المولدات الاهلية بين حاجة المواطن وخطورة التلوث
08/07/2009شبكة اخبار نركال/NNN/الموصل/
ليس ثمة شك حول تأثير التيار الكهربائي على الإنسان فلقد أصبحت الطاقة الكهربائية العمود الفقري لحضارته وعصب زراعته وصناعته وأساس رفاهيته، وقد عانى المواطن خلال العقدين المنصرمين تذبذباً شديداً في وصول التيار الكهربائي إلى الدور والمنازل وبقية المصالح الأخرى بل قد تصل الحال إلى درجة الانقطاع الكامل فترات طويلة ووقفت وراء هذه المشكلة أسباب عديدة، لذلك استوجب- والحال هذه- اللجوء إلى بدائل لتوليد الطاقة الكهربائية تعين الإنسان على قضاء حاجاته ورغباته. وبعد أن كانت مدينة الموصل معروفة بنقاء جوّها وصفاء مياهها وخصوبة تربتها، فإنها الآن وبسبب وجود أعداد هائلة من المولدات الكهربائية الأهلية، مدينة يشار إليها بفداحة وقسوة التلوث.
يقول ساطع محمود من مركز بحوث البيئة في جامعة الموصل، ان توليد الطاقة الكهربائية بواسطة المولدات الأهلية المنتشرة في الأحياء السكنية يرافقه إنتاج كميات كبيرة من عوادم الاحتراق كأكاسيد الكبريت والكربون والنتروجين وبعض الجسيمات الصلبة، لذا فمن الطبيعي أن يصاب الإنسان بالعديد من الأمراض والأعراض الصحية منها على سبيل المثال الدوار والصداع والتهاب العين والحنجرة ورشح الأنف وآلام الصدر والزكام والحساسية وأمراض الربو وتسمم المعدة
ويضيف محمود: ان الملوثات المنطلقة من تشغيل المولدات تعد من اخطر أنواع ملوثات الهواء فإضافة إلى بعض آثارها الصحية المذكورة أعلاه فان قسما من هذه الملوثات يلحق أضرارا جسيمة بالبيئة ومواردها جراء تآكل الموارد والمنشآت كذلك فان البعض من هذه الملوثات يساهم في خفض وتقليل مستوى الرؤيا ورفع درجة حرارة الهواء المحيط حيث يمكن للشخص المار قرب المولدات ان يلمس ويتحسس فرق درجة حرارة الهواء في منطقة عمل المولدات والمواقع المجاورة لها
ويتابع: وقد تصل الملوثات التي تطلقها المولدات الى المسطحات المائية بفعل الرياح والأمطار فتلوث بذلك الأنهار والبحيرات وتلحق العديد من التأثيرات السلبية بالمنظومة البيولوجية من نباتات وأحياء مائية تتخذ من هذه المسطحات مواطن لها نظرا لتغييرها الوسط البيئي الذي اعتادت عليه هذه الأحياء
ويستطرد: كما ان طرح الزيوت المستهلكة على التربة كوسيلة للتخلص منها قد ينعكس على التحمل الإنشائي لتلك التربة ومع استمرار هذه الممارسة قد تتشبع التربة وتصبح غير قادرة على تحمل أثقال ومنشات قد تشيد عليها لاحقا إضافة إلى احتمال وصول تلك الملوثات عن طريق التربة إلى المياه الجوفية
ويضيف: كما أصبحت الضوضاء الصادرة عن تشغيل المولدات تلازم المواطن حتى في منزله أو مكان عمله وبدأ إنسان المدينة يعيش يومه وسط محيط هائل من الأصوات المزعجة تحاصره أينما توجه وتسبب هذه الضوضاء في حصول العديد من التأثيرات السلبية على صحة الإنسان وتتفاوت خطورة المشكلة حسب العمر والظروف المحيطة وان تأثيرات الضوضاء تتمثل بالقلق والتوتر والارتباك ونقص إنتاجية العمل وخفض القدرة على الإبداع
لذا يترتب على تشغيل المولدات الكهربائية استهلاك كميات كبيرة من الزيوت والوقود، وطبيعي ان يبلغ مجمل الكميات المستخدمة خلال العمل اليومي مقداراً هائلا لكل مولدات المدينة التي يتجاوز عددها الخمسة ألاف كذلك يحتاج نقل الطاقة إلى وجود أسلاك وخطوط وقواطع ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار هذه المواد أضعاف أقيامها الحقيقية ويختتم محمود حديثه بان الدخان المنطلق من مداخن المولدات يعمل على تشويه واجهات الدور والمحال القريبة، كذلك فان توليد الكهرباء يتطلب مد خطوط نقل وأسلاك لنقل التيار الكهربائي إلى الجهات المستفيدة وغالبا ما يجري مد هذه الأسلاك بصورة عشوائية ومتقاطعة مع بعضها البعض ما يشوه منظر المنطقة.