المهندسون الزراعيون يتهمون الحكومة بـ"تهميشهم" ومحافظة بغداد تتعهد بمحاربة "مافيات" الأراضي
اتهمت نقابة المهندسين الزراعيين العراقيين، اليوم الثلاثاء، الحكومة بـ"تهميش" دور أعضائها، والنظر إليهم بـ"دونية"، عادة أن زيادة عدد كليات الزراعة في العراق أدى إلى زيادة طابور العاطلين عن العمل، في حين تعهدت إدارة محافظة بغداد بمحاربة العصابات المنظمة التي تستولي على الأراضي الزراعية وتحويلها إلى سكنية، في إطار جهودها الحفاظ على ما تبقى من مناطق خضراء في العاصمة.
جاء ذلك خلال احتفال أقامته النقابة، اليوم، في فندق المنصور، وسط بغداد، بمناسبة عيد المهندس الزراعي العربي، في (التاسع من أيلول)، بحضور محافظ بغداد، علي التميمي، وحضرته (المدى برس).
وقال نقيب المهندسين الزراعيين العراقيين، حسين فالح، في حديث إلى (المدى برس)، على هامش الاحتفال، إن "المهندسين الزراعيين في العراق يعانون من غبن كبير نتيجة عدم التفات الجهات التنفيذية إليهم أو الاستعانة بهم لتطوير القطاع الزراعي"، مبيناً أن هناك "عدداً كبيراً جدا من المهندسين الزراعين العاطلين عن العمل".
وطالب نقيب المهندسين الزراعيين العراقيين، الحكومة بضرورة "ايجاد فرص عمل للمهندسين الزراعيين وإقراضهم وتعديل شهادتهم من دبلوم إلى بكالوريوس والاستعانة بهم لإنقاذ القطاع الزراعي".
من جهته، تعهد محافظ بغداد، علي التميمي، في كلمة له خلال الحفل، بـ"تحقيق مطالب نقابة المهندسين الزراعيين العراقيين وبقية النقابات".
وكشف التميمي، عن "وجود عصابات منظمة (مافيات) كبيرة تقوم بتقطيع الأراضي الزراعية وتوزيعها لأغراض سكنية"، مؤكداً أن "المحافظة سيحارب تلك المافيات حفاظاً على ما تبقى من مناطق خضراء في العاصمة بغداد".
إلى ذلك، قال نقيب المهندسين الزراعيين فرع نينوى، محمود حمراوي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "المهندس الزراعي في العراق لم يأخذ حقه ويعاني من التهميش وانعدام الرعاية الحكومية"، مبيناً أن "كليات الزراعة في العراق بدأت تتنامى بنحو مطرد لكنها تخلق طابوراً من الخريجين العاطلين عن العمل الذي باتوا يشكلون عبئاً على أنفسهم فضلاً عن الدولة".
وأوضح حمراوي، أن "المهندس الزراعي في الدول المتقدمة هو من يشغل الأيادي العاملة لكنه في العراق عاطل عن العمل"، محملاً "الحكومة مسؤولية تجاهل المهندسين الزراعيين".
على صعيد متصل قال نقيب المهندسين الزراعيين فرع البصرة، علاء البدران، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الحكومات المتعاقبة في العراق لم تنصف شريحة المهندسين الزراعيين"، عاداً أن "الجهات التنفيذية تنظر للمهندس الزراعي نظرة دونية".
وذكر البدران، أن "المهندسين الزراعيين ما يزالون يطالبون بأبسط حقوقهم المتمثلة بالمخصصات المهنية لاسيما أن الكثير منهم يعمل في مجالات خطرة على صحته وحياته"، متسائلاً عن "كيفية تخريج هذا العدد الكبير من المهندسين الزراعيين من دون أن تعمد الحكومة وظائف لهم، وعن فائدة صرف مبالغ طائلة على تدريسهم وافتتاح كليات لهم من دون أن يستفيد المجتمع من ذلك".
وكان المئات من المهندسين الزراعيين تظاهروا، خلال نيسان الماضي، في عدد من المحافظات، للمطالبة بإنصافهم وتوفير فرص عمل لهم.
وتأسست نقابة المهندسين الزراعيين العراقيين، عام 1972، بعد صدور قرار بمنح خريجي كليات الزراعة لقب مهندس زراعي، بعد أن انفصلت عنها نقابة الفنيين الزراعيين، لتضم خريجي المعاهد والاعداديات الزراعية.
عملت النقابة منذ تأسيسها على الدفاع عن حقوق المهندسين الزراعيين واستصدار قرارات تحسن واقعهم الوظيفي والمعاشي.