Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الـفـقاعات تطـفـو عـلى سطح البحار واللآلىء تكـمن بـين أصـداف المحار

الكـون طاقة وحـجـر ، لم يتحـمّـلـْها فإنفـجـر وإلى قـطع تبعـثر ، فـمنها صارت النجـوم كالشـذر تـتلألأ ليلاً أوعـند الفـجـر ، تمنحـنا الضوء والدفأ كالجـمر ، ومنها مَن صار طــُفـيلياً لا نور فـيه بل يـدور حـول نفـسه تارة كـراقـصات الغـجـر ، وتارة أخـرى يحـوم حـول غـيره ليستضيء ببهائه الوافـر ، فـيراه الناس كـوكباً ولكـنه ترابٌ وصخـر . لا أدري لماذا غـشِـيتْ عـيون الأحـفاد ولم يعـد لهـم نظر ، ويجـهـلون أن أجـدادهـم وآباءهـم ما كانوا يرضـَون إلاّ بقـنديل أبهـر ، لكـن الخـَـلـَـف وأولادهـم يَـرَوْنَ القـمر كأنه مشكاة في قـصر و زيتــُه أصـفـر فـينبهـرون به كـمَن لم يمْسَـسْـه الفـقـر ، وإنْ سألتـَهـم عـن الأمر ! سـتـكـتشـف أنهـم لا يميّـزون اللون الـﮕـُلـﮕـُليّ عـن الأخـضر ، ولا يفـرّقـون بـين الشـوك والزهـر . يا إلهي إني أعـلم أنّ لك في خـلقـك شـؤون وعِـبَر ، تسقي العـطاشى بالمطر ، ولكـنك لم تعـطِ لنا من اللآلىء إلاّ ما نـَدَر ، ومن الفـقاعات أكـثرتَ وأكـثر . فـهـذه لؤلؤة بـين أصداف المحار في أسـر ، والفـقاعات تسرح وتمرح هـنا وهـناك كأنها في سَـفـر ، بـين الخـلجان في سـواحـل البحـر . نعـم ! ليس لنا فـيها مِن وَطــَر، ولكـن البعـض سـرقـوا منا البزر وصاروا يذرّونه قـبل هـطول المطر ، ولا يدركـون أن العـصفـور ينـتظر فـوق الشـجـر كأنه في واجـب الخـفـر، يسـتغـفـلهـم وقـت الصافـر ليسـرق حَـبّـتـَهـم مثلما سُـرقــَتْ منا وقـت الباكـر . كُـلي أسـف أن البعـض لم يـرَ البـيدر وما أحـلاهـم لو عـرفـوا ما البـيدر ! فأنا رأيتُ فـلاّحـَـنا عـن ساعـده شـمّر ، متوكـّلاً عـلى رب الهـواء الظافـر ، مسـتعـيناً بهـمّـته ويرفـع مذراته الأجـدر ، فـتـتجـمّع الغـلة أكـواماً تغـذي البشر ، والتبن ! آه التبن ! خـفـيف حافٍ يطأطىء الرأس وراء قائده الهـواء الحائر والسـراب الثائر ، ثم يصيـبه الضجـر ، وفي الأخـير سـينال شهادة الصِـفــْر ويحـتضر ، فالتبن وقـود التـنـّور أو غـذاء البقـر . وإن سألتَ عـن المحار ، سـيُجـيـبك اللؤلؤ من بـين أصداف النادر : إنـنا في خـطر ! وسأسأل صديقي وكل مَن في زقاقـنا سـائر : ألم تقـرأ عـن الكـناري حـين زقـزقـت لزرزور لا لصقـر ......؟ وإذا نسـيـتــَها فإني سـأذكـّرك بها وقـد ينفـع الذكـر :

يا صاح يا إبن الكـرام ، هـو ذا ناحـوم يطرق التابوت يسـأل أصحـاب المقـام :
هـل إنتكـس النخـيل هـل فـُرض اللجام ؟
هـل ذابت الجـبال الشـم هـل جـبُن الهـمام ؟
أيصمت الشـحـرور ، أم سكـت الحـمام ؟
كـيف يهـلهـل الكـناري ويقـبل بالحـطام
وهـو ذو الريش الجـميل فـخـر للعـظام
يـُـغـرّد حـباً كـريماً فـيُخـجـل أشباه الـكـرام .
أتقـبل بزبوزاً وتهـجـرالباز اللهام
أتسمع لبومة وتصم للنسر الصرام .
ولكن الدهـريَوْمان أيام وأيام
للباز والنسر والأيمان أيام .
وللبومة والبزبوز والفـلتان أيام ،
أما حـق للأجـداد أنْ قـالوا عـلى الـدوام .
( لا تناموا إستـفـيقـوا فـقـد تغـدر الأيام )
بشوپا دْ باز بزبوز
وبشوپا دْ نشر قـوپياثه ( بدلاً من الباز بزبوز ،
وعـوَضاً عـن النسر ، بومة ) ولكم مني ألف سـلام .

مايكل سـيـﭘـي / سـدني Opinions