امريكا تضغط على العراقيين لانهاء مأزق سياسي
11/03/2006بغداد (رويترز) - حث السفير الامريكي لدى العراق زعماء البلاد المنقسمين على انفسهم على انهاء مأزق سياسي يعرقل تشكيل حكومة ائتلافية تنظر اليها واشنطن على انها افضل امل لسحب قواتها. وفي الوقت الذي قال فيه الائتلاف العراقي الموحد انه لن يذعن للضغوط من جانب الاكراد والسنة واخرين للتراجع عن اختيار ابراهيم الجعفري لمنصب رئيس الوزراء دعا زلماي خليل زاد الى مؤتمر خاص يحتمل ان يعقد خارج العراق لكسر الجمود. ودعا الرئيس العراقي جلال الطالباني يوم الجمعة البرلمان الجديد للانعقاد يوم 19 مارس اذار متجاوزا باسبوع مهلة دستورية وذلك بناء على طلب من الشيعة لاتاحة مزيد من الوقت للاحزاب السياسية للاتفاق بشان المناصب الرئيسية بما فيها رئيس البرلمان. وقالت الشرطة العراقية ان هجوما انتحاريا بشاحنة ملغومة ادى الى قتل 12 شخصا على الاقل قرب الفلوجة من بينهم جندي من مشاة البحرية الامريكية على الرغم من اعلان الجيش الامريكي ان خمسة قتلوا في الهجوم. وفي بغداد ادى انفجار قنبلة على جانب طريق الى اشعال النار في دبابة امريكية. وبعد ثلاثة اشهر من الانتخابات التي جرت في ديسمبر كانون الاول تستخدم الولايات المتحدة قوتها الدبلوماسية من اجل تشكيل حكومة وحدة يمكن ان تتصدى لتهديد اندلاع حرب اهلية وتعزز الاستقرار الامر الذي يسمح لها بالبدء في سحب قواتها البالغ قوامها 130 الف جندي. وفي مقابلة مع مجلة تايم قال خليل زاد الذي اجتمع مع كل الاحزاب انه سيدفع فكرة مؤتمر خاص على مدار الايام القليلة القادمة حتى يتمكن الزعماء العراقيون من التوصل الى برنامج سياسي مشترك. وقال "اعتقد اننا عندما تكون لدينا حكومة وحدة وطنية .. وعندما تكون لدينا وزارات يديرها وزراء اكفاء وعندما ندخل المرحلة القادمة من الوصول للسنة... اتوقع دون شك مجموعة من الظروف التي ستسمح ...بانسحاب ملموس للقوات." ويطالب الزعماء الاكراد والسنة والعلمانيون الشيعة بالتراجع عن اختيارهم لابراهيم الجفعري لولاية ثانية في منصب رئيس الوزراء قائلين انه فشل في تحقيق الاستقرار والرخاء منذ توليه المنصب في العام الماضي. وقتل العنف الطائفي مئات الاشخاص بعد تفجير في مزار شيعي في 22 فبراير شباط مما عمق مشاعر الريبة بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية. وبالرغم من ان اراقة الدماء عادت الى النمط اليومي الاكثر اعتيادا يخشى الكثيرون من ان حادثا جديدا قد يفجر حربا شاملة. وقال خليل زاد الذي كان مبعوثا لدى موطنه الاصلي افغانستان لمجلة تايم انه سيؤيد مبادرة جديدة بان يغلق الباب على المسؤولين في قاعة ولا يسمح لهم بالخروج قبل تسوية خلافاتهم. وفي وقت متاخر من يوم الخميس اوضح جواد المالكي وهو مسؤول بارز في الائتلاف العراقي الموحد الذي حصل على نسبة تقترب من الاغلبية من مقاعد البرلمان ان الائتلاف متمسك بترشيح الجعفري. كما حذر الاحزاب الاخرى مطالبا اياها بعدم الوقوف في طريقه مشيرا الى ان التحالف سيسد الطريق امام آمالهم في تقلد المناصب. وقال المالكي وهو عضو في حزب الدعوة الذي يتزعمه الجعفري لرويترز ان الجعفري هو مرشح الائتلاف وسوف يبقى كذلك وان الائتلاف لن يغيره ولن يجري انتخابات اخرى لاختيار آخر. واستمر العنف يوم الجمعة. وصدم مهاجم انتحاري بشاحنة مغلومة نقطة تفتيش يحرسها جنود أمريكيون وقوات عراقية في الفلوجة احد معاقل السنة. وقالت الشرطة ان 12 شخصا من بينهم خمسة من رجال الشرطة قتلوا. وقال الجيش الامريكي ان جنديا من مشاة البحرية وجنديا عراقيا وثلاثة مدنيين من عائلة واحدة قتلوا . ولم يشر الجيش الى اي شرطي. وقتل اثنان من رجال الشرطة واصيب ثلاثة اخرون عندما انفجرت قنبلة على جانب طريق في بلدة تكريت بشمال البلاد. وقال وزير العدل العراقي ان السلطات العراقية لن تستخدم سجن ابو غريب كمنشأة اعتقال بعد ان ينهي الجيش الامريكي العمليات هناك في الاشهر القليلة القادمة. وقال الوزير عبد الحسين شندل لرويترز انه لن يكون هناك معتقلون في ابو غريب رافضا اشارات من جانب مسؤولين امريكيين بان العراق قد يواصل استخدامه كسجن.