Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

المنطقة الآمنة هل ستكون الحل ؟

ظهر مصطلح ( المنطقة الآمنة ) مع مصطلحات غريبة اخرى , كمصطلح ( الأقاليم ) و ( الشعوب العراقية ) بعد أحتلال العراق بتشجيع من الجهات العاملة على تفتيت العراق , حلم المشروع الأيراني الأزلي المناهض للمشروع الوطني العراقي ومن قبل بعض الجهات والكتاب المسيحيين من الساعين خلف مصالحهم الذاتية الضيقة سواء ارتزاقا او استجابة لنزوات شخصية ومن المتواطئين مع الأحتلال أو مع بعض الأحزاب التي ظهرت بعد احتلال العراق, بحجة حماية المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى كاليزيديين والصابئة والشبك , هذه الأقليات الدينية التي لم تكن لديها أية مشكلة مع الحكومات الوطنية المتعاقبة منذ تأسيس الحكم الوطني في العراق عام 1921 , بل ظهرت الى الواجهة نتيجة للأحتلال الأجنبي للعراق وما أعقبه من فتح الحدود أمام العناصر الحاقدة على العراق سواء كانوا من متطرفي القاعدة الوهابيين أم من متطرفي الشيعة الصفويين ومن الغريب أن تتفق أجندتهم على الأساءة للعراق بالرغم من الخلاف العقائدي والمذهبي بينهما الذي يصل لحد التصفيات الجسدية .
لقد عاش المسيحيين العراقيين ذوي الملامح الوطنية الحريصين على صيانة هوية عراق التاريخ والحضارة بين أخوانهم المسلمين في المدن الكبيرة كالبصرة وبغداد والموصل على مر الأجيال بصداقة وتعاون وأحترام وشغلوا مناصب مرموقة في الدولة العراقية منذ تأسيسها وحتى اسقاط النظام السابق , لم يكن هناك أي تمييز بينهم وبين بقية اخوانهم العراقيين على أساس القومية او الدين وأن كانت هناك حالات تمييز فكانت حالات فردية شاذّة وقليلة قد تظهر في أية مجتمعات اخرى ولم تكن ابدا سياسة حكومية , كثير من المسيحيين لديهم صداقات فردية وعائلية مع مسلمين عاشوا كأصدقاء أو جيران أقوى من صداقاتهم مع المسيحيين فيما بينهم , لم تكن ابدا صداقات مصلحة او خوف بدليل أن كثير من المسيحيين الذين يعيشون حاليا في الخارج لديهم اتصالات مستمرّة مع أصدقائهم وجيرانهم المسلمين في العراق لأنهم ساهموا سوية في الدفاع عن وطنهم في مختلف معارك الدفاع عن وحدة التراب الوطني او أطماع الطامعين ,واختلطت دماء شهدائهم بعضها ببعض , لذلك فأن المسيحيين في العراق يرفضون وبتصميم أية أفكار كالمنطقة الآمنة أو الحكم الذاتي أو الأقليم المسيحي لأنها جميعا مطبوخة في مطابخ أعداء العراق التاريخيين وعملائهم من أمثال جوزف بايدن , ولأن كل العراق هو موطن كل مسيحي فيه سواء كان في أقصى شمال زاخو أو أقصى جنوب الفاو ولأن الدم المسيحي روى كل ذرة تراب عراقي سواء كان دفاعا عن أيمانه المسيحي أو عن ترابه الوطني , وآثار التواجد المسيحي لا زال التاريخ شاهد عليها وهذا فخر للمسيحيين الذين عاشوا في الأزمان الغابرة أو الذين يعيشون اليوم أو للأجيال القادمة .
يتفق جميع الكتاب الذين روّجوا لهذا المقترح أن سبب دعوتهم هذه هي عدم وجود أي دور لحكومة أو لقانون مما فتح الأبواب لحرية مطلقة للعصابات الأجرامية والمليشيات الطائفية للقيام بأعمال القتل والسلب والأختطاف والتهجير والأستيلاء على الأموال وحتى الدور للمواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة سيما المسيحيين الذين لم يكن لديهم في أي وقت قوّة مسلحة كالمليشيات تدافع عنهم بل كان أعتمادهم على القانون فقط لحمايتهم ومنطق هؤلاء الكتاب هو كمن يطفىء النار بصب البنزين عليه , وبدلا من حرق المنزل للقضاء على البراغيث , فالمنطق يقول يجب أن تكافح البراغيث بالمبيدات للقضاء عليها للحفاظ على نظافة البيت , وحل مشكلة الأمن في العراق اليوم هي فقط بوجود حكومة وطنية خالصة من العراقيين الذين هم على أستعداد للدفاع عنه ضد أطماع الطامعين وتعمل على الحفاظ على وحدة اراضيه ضمن الحدود المعترف بها من قبل المجتمع الدولي وأن يعاد تشكيل جيش وطني قوي يحافظ على حدوده الدولية المعترف بها وقوى أمنية وطنية , لا تأثير عليها من أية جهة حزبية أو طائفية لترسيخ الأمن للمواطن ولتطبيق القانون وذلك بالأستناد على دستور وقوانين بعيدة عن المذهبية والعشائرية والطائفية , تقدس حريّة الفرد وحقوق الأنسان
.
أن ادعاء هؤلاء المروجون لفكرة ما تسمى المنطقة الآمنة بأنها ستساهم في ايقاف نزيف الهجرة للمسيحيين الى الخارج هو منطق يجافي الواقع بدليل أن نسبة الأكثرية المطلقة من المسيحيين الذين خرجوا من العراق سواء قبل الحرب الأمريكية الأخيرة أم بعدها , هم من سكنة المنطقة الشمالية من العراق ( أخبرني احد المواطنين العراقيين من بلدة عينكاوة بأنه في احدى المدن السويدية توجد حوالي300 عائلة من بلدة عينكاوة فقط ) وهكذا بقية بلدات شمال العراق . ومن أراد التأكد فليسأل رجال الدين المسيحيين في أوربا وأمريكا وكندا وأستراليا عن المناطق الأصلية لسكن جماعات رعيتهم.

أن على كل مسيحي يدعي الحرص على وطنه ومواطنيه بذل كل جهده وتخصيص قلمه لوحدة العراق ويطالب
بعودة العراق الى أبنائه وأن يسن دستور حضاري بعيد عن الطائفية والعنصرية يحترم حقوق الأنسان وحريته ضمن مجتمعه على أن لا تكون حريته على حساب حرية الغير وان يناضل لتأسيس جيش وطني يحافظ على حدود العراق من أطماع الطامعين وأن تؤسس قوى أمن داخلي يكون ولائها للقانون والوطن فقط ويكون ولاء الأحزاب فيه للعراق فقط لأن هذا العراق دفع فيه دم غال سواء كان من شهداء الأيمان أم من شهداء الوطن . Opinions