المليشيات في العراق تعيش ساعات حرجة بعد إقالة رامسفيلد وتتلقي أوامر بإخفاء أسلحتها وعناصرها
11/11/2006زمان/
كشف الجنرال بيتر بيس رئيس هيئة الاركان المشتركة امس ان الجنرال جون ابوزيد قائد القيادة الأمريكية الوسطي والجنرال جورج كيسي وعدد من جنرالات هيئة الاركان يعدون التوصيات بادخال تغييرات علي الاستراتيجية الامريكية في العراق بعد استقالة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد من منصبه وصفت الخطة الصعبة التي سيواجهها الرئيس بوش. في وقت كشفت مصادر امريكية مقربة من مداولات البنتاغون ان التعديلات ربّما تتضمن اخذ رؤية الديمقراطيين الذين باتوا يسيطرون علي مجلس النواب والشيوخ. وأفادت مصادر عراقية مطلعة لــ (الزمان) ان الاحزاب العراقية الرئيسة المشاركة في الحكومة عقدت اجتماعات مغلقة لمكاتبها القيادية حصراً طول اليومين الماضيين تدارست الاحتمالات المتوقعة بعد استقالة رامسفيلد والتغييرات الجوهرية المقبلة في البنتاغون. وقالت المصادر ان أوامر عليا مشددة اصدرتها أحزاب عراقية الي مليشياتها بإخفاء أسلحتها ومقراتها العلنية وتحديد اماكن ظهورها واعادة انتشارها تحسباً من ضربة مفاجئة. وقالت المصادر الامريكية لــ (الزمان) (ان هذه التعديلات المقترحة للبنتاغون ربما تتضمن الضغط علي الحكومة العراقية لنزع اسلحة المليشيات والاتفاق معها علي جدول زمني لسحب القوات الامريكية من هذا البلد). ولم تستبعد المصادر ان يكون تنفيذ بداية انسحاب الجيش الامريكي وباقي القوات المتعددة الجنسية خلال 81 شهرا من الان اي قبل اكمال الرئيس جورج بوش لفترة رئاسته الثانية. لكن المصادر لم تستبعد بقاء هذا الملف مؤجلاً لحين انتخاب رئيس امريكي جديد سواء من الجمهوريين أم الديمقراطيين لحسم الانسحاب باعتباره قائداً عاماً للقوات المسلحة في الولايات المتحدة. واضاف بيس قوله لتلفزيون (سي بي اس) (يجب ان نتيح لانفسنا مراجعة صادقة وجيدة بشأن ما يجدي ومالا يجدي.. ما هي العوائق امام احراز تقدم وما الذي ينبغي ان نغيره بشأن الطريقة التي نعمل بها من اجل التأكد من اننا نصل الي الهدف الذي حددناه لانفسنا. وقال بيس التغيير في القيادة في حد ذاته لن يكون له تأثير مباشر علي ما نفعله او لا نفعله في العراق.. نراجع باستمرار ما يحدث سواء أكان علي ما يرام ام علي غير ما يرام وما هو بحاجة الي التغيير. ورفض مناقشة التغييرات المحتملة . وقال اننا نعد توصياتنا.. ونجري حوارنا وسندخل التعديلات الضرورية لجعل انفسنا اكثر تركيزا علي الاهداف الصحيحة.
وقال بيس انه بترشيح مدير المخابرات المركزية السابق روبرت جيتس لخلافة رامسفيلد فان وزارة الدفاع ستنتقل من (يد شديدة القوة الي يد شديدة القوة). وودع رامسفيلد مبني البنتاغون الذي سيغادره قريباً باعتراف مثير بافتقار الولايات المتحدة الي الخبرة اللازمة لمواجهة مسلحين متشددين وبفشل بلاده وحلفائها في تحقيق الاستقرار في العراق، لكنه في الوقت نفسه لم يبخل بتقديم نصيحة لخلفه، رأي كثيرون انها غير مجدية، مشيرين الي ان لاخيارات استراتيجية كثيرة امام الوزيرالجديد لتحقيق النصر في العراق كما يتمني بوش، في غضون ذلك تباينت وجهات نظر العراقيين بشأن تأثير رحيل رامسفيلد علي السياسة الامريكية في العراق وان ابدوا ارتياحاً لرحيله كونه احد مهندسي الاحتلال الامريكي لبلدهم وبسبب الفظائع التي ارتكبها جنود امريكيون في سجن ابو غريب من دون ان تدفعه تلك الفضائح الي الاستقالة. وكان بوش قد عين المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية روبرت غيتس بدلا من رامسفيلد بعد ان عبر الناخبون الامريكيون عن غضبهم بسبب الحرب في العراق. من جهتهم رحب الديمقراطيون بغيتس الذي فوضه بوش طرح استراتيجية جديدة كونهم يرونه شخصاً عملياً منفتحاً علي التغيير اكثر من رامسفيلد.
وقال رامسفيلد الذي وصفه ابو حمزة المهاجر زعيم القاعدة في العراق امس حسب ما نقلته رويترز بـالبطة العرجاء الذي هرب من النزال، ان العنف بين المجموعات الداخلية في العراق اوجد وضعا شديد التعقيد.
وتابع اقول بصراحة ان بلدنا ليست لديه خبرة في السيطرة علي متطرفين عنيفين لا يملكون جيشا ولا قوات بحرية ولا جوية ويعملون في الظلام.
ونفي الجنرال المتقاعد ريتشارد مايرز الذي قدم رامسفيلد الي الحضور ان يكون رامسفيلد قد عزف عن الاخذ برأي مستشاريه العسكريين. واشاد مايرز بولاء رامسفيلد لقيادته. وقال كان لديه العديد من الفرص لتحميل المسؤولية للعسكريين، لكنه لم يفعل ذلك مرة واحدة. ورجح خبراء ان يغير غيتس خليفة رامسفيلد السياسة العسكرية الامريكية في العراق برغم ان الخيارات الاستراتيجية والتكتيكية تبدو محدودة. وينتظر المشرعون والخبراء بفارغ الصبر النتائج التي ستصل اليها مجموعة الدراسات المستقلة بشأن العراق التي يديرها وزير الخارجية الامريكي السابق جيمس بيكر الي جانب النائب الديمقراطي السابق لي هاملتون وغيتس. وقد نظرت المجموعة في خيارات عدة من بينها الانسحاب التدريجي للقوات الامريكية واستئناف الحوار مع ايران وسوريا. وعبر جون مورتا النائب عن بنسلفانيا عن أمله في ان تأتي لجنة بيكر هاملتون بجديد.
واضاف (سيأتي غيتس بتغيير خاص الي وزارة الدفاع. فهو يستمع الي العسكريين ولن يرفض اقتراحاتهم ومنفتح علي افكارالآخرين ولديه خبرة والناس يثقون به).