـق عـدة وتبـادلنا حديثـا عـاديا ، في حيـن لـم ألتـق أو أتحـدث أبـدا مـع الدكتـور حكيـم .
هـذا قسـم مـن أمـور مؤتمـر عـنكاوا أردت عـرضـها ليطلـع عليـها مـن يشـاء ، وأؤكـد قنـاعتي التي كتبـتها في رسـائل وغيـرها لعـدد مـن الذيـن تلقيـت رسـائلهم ، بـأن هـذا المؤتـمر لـم يـؤد ماكنـّا نـأملـه مـن مشـاركتـنا فيـه ، ولكـن أسـأل أيضا : هـل أن إنسـحابنا كـان سـيحقق فائـدة أفضـل مـن بقـائنا ؟ وألـم يكـن محتـملا أن يـؤدي إنسـحابنا إلى تـوفير الفرصـة للطـرف الآخـر لإحـداث مـايشـاء واسـتغلال الوضـع إلى حـد إصـدار بيـان ختـامي يحـدث إنتـكاسة في الحـركة القوميـة لشـعبنا بأدراج تسـمية سـورايا وحـدها ، وهـو مـا تـأكد لنـا مـن الأوراق التـي كانـت توزعـها جماعـات في أروقـة المؤتمـر والتـي أحتـفظ بنسـخ منـها ؟ وألـم يكـن بـقاؤنا حتـى النهايـة وفّـر الحـفاظ على أمـور مصيريـة لشـعبنا وإدراجـها في البيـان الختـامي ؟ وألـم يكـن الأخ عـوديشـو ملكـو ـ وهـو قـومي معـروف ـ محقـا حيـن قـال في إحـدى مداخـلاته في المؤتـمر : ليـس أمـامنا أفضـل مـن القـبول بالوسـطية الممكنـة ؟ وأخيـرا ألـم يكـن شـر البقـاء والقبـول أهـون مـن شـر الإنسـحاب وتبعـاته ؟
والحقيقـة أن مـايروجـه البعـض بتـدخلات المشـرفين على المؤتمـر لإقحـام كلمة ( سـورايا ) وإضافـتها ، لـم ألمسـه إطـلاقا ، لابـل وجـدت أن كـل المشـرفين الذيـن إلتـقيـتهم لـم يكونـوا مرتاحيـن لإضافـة كلمـة ( سـورايا ) وأنـهم قبلـوا بـها على مضـض إنطلاقـا مـن أمريـن : الأول ، تـأكيد حيـادهم ، والثانـي ، حرصـهم على وقايـة المؤتمـر مـن أي فشـل .
وللتـوضـيح ، في رأيـي ، أن المشـاكل التـنظيمية للمؤتمـر وعـدم التـوازن في تمثيـل المناطـق ، قـد إسـتفاد منـها دعـاة ( سـورايا ) بحيـث حضـروا مـن الداخـل بكثافـة وشـكلوا قـوة ذات شـأن داخـل المؤتـمر ، صـار مـن الصـعب تجـاوزها ، هـذا إضـافة إلـى ظـروف العـراق الراهنـة والتـي يتـأثر شـعبنا فيـه بـها بأشـكال متـنوعة وعـدم إنجـلاء صـورة واضحـة لمستـقبله ، مـا وفـر سـلطة تأثيـرية قويـة إلى حـد المرجعيـة لرجـال الديـن مـن كل الطوائـف المسـيحية وفي كـل الأماكـن . . كـل هـذا يتطلـب التـعامل معـه بحكمـة ورويـة للحفـاظ على مـاهـو مـمكن قـوميـا في المرحلـة الراهنـة وقطـع الطريـق أمـام ضـياع كـل شـئ وحصـول انتكاسـة ماحقـة ، وهـو أمـر مـن الصعـب أن يدركـه الذيـن يعيشـون خـارج العـراق مـن دون زيـارات واطـلاع على الواقـع ( هـذه القضـية متشـعبة وسـأحاول أن أتـناولـها في موضـوع مقبـل عـن العـلاقة بيـن الديـن والقوميـة والمجـالات الخاصـة لكـل منـهما ) .
ــــــــــــــــ
ومـن أجـل الإطـلاع الأوضـح على البيـان الختـامي للمؤتـمر ، أعيـد نشـره أدنـاه بنصـه الحـرفي الكامـل :
البيان الختامي للمؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ( سورايا )
تحت شعار " مطالبتنا بحقوقنا القومية، نضال ديمقراطي لتعزيز الأخوة النضالية وبناء العراق الجديد "، وفي أجواء التفاؤل بالأمان والأستقرار، وفي ظل التجربة الديمقراطية الفتية في أقليم كردستان، ومن خلال التظاهرة الديمقراطية الحضارية الرائعة التي شارك فيها المئات من النشطاء والنخب السياسية المستقلة، وممثلي مختلف المؤسسات المدنية والثقافية والأجتماعية والأدبية والفنية والخيرية والشبابية التي جسدت حجم المؤتمر ومكانته وتوجهه الوحدوي، أنهى المؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ( سورايا) الذي أنعقد للفترة من 12 – 13 آذار 2007، أعماله في عنكاوا/ أربيل.
وأكد المؤتمر على نهج الحكومة العراقية في تحقيق المصالحة الوطنية، وشجب جميع أشكال الأعمال الأرهابية. وأستنكر التهجير القسري لكل مكونات شعبنا، مشددا شجبه لأي تدخل في شؤون العراق الداخلية.
وربط المؤتمر بين نمو الوعي الوطني والقومي لشعبنا في كافة مراحل نضاله، وبين التحولات التي حصلت في العراق بعد 9 نيسان 2003، الأمر الذي فرض الحاجة الملحة لتوحيد جهود جماهير شعبنا، وتنظيم صفوفها، بهدف نيل حقوقها المشروعة في أرض الوطن، أسوة بغيرها من القوميات والشعوب الأخرى التي نالت حقوقها وفق القوانين الدولية، ومواثيق المجتمع الدولي، إستنادا لمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها.
وقرر المؤتمر تشكيل المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ( سورايا ) الذي سيتابع تنفيذ قرارات وتوصيات المؤتمر، وبذل الجهود من أجل توحيد الخطاب القومي. كما وأجمع المؤتمر على أحترام جميع تسميات شعبنا التي أتخذها عبر مراحله التاريخية.
ومن هذا المنطلق، أعلن المشاركون في المؤتمر عن موافقتهم على تسمية كلداني سرياني آشوري ( سورايا ) كأسم لشعبنا في الدستور العراقي الأتحادي، ومسودة دستور أقليم كردستان.
أكد المؤتمر على أن شعبنا جزء لايتجزأ من الشعب العراقي بمكوناته القومية والدينية، وهو شعب أصيل معروف بوطنيته وعراقته الضاربة في القدم.
وشدد على أن نيل حقوقنا يصب في جدول العملية السياسية التي تسعى الى بناء عراق ديمقراطي اتحادي تعددي دستوري، يؤمن بسيادة القانون، تُراعى فيه حقوق الأنسان، والمواطنة العراقية الحقيقية، واضعا يده بيد أخوانه من العرب والكرد والتركمان والشبك والإيزيديين والصابئة المندائيين والأرمن، في سعيهم لبناء العراق الجديد، أعتمادا على مبدأ الحوار والتفاهم والتوافق والتعايش والشراكة في الوطن.
وتأسيسا على هذا، يؤمن المؤتمر بأن العملية السياسية لن تسير قدما، ولن تكون متكاملة ما لم تنل جميع القوميات المتآخية في العراق حقوقها المشروعة في وطن واحد، وفـقا للدستور والقانون .
وأكد المؤتمر على أهمية تثبيت كامل حقوقنا القومية المشروعة، بما فيها الحكم الذاتي ضمن عراق موحد.
وأشاد بدور أحزابنا وتنظيماتنا السياسية في نشر الوعي القومي بين أبناء شعبنا، والنضال الدؤوب من أجل نيل حقوقنا والسعي الجاد للنهوض باللغة السريانية العريقة، رمز وجودنا القومي. وطالب بضرورة توحيد الجهود والتنسيق بين قوى شعبنا السياسية ومؤسساته المدنية والثقافية والأجتماعية والأدبية على أختلافها من جهة، وضرورة توحيد المؤسسات المدنية بكل أتجاهاتها، تحت مظلة واحدة، لاسيما المؤسسات الشبابية، التي هي عماد المستقبل، من جهة ثانية.
وحث المؤتمر الحكومة العراقية وحكومة أقليم كردستان على الإسراع بحل مشكلة المهجرين، وضرورة إيجاد آليات كفيلة بوقف نزيف الهجرة خارج البلاد، التي تؤثر سلبا على وجودنا القومي، وتجعل مصيرنا محفوفا بالمخاطر. وطالب أيضا بتسريع معالجة آثار التغيرات الديموغرافية الحاصلة في مناطقنا التاريخية وإعادة القرى والأراضي المتجاوز عليها الى أصحابها الشرعيين، وضرورة حل هذه المشكلة في سياق المادة ( 140 ) من الدستور العراقي.
وعبر المشاركون في المؤتمر عن شكرهم الجزيل لكل الذين ساهموا، في تقديم الدعم المادي والمعنوي، في سبيل إنجاح هذه الفعالية القومية الحضارية. وتمنوا أن يكون هذا المؤتمر خطوة في الآتجاه الصحيح، تدفع شعبنا الى الأمام، وترسخ جذوره في تربة الوطن.
وأختتم المؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ( سورايا ) أعماله في مدينة أربيل/ عنكاوا مساء يوم 13 آذار 2007، برفع مذكرتين، تم أعدادهما من قبل اللجان المختصة، حول المقررات التي تبناها المؤتمر، بخصوص التعديلات في الدستور العراقي، ومسودة دستور أقليم كردستان العراق.