المفوضية السامية تتوقع موجات نزوح لبنانية ستدخل العراق.. والقرارات الحكومية تشجع ذلك
المصدر: الجبال
توقعت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، دخول لبنانيين إلى العراق عن طريق سورية بسبب القصف الحاصل في بلدهم.
وقال محامي مركز الدعم المجتمعي التابع للمفوضية، زيد حمدي، لمنصة "الجبال"، اليوم الأربعاء، إن "موجات نزوح اللبنانيين أغلبها تتّجه إلى سورية عن طريق البر في الوقت الحالي".
وتوقع الحقوقي في المفوضية الدولية أن "تشهد الأيام القليلة القادمة توجه تلك الموجات إلى العراق عن طريق الطيران، نظراً لصعوبة الأوضاع في سوريا بالوقت الحالي".
وعزا توجّه تلك الموجات إلى العراق "نظراً للتسهيلات التي وضعتها وزارة الداخلية،بجعل سمة الدخول مفتوحة وبدون إجراءات إقامة،على العكس مما حصل مع السوريين".
وتصاعدت وتيرة المواجهات بين حزب الله اللبناني والكيان الإسرائيلي، عقب قيام إسرائيل باختراق سيبراني لأجهزة اتصالات لاسلكية (بيجر) تابعة لحزب الله وعناصره وتفجير الآلاف منها بشكل منظم الأسبوع الماضي، حيث أدّت الحادثة إلى مقتل عشرات وإصابة آلاف من عناصر حزب الله ومدنيين لبنانيين. وردّ الحزب اللبناني بالمقابل بضرب مناطق شمال الكيان الإسرائيلي بعشرات الصواريخ أدّى لنزوح عشرات آلاف الإسرائيليين منها في وقت يسعى نتانياهو جاهداً لتطبيع الأوضاع فيها.
ومنذ ثلاثة أيام، كثف الجيش الإسرائيلي غاراته على مناطق جنوب وشرق لبنان وضواحي العاصمة بيروت، مشيراً إلى أنها تستهدف مواقع لحزب الله وطالت قيادات رفيعة في الحزب اللبناني.
وتسببت تلك العمليات بمقتل مئات المدنيين وإصابة الآلاف، فضلاً عن نزوح مئات آلاف آخرين باتجاه مدن الشمال وسورية، وتدمير كبير للبنى التحتية في المناطق المستهدفة. إذ أكدت الجهات الرسمية اللبنانية المسؤولة تجاوز عدد "الشهداء 560 شخصاً بينهم نساء وأطفال" وأن "عدد النازحين اللبنانيين جراء التصعيد الأخير يقترب من نصف مليون شخص".
ومنذ اللحظة الأولى، أبدى العراق دعمه ومساندته للبنان واللبنانيين، حيث بدأ بإرسال المساعدات والفرق الطبيّة إلى بيروت لإسعاف المتضررين من انفجار أجهزة البيجر. ومع ارتفاع مستوى التصعيد شرع مسؤولو الدولة والمراجع بالدعوة إلى إغاثة الشعب اللبناني ودعمهم وجمع التبرعات المالية لهم في "الأيام العصيبة".
طالب المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، بـ "بذل كل جهدٍ ممكن لوقف العدوان الهمجي" وحماية الشعب اللبناني، ودعا "المؤمنين" إلى "القيام بما يساهم في تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية".
وتبعه توجيه رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية محمد شياع السوداني، الجهات المسؤولة، بـ "تمديد سمة دخول المواطنين اللبنانيين المتواجدين في العراق دون الحاجة إلى السفر لمدة ثلاثين يوماً، والتمديد مرة أخرى، استناداً إلى أحكام قانون إقامة الأجانب رقم (76 لسنة 2017). كذلك، استمرار منح سمات الدخول مجاناً للمواطنين اللبنانيين الواصلين الى المنافذ الحدودية العراقية".
كما دعا زعيم التيار الوطني الشيعي، مقتدى الصدر، أصحاب المواكب إلى فتح مواكبهم أمام النازحيين اللبنانيين "على طريق كربلاء"، وجمع "التبرعات المالية" في مقر مؤسسته في النجف لفتح المواكب في سوريا ولبنان وإغاثة الجرحى والنازحين هناك.
ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي أيضاً، أكد دعمه ومساندته للبنانيين وتعاطفه معهم في ظل الأوقات الصعبة التي يمرون بها، لافتاً إلى توجيه أتباعه إلى التبرع برواتبهم عن شهر كامل لتقديمها كإعانات للمنكوبين في الحرب الدائرة.