Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الــيـوم صــدام . . و غــداً كـل الـطـغاة

لم يكن الخامس من نوفمبر تشرين الثاني من العام 2006 يوماً عادياً في تاريخ العراق و العراقيين . و هو لن يكون كذلك في تاريخ الشعوب العربية قاطبة . و لا أبالغ في الوصف إن قلت أنه سيكون أحد التواريخ المميزة في الروزنامة البشرية و الذاكرة الإنسانية التي ستمثل بداية عهد جديد في منطقة الشرق الأوسط و العالم .

فلقد كان الخامس من تشرين الثاني نوفمبر ، يوم إعلان حكم الإعدام شنقاً حتى الموت على صدام حسين و أزلامه ، يوم تنفيذ القصاص العادل بحق بعضٍ من قادة الزمرة المجرمة التي اختطفت السلطة في دولة العراق بطرق التفافية غير مشروعة ، تحت يافطة الثورات الشعبية ، لكنها في الحقيقة أقرب إلى الانقلابات العسكرية الدامية . و حوّلت هذا العراق إلى رهينة صامتة ، و مزرعة عائلية – طائفية ، تقتل أبناءه و تنكـّـل بمواطنيه دون أي وازعٍ أخلاقي و لا أي رادعٍ إنساني .

و الخامس من تشرين الثاني نوفمبر هو يوم انتصار الحق لملايين العراقيين و غير العراقيين ، من الكويتيين و الإيرانيين و السوريين و العرب من ضحايا دكتاتور العراق السابق ، بعد عقود طويلة من الظلم و الظلام و القهر و القمع . إنها النهاية المنطقية للـ "زعيم الأوحد" في الـ "حزب الأوحد" في جمهورية الصمت المطبق التي لم يكن لها مثيل في العالم كله . انه انتصار لـ "كارما" الشعوب المقهورة و الأقليات المسحوقة و الأكثريات المضطهدة على بقايا دولة كم الأفواه .

نعم ، إن الخامس من نوفمبر هو فرحة العيد المنتظرة لذوي ضحايا المقابر الجماعية في الجنوب العربي الشيعي المذبوح ، و ميلاد الابتسامة المنتظرة لذوي ضحايا مذبحة حلبجة و الأنفال من الأكراد العراقيين الأبرياء . إنها قيامة حقيقية لأرواح شهداء الحركة الآشورية الذين علق نظام القمع الصدامي قاماتهم و هاماتهم الشامخة على مشانق إيديولوجيا الإقصاء و الإلغاء ليُعدم أجسادهم في منتصف ثمانينات القرن الماضي ( يستذكر الآشوريون في 19 نوفمبر الحالي الذكرى الثانية و العشرين لإعدام كوكبة من قادة الحركة الديمقراطية الآشورية في العراق بعد محاكمة صورية على يد المجرم عواد البندر ) . انه باختصار يوم انتصار المستضعفين في الأرض على الذي طغى و تجبـّر فيها ٍ.

من كان ليصـدّق أن الـ "الرئيس" العربي الأعتى جبروتاً و الأكثر طغياناً ، و زعيم الاستخبارات الأكثر نفوذاً ، و رئيس الأجهزة الأمنية التي لا مثيل لفنونها في التعذيب و القتل في كل الأرجاء ، و صاحب جيش القدس المليوني و صواريخ السوفييت الضاربة و مصانع السلاح النووي المزعومة ، أن هذا الرجل سيقذف به القدر إلى حيث يـُحاكـَم جزائياً و يحاسـَب قانونياً على أيدي مواطنيه الذين لطالما قمعهم و اغتصب حقوقهم و صادر قراراتهم ، و يلقى جزاءه العادل من قضاءٍ لطالما أقصاه و شلّ عمله و قلل من شأنه .

إن الخامس من نوفمبر ، إلى جانب كل هذا و ذاك ، هو يوم النكسة و العار للإيديولوجيات السياسية الشوفينية المريضة ، و المكررة في مصافي الحقد و الرفض ، عربية كانت أم غير ذلك . انه يوم انهيار جدران الفصل الفكري و السياسي و القومي و العرقي بين مواطنين لا حول لهم و لا قوة ، يصنـَـفون سياسياً على أنهم من درجة "الرعاع و الخدم" من جهة ، و بين مواطني الـ " فيرست كلاس" من ركاب الدرجة الأولى و المميزة ، الذين اعتادوا أن يركبوا على رقاب الشعب ، و يمتطوا - حتى اللحظة الأخيرة - مقولات فولكلورية من قبيل "الأمة" و "العروبة" و "القضية" و "الشعب" و استراتيجيات تبريرية من قبيل " لا صوت يعلو فوق صوت المعركة " من جهة أخرى .

إن الخامس من نوفمبر هو أخيراً ( و ليس آخراً ) درس سياسي و عبرة أخلاقية لكل من أخذ يتجبّـر و يطغى في أرض العراق ، و لكل من بدأ نفوذه ينتفخ مع قدوم دبابات الغزاة إلى أرض العراق ، و لكل من بدأ يخطط و يرسم لتغيير معالم و هوية و تاريخ شعوب العراق و أرض العراق ، كي يتعظ منها و يرتدع بها و ينأى بنفسه عنها .

فماذا تعلم طغاة اليوم و مغتصبو الحقوق و وكلاء سياسات الإقصاء الحصريون من مشاهد الخامس من نوفمبر ؟؟ ماذا تعلم من لا زال يحذو حتى الساعة حذوَ صدام و "ربعه" في مزاولة سياسات "التعريب" و "التكريد !!" و غيرها ؟ ماذا تعلم من لا زال يقلد سياسات صدام حسين في الإلغاء القومي ، و التهميش السياسي ، و التطهير العرقي ، و التغيير السكاني ، و محو القومية الإلزامي ، و استبدال الديانة الإجباري ، و فرض اللغة القسري ؟؟؟ .

ماذا تعلم من لازال ينافس صدام – و قد تفوق عليه بالواقع - في إتباع سياسة شراء إرادة الشعوب بالمال تارة ، و بالحديد و النار و الاعتداء و الاغتصاب تارة أخرى ؟؟ ماذا تعلم هؤلاء من تلك اللحظات الصعبة و المهينة لـ "قائد الأمة" و هو يرتجف أمام دوي النطق بالحكم عليه شنقاً حتى الموت ، وان كان موته لا يساوي - كما قال دولة الرئيس المالكي - قطرة من دماء شهداء العراق من العرب و الكرد و التركمان و الكلدوآشوريين .

اليوم في الخامس من تشرين الثاني من العام 2006 أعلن القاضي الكردي رؤوف عبد الرحمن الحكم بالإعدام على طاغية العراق السابق ، و غداً سيعلن قاضٍ آخر في محكمة أخرى ، و في زمان و مكان مختلفين - لكن حتماً قريبين - حكم الإعدام على كل الطغاة و أزلامهم من الذين يسلكون ذات الطريق الشائكة التي سلكها صدام . . . . .

أسامة أدور موسى - اعلامي كلدوآشوري - سوريا
Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
إلى فيروز : صوت الإله . 1) : كُلّمَا كَثُرَتْ وَطَفَحَتِ الْأغَانِي بمُرُورِ الْوَقْتِ الّذِي لَمْ يَعُدْ يَعْرِفُ انتِخَابَ الجَمَالِ مِنَ الْقُبْحِ , ازددْنا جنوناً وعَطشاً لِسَمَاع فيروز ( لا الملاك) بل الصَّوت الإلهيّ على الأرض , حينَ تَعِبَ وَمَلَّ الإلهُ اعضاء قائمة الرافدين 740 يلتقون أبناء ألقوش في ندوة جماهيرية تحدث السيد يونادم كنا رئيس قائمة الرافدين 740 وأعضاء أخرين من القائمة إلى أبناء ألقوش عن البرانامج الانتخابي الذي تريد القائمة ترميم مبنى محكمة الموصل القديم يشارف على الانتهاء شبكة اخبار نركال/NNN/ موصل , العراق / اعلنت القوات المتعددة الجنسيات ، إن عملية ترميم مبنى المحكمة القديم في مدينة نـــزار حيدر لموقع (اصوات العراق) الاليكتروني: تغيير قانون الانتخابات او الزلزال شِبكة أخبار نركال/NNN/نزار حيدر/ دعا نزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، مجلس النواب العراقي الى تحمل مسؤوليته التاريخية ازاء مطلب الشارع العراقي الرامي الى التغيير السلمي المرتقب، من خلال
Side Adv1 Side Adv2