امنية امي غير المشروعة في زمن الثورة (مقطع من تعاويذ مجنونة خلفتها لنا امي بعد الرحيل)
كان جدي مثل ديكة صباح قرية قفراءتستقي في خضرة عينيه السحب الضريرة،
فيجمع ندى كل قطرة ضلت نيسم البيدر
في راحة كفه الصغيرة العسراء.
وجدتي المزينة بعقلها...
مجرد خادمة في معبد الهراطقة
تروج سرا لشريعة "ان الارض كروية"
واوصال النيازك المهشمة
تعشق الارض فتنجذب اليها.
مر الفاتحون بقريتنا في الطريق الى بغداد
كانت امي ما برحت صبية شقراء
قبل ان يغتصبها خصيان نادر شاه.
ثلاث قرون مرت قبل نيفها الاول،
ودنس الخطايا الصغيرة يتجسد...
هيئة محراب الكهنة الاجراء
على حدبات قبر امي الثلاثة وشاخصها المرمري.
امي كل آخر مساء
قبل ان يحل عليها سلام الظلام
تلعن بقايا بلل الشراب...
العالق بشفاه الكؤوس المطعمة برائحة الالهة،
المزينة تعاويذها برسوم تيجان الملوك،
وتتوسل المطر المخبأ خلف دموعها:
لو بالحب ولو مرة...
يغسل وجوه اطفال شوارع مدن العرب المنسية.