Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الى أياد جمال الدين ..كم نحن بحاجة الى أمثال هذا الرجل!

أقول بصراحة انني أشمئز من كثير من رجال الدين والمعممين رغم نشأتي في عائلة دينية. وسبب ذلك يعود الى تحجرهم (أغلب رجال الدين) الفكري والعقائدي ناهيك عن جهلهم بشؤون هذا العالم وما يجري الآن من تحولات علمية وتقنية هائلة في كافة الميادين مما يستوجب عليهم اللحاق بالركب وادراك أننا في القرن الواحد والعشرين ولسنا في القرن السابع أو التاسع أو العاشر الميلادي*.ان عددا" كبيرا" من رجال الدين ، من كافة المذاهب، لا يعرف غير الحوزة أو المسجد أو القرية التي يعيش فيها في بيئة لم تتغير كثيرا" عن بيئة القرون الوسطى ومفاهيمها وهو بالتالي لا يدرك مدى ما حققته الدول المسيحية في أوروبا وأميركا بشكل خاص والدول التي تدين بديانات أخرى غير سماوية كما هو الحال في الشرق الاقصى من تقدم هائل في توفير كل ما يسعد الانسان ويحقق رفاهيته. ولم يسأل عالم الدين الذي يعتبر نفسه قياديا في المجتمع لماذا يتقدم هؤلاء ونحن نجري بأقصى سرعة الى الخلف؟ وما هو دورنا في الحضارة التي أنجزتها وتنجزها البشرية في شتى بقاع العالم؟ هل الدين هو سبب تخلفنا أم طبيعتنا كأمة؟

شك أننا نبالغ في دورنا في بناء الحضارة الانسانية مبالغة شديدة وسيصيب أحدنا الخجل والدوار وينكس رأسه حين لا يجد جوابا" لسؤال وجيه هو : ما هي المخترعات الحديثة التي اخترعها العرب؟ وما هي منجزاتهم العلمية مقارنة بالشعوب الأخرى ؟ وكم منهم حصل على جائزة نوبل في العلوم أو الآداب أو الطب ؟

وهل تفنن قوم في قتل الانسان في شتى بقاع العالم مثل العرب أو الاعراب الوهابيون؟ علينا أن ندفن رؤوسنا في التراب أمام الاجابات الواضحة لهذه الأسئلة.

ذا كان الدين يبغي اسعاد الناس في الدنيا والآخرة فقد حقق غير المسلمين احدى الحسنيين على أقل تقدير وهي السعادة في الدنيا وتوفير العدالة للمجتمع. أما نحن ففقدنا الحسنيين. فنحن نوغل في تكفير بعضنا بعضا" وادعاء أن الحقيقة ملكنا وحدنا وكأن اجتهاد معممينا، أيا كانوا، كتاب منزل لا نقاش فيه وأن ما ذكره الاولون في مخطوطاتهم تمت كتابته بأيدي الملائكة لا يأتيه الباطل لا من خلفه ولا من جنبه ولا من فوقه ولا من تحته. ونبالغ في اضطهاد المرأة وسلب حقوقها. واني على يقين من أن بعض رجال الدين المسلمين يشجعون أتباعهم على معاملة المرأة معاملة السيد القاسي القلب لعبيده وجواريه. فاذا اختلفت مع زوجها فان الحق مع الزوج مهما كان ظالما" ولئيما" وفاسقا" شريرا" حقيرا". وهي في نظره عبدة للرجل وعورة عليها أن تغطي جسمها من شعر الرأس الى القدم. و يحلل الرجل لنفسه كل شيء من مال ونساء وقصور وغلمان ومتعة ومسيار وماملكت أيمانه . ان احتقار المرأة وعدم تكريمها من قبل الرجل ( أي رجل، مهما كان وأيا" كان) يدل على ضعفه وجبنه، اذ أن شيمة صيد الرجال وكرامهم وفرسانهم توجب عليهم احترام المرأة ووضعها في صميم القلب أما" كانت أم زوجة" أم أختا" أم بنتا" وما أروعهن وأحلاهن جميعا" والمرأة أجمل ما في الوجود، ولو كره أشباه الرجال والمعممون. وعزل المرأة يفقدنا نصف امكانياتنا ونحن في أمس الحاجة الى امكانيات مضاعفة للحاق بأطراف أذيال الحضارة التي تخلفنا عنها لأننا كنا ولا زلنا نعمل بنصف الحكمة التي تنسب الى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) التي تقول : اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا" واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا" . فمن يعمل منا لدنياه نسى آخرته ومن يعمل لآخرته نسى دنياه وطمع في الحور العين وما في الجنة من مغريات ، وتفنن في استنباط الخلافات بين المذاهب الاسلامية ، أو الدعوة ظلما" الى قتل المسيحيين واليهود (وهذا ما لم يفعله رسول الله (ص) ولا الخلفاء الراشدون). أو المبالغة في محبة هذا الخليفة الراشد أو ذاك والتطاول بحماقة على خلفاء آخرين رغم أنهم (الخلفاء) عاشوا متآخين متحابين متآزرين كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا" ويعترف كل منهم بفضل أخيه. وهم وان اختلفوا فرضا" فأين نحن من أولئك العمالقة لنزج بأنوفنا في أمور تخصهم. وجاء في آخر الزمان من يتجرأ على هذا الصحابي أو ذاك لتغذية الفرقة والضلالة والتناحر بين المسلمين وانشغالهم عن العمل لدنياهم بقراءة كتب مزورة فيها من البدع والشتم والاساءة وما لا يقبله العقل الشيء الكثير. ووصل بهم الجهل والحماقة أن ادعوا أن الأرض أوقفت دورتها حول نفسها تماما" ثم دارت بعكس الاتجاه (من الغرب الى الشرق لتواجه الشمس مرة أخرى لاتمام الصلاة) ثم توقفت مرة أخرى وأعادت دورتها من الشرق الى الغرب مرة أخرى . ان عقولا" تتقبل هذه الخرافة المستحيلة التحقيق يمكنها أن تتقبل ادعاءات وأكاذيب باطلة أخرى كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان. لأن هذه الخرافة تخالف قوانين الحركة والجاذبية التي بنى الله تعالى حركة المجموعة الشمسية عليها وحركة النجوم ودورانها حول المجرات وحركة المجرات بسرع خيالية في رحاب هذا الكون المتسع دائما" وأبدا" في كافة الاتجاهات بحيث لا يمكنني تخيل مدى اتساعه في هذه اللحظات التي أكتب فيها هذه المقالة.

سمعنا أن مرجعا" شيعيا" كان أم سنيا" وقف وقفة شجاعة بوجه ما تسرب من خرافات ودجل الى الاسلام يبلغ حد الكفر ابتداء" من الشعائر ومنها اللطم والتطبير والبكاء والنوح ولبس السواد والبكاء في موقف العبرة والاتعاض ومحاربة الظلم والطغيان ، الى العبادات وتقديس البشر واعطائه مرتبة تقرب من الالوهية (ان لم تفوقها عند بعض الكفرة الغلاة) حيث يتم الدعاء منه والتوسل اليه واعطائه القرابين وتقبيل الأرض والابواب والشبابيك المحيطة بقبره الذي لا يحوي الا عظاما" لامام تقي طاهر لو بعث حيا" لضرب أعناق هؤلاء الذين يتخذون من دون الله أندادا" فكفروا وبئس ما كانوا يفعلون.

ذا كانت أركان الاسلام لا اختلاف عليها فلماذا تطفو الجزئيات لتغرق الاساسيات في بحر من الاجتهادات والادعاءات لبعض المجتهدين التي لم تكن موجودة في فجر الاسلام؟ ولماذا لا يتم اقصاء المشبوه والتمسك بالموثوق على قاعدة دع ما يريبك الى ما لا يريبك والتقريب بين المذاهب وتوحيدها ونحن في عصر العلم والسرعة وانعدام المسافات وسهولة التواصل الآني الالكتروني؟

هل يعرف جميع الشيعة (وأنا شيعي متطور لا أنكر فضل فاضل أو أتأثر بما لا يقبله عقلي مهما كان مصدره) أن المذهب الزيدي والمذهب الاسماعيلي مثل المذهب الجعفري الاثني عشري أسسه أحفاد الحسين عليه السلام وهل يستطيع أحد أن ينكر أنهم من العترة الطاهرة ؟ وأن أبو حنيفة النعمان والشافعي ومالك كانوا من أشد محبي أهل البيت وتتلمذوا على أيديهم؟ فلماذا الشتائم أيها الجهلة؟ ولماذا هوسة يتلفت حسباله نزوره لامام كان من أشد محبي أهل البيت؟ انها عمائم الملالي والعقول الفارغة الجاهلة ، ودسائس المستسلمون وبقايا العصور المظلمة، والبدع الدخيلة. واذا عرف السبب بطل العجب.

يستطيع بعض أصحاب العمائم الا مداهنة الدهماء طمعا" في شعبية باطلة وكسب ود الجهلة الذين ضللهم (ملالي) القرون الوسطى الذين يوزعون عليهم الحور العين بمئات الآلاف والقصور والولدان المخلدون في الجنة (وهنا بيت القصيد في تعبد هؤلاء وليس العرفان بفضل الله ونعمه التي لاتحصى) . ويصدق هؤلاء المساكين المغفلون ما يقوله هؤلاء الملالي الذين لا يهمهم الا الحصول على الوجاهة ومركز اجتماعي بين بسطاء القوم والاثراء عن طريق جمع أموال الخمس والزكاة والنذور من هؤلاء الفقراء وزيادة فقرهم وبؤسهم وهم يلهثون راكضين وراء سراب الجنة التي لن يدخلها لا هؤلاء ولا معلميهم أو ملاليهم الذين علموهم ما لا يرضاه الله ولا رسوله وما لا يقبله العقل والمنطق.

لأدهى من ذلك يقف على الجانب الآخر مسلمون ينكرون الشعائر المذكورة وتقديس البشر كما هي الحال مع الوهابيين الذين يرون أن تلك الممارسات التي يمارسها الآخرون منافية للدين ولكنهم يجردون سيوفهم لقتل هؤلاء المسلمين بكل قسوة وهمجية بدلا" من العمل بالمعروف والنهي عن المنكر والاصغاء الى قول الله تعالى واطاعة أمره حيث يقول جل جلاله (وادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ان ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) النحل 125 . وهم لا يكتفون بقتل المسلمين بل أضافوا اليهم المسيحييين واليهود وخلق الله الآخرين أجمعين مدعين أن أدمغتهم المتخلفة واجسادهم البدوية النتنة تمتلك الحقيقة كلها وهم أصحاب الجنة فيها مخلدون. وبهذا يقوم هؤلاء الوهابيون المتطرفون الضالون بتنصيب أنفسهم مقام الخالق عز وجل فيعاقبون البشر على الشبهة ويقتلون الاطفال والنساء والشيوخ دون معرفة حتى أسماءهم أو دينهم أو مذهبهم. أي دين هذا يا أولي الألباب؟ لقد ضلوا السبيل وكفروا وغالوا في الدين غلوا" عظيما" ووردوا مسالك جهنم بجهلهم وهم في ضلال مبين. وبئسا" لمقام يأوي اليه أمثال هؤلاءالمجرمون ومقرهم النقاط السوداء المنتشرة في الكون التي خلقها الله مقرا" لأمثالهم حيث يتحول النجم الهائل الى كتلة بحجم جوزة أو بندقة هائلة الكثافة والحرارة تبتلع اضعاف حجمها بتريليونات المرات وحجم يعادل كل ما في الأرض ومجموعتنا الشمسية وتحولها الى كم وحجم مهمل داخل النقطة السوداء بقدرة الله عز وجل.

لاصة القول نحن في أمس الحاجة الى رجال دين شجعان مثل أياد جمال الدين يتبنون حركة اصلاحية اسلامية شاملة لا تتصف بالمذهبية والطائفية. فالدين عند الله هو الاسلام. والاسلام هو دين المحبة والتآخي وطلب العلم من المهد الى اللحد. وليس دين بكاء ولطم وتطبير وقتل النفس التي حرم الله. نحن بحاجة الى ثورة اصلاحية يشارك فيها الجميع وخصوصا" رجال الدين المنورون الذين يقع عليهم عبء افراغ أدمغة العوام من الافكار التي لا تمت الى الاسلام بصلة وتعليمهم أن العمل في سبيل البشرية وتقدمها وسعادتها عبادة، والبكاء واللطم ومجالس العزاء طوال أيام السنة بسبب أو دون سبب ليست من الاسلام في شيء. وعلى المسلمين جميعا" أن ينهلوا من مناهل العلم في شتى فروعه واختصاصاته بنهم شديد وأن يبدعوا ويساهموا في رفد الحضارة بعطاءاتهم بدلا" من قضاء العمر بممارسة أعمال لا تمت الى الدين بصلة وهي من بدع الملالي والجهلة كما أسلفنا. وبعكس ذلك اذا أضفنا الشلل الذي يسببه هؤلاء الملالي في جسد الأمة مضافا" الى عزل وتحجيم دور المرأة فسنبقى في تخلفنا نستهلك ما يصدره لنا الغرب والشرق ونقرأ أبياتا" من الشعر ونحلم بجنة لن نراها. ولا يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم.

طعمة السعدي / لندن Opinions

الأرشيف اقرأ المزيد
القوات الامريكية تفجر منزلين في منطقة راغبة خاتون نركال كيت/بغداد/ افاد مراسل نركال كيت في بغداد ان القوات الامريكية قامت عصر هذا اليوم بتفجير منزلين من المنازل المشتبه بها في منطقة راغبة خاتون والتي كان الباحث الإستاذ عوديشو ملكو أشيثا صوت من اعماق التاريخ الآشوري من على منبر عشتار الفضائية بالرغم من ان الحدث كان قديماً، ولكني اطلعت عليه قبل أسابيع حيث لم يكن اللقاء يشبه اللقاءات الروتينية التي تستطيع وبسهولة ان تستنتج من الكلام بأن المتحدث سواء كان مقدم برنامج أو ضيف القناة مملي عليه الكلام مسبقاً ولا يستطيع ان يجتاز حدود رسمت له قبل وقت ب استحداث شعبتين للجوازات في الحمدانية وتلعفر نركال كيت/روسن زهير/ لفك الزخم الحاصل على مكاتب الجوازات وفي خطوة تعد الاولى من نوعها صرح محافظ نينوى السيد دريد محمد كشمولة الداخلية توقع عقد تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع البطاقة الوطنية شبكة اخبار نركال/NNN/ اصدرت وزارة الداخلية العراقية ، بيانا حول توقيعا عقد تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع البطاقة الوطنية، مع شركة تالس الفرنسية ، وفيما يلي نص البيان:
Side Adv1 Side Adv2