Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الى متى يظل المدان الطليق مجهولا؟!

ما اكثر المفارقات التي نسمعها ونتناقلها حول نهب وتبديد وتبذير واختلاس المال العام، وما اخبث الطرق التي يواري بها "المحوسمون" خيانتهم للامانة ليخفوا عار افعالهم ويدفنوا نتانة قبحهم وليضللوا ما تبقى من نزاهة للافلات من سطوة القانون "المعطل" ريثما يحزموا حقائبهم المتورمة ويضيعوا في بلدان الله الواسعة. وما احر الحسرات والاهات "والنفخات"التي نطلقها مفجوعين مبهورين من ضخامة المبالغ المهدورة جهلا او خبثا او المنهوبة دناءة وسقوطا. ثم نتصبر مستغفرين.. مسترجعين.. محوقلين!. غير اننا نظل في احيان كثيرة بين شك وظن وقليل من يقين وكثيرا ما نعد الخبر "اشاعة" او افتراء او مبالغة.
لكن الادانة حين تصدر من مصاديق لا يرقى اليها شك وليس في طباعها الافتراء ولا يليق بها القاء التهم جزافا، هذه الادانة تكون بمثابة السند المصدق والحديث المتفق عليه والذي لا تستطيع ابطاله كل اساليب المراوغة واللف والدوران ولا تصمد امام حججه التبريرات الواهية.
ففي يوم مقدس -ومنبر مقدس ومكان مقدس انتقد السيد احمد الصافي "وهو الممثل المعتمد والمتحدث المباشر بلسان المرجع الديني السيد علي السيستاني في خطبة صلاة الجمعة المقامة في الصحن الحسيني بكربلاء- انتقد طريقة الاداء الحكومي في بعض مفاصل الدولة مشيرا الى عدم كفاءة بعض المسؤولين ما ادى الى عرقلة وتلكؤ عملية البناء وتنفيذ المشاريع حيث قال "على المسؤول الذي يريد خدمة الشعب ان يفكر جيدا بقابليته على العمل وان يعتمد على مستشارين اكفاء لحل المشاكل. فهناك شخصيات غير كفوءة في بعض مفاصل الدولة تؤخر تاسيس بنائها وهناك بعض المسؤولين يعدون ولا يفون بوعودهم فيفقدون مصداقيتهم عند الشعب" واورد السيد الصافي مثالا لسوء ادارة الدولة وهدر المال العام قائلا: "هناك قطع غيار لمواد كهربائية كبيرة موجودة في الاردن منذ ثلاث سنوات ... استوردها العراق بملايين الدولارات ولم تجلب منذ ذلك الوقت، وطيلة هذه الفترة يدفع العراق (22 )مليون دولار للاردن كبدل ايجار مقابل الارض التي خزنت عليها هذه المواد!. حيث يراد لهذه المواد ان تتلف وتنتهي صلاحيتها لكي يستورد غيرها"!.
الادهى من ذلك ان العراق اراد ارجاع هذه المواد فطلب منه دفع "800 الف دولار لكي تعيدها الشركة"!.
الا تكفي هذه المبالغ لنصب محطات نووية تغذي الشرق الاوسط بالكهرباء 24 ساعة؟!
كيف يكون شكل النهب والهدر في المال العام؟! كيف يكون لون التخريب؟! اليس هذا نوعا من انواع الارهاب المقنع؟!
من المسؤول عن هذه الصفقة؟!
هل سمعتم بادانة احد ام سجلت ضد مجهول حالها حال "الفرهود" المتدفق عبر الانابيب وخلال الصفقات "والتحويلات"؟! الا تستحق هذه الفاجعة مزيدا من الحسرات والاهات "والنفخات واللطم على الراس"؟!.
h_mossawy@yahoo.com
Opinions