النصيحة الجيدة والمثل الرديء
Breath Deep Breathتقول الأسطورة الأغريقية ( اليونانية) بأن الشمس والريح تنافستا سوية على أنتزاع ثوب الراعي في البرية والمصنوع بيده من دباغة جلد الضأن السميك ، فكانت بداية المحاولة للريح في يوم غائم ممطر قارص وشديد البرودة بحيث كلما أشدت وزادت قوة الرياح وصريرها ، أشتد تمسك الراعي بثوبه ولكن بعد بزوغ نورالشمس وازاحتها للغيوم وملامسة أشعتها لجسد الراعي وكنتيجة حتمية لدفء جسمه يقوم طواعيا بأنتزاع الثوب دون أجبار أو أكراه في ذلك ...أنتهى ألاقتباس... كم هي النصائح الجيدة وألامثال الرديئة العديدة والمتشعبة والمتداولة في حياتنا اليومية والمتسارعة في هذا العصر الحديث - عصر العلم -حيث في كل يوم يكسب العلم مواقع جديدة فيزيد الحياة عظمة وصعوبة في أن واحد ، وقيل سابقا ألامثال تقال ولا تقاس ، فكم في مفردات لغتنا العربية الجميلة من الأمثال الرديئة كنا ولا زال نتدوالها ونستخدمها في حياتنا اليومية وعلى سبيل المثال ...تمخض الجبل فولد فأرا ...العذر أقوى من الذنب ... ما حك جلدك مثل ظفرك ...اليأخذ أمي يصير عمي.... أما في ما يخص الأمثال الشعبية العراقية الأصيلة فأذكر منها ...لاحظت برجليها ولا أخذت سيد علي ...في الوجه أية وفي الكفة سلاية... وعصفور كفل زرزور وثنينهم طيارة .....ألخ ، أما النصيحة الجيدة فقد قيل في الامثال - لا تقدم النصائح اٍلا لمن يطلبها - ، فحين نثق بشخص ما ، نتخذ منه ناصحا أو ناقدا ، فالسماح على قبول النقد والنصيحة والمبادرة الى طلبهما أهون من النقد الذي يأتي تطوعا من ألأخرين وعندما تشعر بالحاجة الى شيء فأنك تتفاعل معه وتتعاطاه أكثر مما لو يعرض عليك وانت معرض عنه ، فمثلا نصائح الشيخوخة تضيء دون أن تحرق مثل شمس الشتاء ، فقد تستثقل نصيحة أخ أو أخت أو صديق في مثل سنك ، لكنك لا تجد حرجا في قبول نصيحة كبار السن لأنك تتعامل معهم على أنهم حصيلة تجارب طويلة وعريضة وعديدة من العمر ، فكيف بنصيحة الجالس على كرسي الرئاسة وقمة الهرم الامريكي الرئيس المنتخب ديمقراطيا والمرقم 44 للولايات المتحدة الامريكية السناتور والمحامي باراك حسين أوباما في مقولته الشهيرة ( تنفس نفسا عميقا )!!! ولأي شخص في العالم دون أستثناء وذلك حتى يفكر مليا وجيدا في كيفية حل أي مشكلة عرضية وبصورة فعالة والتقليل من شأنها قدر المستطاع والتي تصادفه وتواجهه في حياته اليومية ، ومن يتقبل بتسديد النصيحة القيمة اٍليه هو أنسان ، شجاع ، مخلص ، متواضع ، واثق من نفسه ولديه القدرة والاستعداد لتطوير نفسه ومؤمن بتفادي أرتكاب الاخطاء ، ولا يحب الغرور أو التعالي والاستنكاف من الأخرين ، حينئذ يصل الشخص الى أعلى المراحل من النضج الفكري والثقافي والمتمثل بصحوة الروح والعقل والارادة......والسؤال يطرح نفسه والموجه لكافة الاحزاب العراقية الحالية والممثلة للخليط الفسيفسائي والشبيه بألوان وأطياف قوس والقزح للشعب العراقي العظيم كافة سواءا كانوا من ( العرب الشيعة أو السنة أو الاكراد والتركمان والارمن والصابئة والايزيدين والشبك والكورد الفيليين أم من شعبنا الكلداني الاشوري والسرياني )، هل اُن الأوان كي ننسى أو نتناسى الماضي القديم والبعيد والقريب ونتنفس نفسا طويلا وعميقا...؟ تنفس ياأخي وزميلي ورفيقي وجاري وقريبي وصديقي وعضيدي ونسيبي العراقي
ولو لفترة زمنية قصيرة جدا لكي نزيل ونمحوا الذكريات الاليمة والموجعة والاخطاءالجسام سواءا العفوية أوالمقصودة منها حيث لا يمكن لأي طرف تحميل أحد المسؤولين عن فعل غيره ، وبعدها نتنفس الصعداء لهزيمة وقهر العدو اللدود للآنسان كائنا من كان وهو القلق الذي يسكن ويعشعش على عقولناورؤوسنا ونفوسنا فيقلل من أمننا ويسلبها طمأنينا ويقوض سلامة الحياة فينا ويقف سدا منيعا لسعادتنا ونجاحنا وتطورنا !!! وفتح صفحة وعهد جديد فيما بيننا كي ندعوا لشمس الحرية والديمقراطية والمساواة تشرق من جديد على جبال وسهول وربوع عراقنا الخالد والتليد ، فالانسان السوي والمجبل على الخير والطيبة ويأبى الظلم ولا يحبه ولا يحب أن يمارسه ضد غيره ، لذلك فهو يأبى في معظم الاحيان أن يرد الأذى بالأذى ...وقيل - لا تزروا وازره وزر أخرى -، وتقبلوا مني هذه النصيحة المتواضعة والثمينة ككاتب عراقي كلداني وطني من الوريد والى الوريد لا بل الى حد نخاع العظم ....وأختم مقالي بالمثل الآنكليزي الشهير ....لا مكان أفضل من الوطن ...والى الملتقى
EAST OR WEST HOME IS BEST
عامرحنامتي حداد
كاتب عراقي مستقل
amirhaddad@hotmail.de