النازحون من سنجار باقون في الشتات حتى إشعار آخر
المصدر: صحيفة العرب
أرجأت السلطات العراقية قرار إغلاق مخيمات النازحين الإيزيديين وذلك لتعذّر عودتهم إلى موطنهم الأصلي قضاء سنجار الواقع غربي مدينة الموصل مركز محافظة نينوى بالشمال العراقي، والذي ما يزال يشهد العديد من الصراعات والمشاكل بسبب وجود مقاتلي حزب العمّال الكردستاني داخله وتمسّك ميليشيات شيعية كانت شاركت في استعادته من تنظيم داعش بعدم مغادرته، في وقت تطالب فيه سلطات كردستان العراق ببسط نفوذها عليه وتضغط تركيا لطرد الحزب المذكور منه.
وسيظل النازحون الإيزيديون بذلك مستثنين حتى إشعار آخر من عملية تفكيك مخيمات النازحين بشكل كامل وإعادة هؤلاء إلى مناطقهم الأصلية التي كانوا فروا منها بسبب غزو تنظيم داعش لها والحرب المدمرة التي دارت ضدّه بين سنتي 2014 و2017، وهي عملية بدأتها السلطات العراقية في نطاق جهودها لطي صفحة حقبة التنظيم بالكامل واستكمال بسط الاستقرار في البلاد.
وتقدمت عملية إعادة النازحين إلى ديارهم عدا عن بعض الاستثناءات من بينها بالإضافة إلى حالة النازحين الإيزيديين، حالة النازحين من جرف الصخر بمحافظة بابل جنوبي العاصمة بغداد والذين استولت ميليشيات شيعية على ديارهم وأراضيهم بالكامل وبات متعذرا إخراجها منها وإعادة أصحابها الأصليين إليها.
وتم مؤخّرا الإعلان عن استكمال إغلاق مخيمات النازحين في محافظة السليمانية بشمال العراق. وكانت المحافظات الثلاث المشكلة لإقليم كردستان العراق السليمانية وأربيل ودهوك وجهة للآلاف من النازحين من مناطقهم في محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وبابل فرارا من الحرب التي فجّرها غزو تنظيم داعش لأنحاء من تلك المحافظات.
ويقدر عدد من نزحوا داخليا في العراق بسبب تلك الحرب بقرابة الثلاثة ملايين نازح أصبح معظمهم يشكلون حالات اجتماعية صعبة بسبب خسارتهم لموارد رزقهم ومواجهتهم الفقر والبطالة وسوء الخدمات وانعدامها في بعض الأحيان داخل مواطن نزوحهم.
وتنظر السلطات العراقية إلى إقفال ملف النزوح باعتباره جزءا أساسيا من استكمال استقرار البلد والتخلّص من مخلّفات الحرب وآثارها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، والمرور إلى فترة الإعمار والتنمية التي تتطلب جلب استثمارات أجنبية تستدعي حتما تسويق صورة إيجابية عن البلد.
غير أنّ طي ملف النزوح بشكل نهائي يواجه مصاعب بينها ما يتعلّق بالإمكانيات المادية واستكمال الإعمار وإعادة الخدمات وتنشيط الاقتصاد المحلّي للمناطق لتوفير مواطن العمل وموارد الرزق للعائدين من النزوح، وبينها ما هو أمني وسياسي على غرار مشكلتي سنجار وجرف الصخر.
ويعيش الإيزيديون الذين فروا من قضاء سنجار بعد هجوم تنظيم داعش عليه في أغسطس 2014 ولجأوا إلى مخيمات النازحين في دهوك بإقليم كردستان العراق، بعيدا عن ديارهم منذ حوالي عشر سنوات.
ورغم القرار السابق لوزارة الهجرة والمهجرين بإغلاق المخيمات في أمد لا يتجاوز تاريخ الثلاثين من شهر يوليو الجاري فإنّ المشاكل القائمة في سنجار مازالت تحول دون إغلاق مخيمات دهوك.
وقال مدير إدارة الهجرة والكوارث والطوارئ في المحافظة بير ديان جعفر إن بغداد اتخذت القرار بشأن المخيمات دون استشارة حكومة الإقليم والإيزيديين في سنجار.
وأشار متحدثا لوكالة الأناضول التركية إلى إجراء مشاورات مع الحكومة المركزية العراقية لإيجاد آلية أكثر ملاءمة في ما يتعلق بوضع المخيمات. وقال إنّ “المخيمات لا تزال كما هي وتم إيقاف قرار إغلاقها“.
وبيّن أن بعض الأهالي عادوا سابقا إلى سنجار لكنهم رجعوا إلى المخيمات مرة أخرى “لأسباب مثل المشكلات الأمنية والبطالة ونقص الخدمات”.