Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

انتهاك حرمة الكنائس

متى يفهم المتعصبون والسادرون في غيهم ، ان في التعدد ازدهار، وفي التنوع افتخار، فشجرة الحياة في بلاد الرافدين مزدانة بكل الاثمار، من اديان وملل ، من اقوام ونحل ، هكذا كانت منذ بدء الخليقة ومرورا بعشرات القرون . ماذا دهاكم ايها العراقيون المعروفون بعلمكم ونبلكم وشهامتكم ، ماذا دهاكم ومن بين صفوفكم يخرج من يلحق الاذى بقوم آمن ، طيب خدم البلاد على مر العصور ، بل هو صاحب البلاد ، اقول ذلك لا للتقليل من شان الاقوام والاديان الاخرى التي استوعبها وطن النهرين ، فساهمت ايضا في بنائه وتطوره ووصوله الى عتبة القرن الحادي والعشرين ، وبالرغم مما الحق بالوطن من اذى وتخريب ، فلا زال يحمل الامل نحو مستقبل افضل . وانتم ايها الشرفاء من اية فئة او دين تنتمون ، ومن تملكون ناصية الفكر السليم والنظر البعيد ، ادعوكم بل اناشدكم ان توقفوا هؤلاء ، ان تنبذوهم من بينكم ، وتحرضوا العباد ضدهم ، وتفتوا في مساجدكم بحرمانهم ، اتبعوا الطرق التي تجبر هؤلاء الاشرار ليغيروا طريقهم ، ويكفوا ايلام هذا القوم المسالم ، الذي لا يملك القوة للمقاومة او الرد ، سوى الهرب وترك البلاد ، ليس فرحا لما هو مقبل عليه ، بل ملتفتا بحسرة والدموع تملأ عينيه ، لارض ابائه واجداده ، وبالاساس لا تسمح تعاليمه الدينية واعرافه الاجتماعية بالانتقام ، ويكرر على الدوام بطريركنا الجليل والسامي الاحترام عمانوئيل الثالث دلـّي : ان سامحوا مبغضيكم وصلـّوا من اجلهم ، لقد قال المسيح عن امثال هؤلاء ( انهم لا يعلمون ما يفعلون ). ماذا يظن المتعصبون ومن يشجعهم ويوجههم ، في القضاء على المسيحيين او طردهم بالكامل من بلادهم الاصلية ، هل يوفق من يبقى في البلاد ، بل هل سيعيش المسلمون اذا تحققت تلك الغاية ، بالراحة والعافية فتستريح البلاد وتتقدم ، انا في شك كما يقول الشاعر مظفر النواب " انا في شك من بغداد حتى جدة " ، بل اعتقد جازما بان ذلك لو حصل لا سامح الله ، فتكون نهاية العراق من الخارطة ، ليس من الخارج بل التآكل والفناء من الداخل ، اذا لم ينصب ايضا غضب السماء التي شاءت ان تولد من مشيئتها الاديان الثلاثة ، في تلك الاراضي الجميلة من بلدان الشرق الاوسط . المسيحية لم تولد في اوربا او اميركا ، ولم تات من بلاد فارس او تركيا او افريقيا ، المسيح ابن ارضنا تجسد واكتسب لون جلدنا الشرق اوسطي ، وسرت في عروقه دماء هذه الارض الطاهرة المقدسة التي تمتد ، من اعالي النيل الى الفراتين ، فكيف بامكان المخلوق ان يعارض ارادة الخالق ، وماذا ينتظره من مصير في الدنيا والآخرة ، من سلك ما يغاير تلك الارادة السماوية . البلد والارض اذا خلت من اتباع احد انبيائها فسيلحقها الرب بارض ( سادوم وعامور) ، فهل تريدون هذا المصير ايها الحريصون على مستقبلكم ومستقبل اولادكم ؟ الطامعون بارضنا وخيراتنا ، والمتدخلون في شؤوننا ، من الغرباء ومن اي بلد او قارة يأتون ، لا يتبعون تعاليم المسيح ، بل هي السياسة والاقتصاد والمصالح التي تحركهم ، المرأة مثلا في اميركا واوربا لم يغيرها التعليم المسيحي ابدا ، بل غيرتها الثورة الصناعية ومتطلبات الاستثمار والاحتكار ، كل الاثام والسقوط والانحرافات وبالتالي الجرائم ، تاتي من الاحتكار والمضاربة ، ومن الجشع والانانية . التعاليم المسيحية سمحاء والمرأة الملتزمة بها بتولية ، احتذاءا ً بمريم العذراء التي يرفع شأنها الاسلام الى الذرى ، ويجلها القران الكريم . المرأة ايها الاخوة لم تغيرها التعاليم الدينية ، المراة خرجت من ظلام القرون الوسطى الى العمل والى الواجهة ، فتحررت كما تحرر الرجل ، وازالت غبار العصور المتراكم ، لكي تستطيع اطعام اطفالها ، وذلك بالعمل الشاق ، وفي ظروف تعيسة تحت ظل تنامي راس المال وجشع الراسماليين ، واي انحراف خلقي على هذا الطريق لم يات من النظريات والتعاليم بل من الازمات الاقتصادية . الديانة المسيحية وتعاليمها لم تغير النساء ، انظروا الى المسيحيات في كنائس الشرق والى الراهبات ، انظروا الى احتشامهم ، ان عادات المسيحيين في الشرق من عادات المسلمين ، والجميع من ذرية ابينا ابراهيم الخليل ( ع ) . في السبعينات من القرن الماضي وفي محيط الجامعة ، لم يكن بامكان احد ان يميز الفتاة السافرة من اية ملـّة او دين تكون ، فالاكثرية يشتركن في ذلك . اذا اراد احد التاكد من حشمة النساء المسيحيات ، ليقم بزيارة الى قرى المسيحيين وبلداتهم في محيط نينوى ، فجيل امي لا يضاهيه في احتشامه ، ولا يستطيع احد المزايدة فيه ( لا زالت امي تعيش في اطراف نينوى ، ولا زال زيها هو هو لم تغيره السنون ) ، المسالة قديمة قدم الدهر، فزي النساء الاشوريات ، او الكلدانيات ، او الأيزيديات لم يتغير تقريبا من عهود ما قبل الاسلام ، وصولا ً الى الامبراطوريات الساطعة في التاريخ . ضعوا ايها الاخوة وازع الايمان وخوف الله في صدوركم ، فوطننا شراكة للاجناس والاديان منذ بناه اجدادنا السومريين ، فلا تفرطوا به ، لقد استلمناه لنطوره ونرفعه ، لا لنخربه ونذله . الدنيا لا تدوم لاحد ، فامامكم صدام حسين الذي عاث فسادا ولفترة طويلة ، فعاقبته السماء قبل الارض واذل وايما اذلال ، عندما اخرج متسخا من حفرته في كانون اول 2003 ، هكذا هو مصير الطغاة في اي زمان او مكان ، الان صدام حسين يحاول الاستأساد في محكمة تعامله كانسان ، وارادت ان تظهر للعالم تمدن شعب العراق ، وقد يتصور الطاغية بفكره الشرير، بان محاججاته تنقذه من حبل المشنقة المتدلي او تحفظ له ماء الوجه ، لكن شانه شان غيره من رموز الشر، ينسون مصير الطغاة عبر التاريخ ، ويفوته الان التذكر بانه ميت وان بقي على سطح الارض يتنفس وينطق ، لقد توفي صدام ، رقن قيده ، وانتهى مسلسله المرعب الذي طحن العراقيين بالملايين ، يوم اخرج من القبو ، وان بقي سنيناً اخرى يقتات ويلسِّن . الاديان السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام متسلسلة في التاريخ ومترابطة ، واستقت كل منها تعاليمها من الاخرى ، هي في الحصيلة موروث البشرية ، وبالتالي لا يمكن الغاء او تهميش احداها ، بل جعلها متكاملة متفاعلة ، تواكب العصر ، تلتقي باستمرار للمشورة وايجاد افضل السبل لاصلاح البشر، والابتعاد عن اغراءات الدولة وعن الحكومات ، لصالح الانصراف الى الارشاد والخلوة ، وتقديم الصلاة والذبائح ، كما كان يفعل اجدادنا . اما مسالك التحزب ، والتسيس والدولة وتقلباتها كل يوم ، فتترك تلك المهمة الى قطاع واسع من البشر، ويبقى قطاع اخر، حراً في حفظ تعاليم الاديان ونشرها باساليب الاقناع ، دون استخدام القوة ، او الارغام في فرضها ، وبين القطاعين تداخل ووشائج لا تحصى . ان لم تدرك تلك المجاميع التي انخرطت في السياسة او الاحزاب او الجيوش او المنظمات بهدف تكريس العنف ، وفرض السيطرة ، واستعباد الاخرين ، ان لم تدرك تلك الامور، فانها تقامر وتغامر، حتى تنتهي كل امكاناتها ، وتستنفذ كل وسائلها ، انذاك يحترق الاخضر واليابس ، وتكون نهايتها الزوال كأية دكتاتورية ، قومية او دينية ، ومن الرماد ينهض مجددا طائر العنقاء . اثر تفجير كنائسنا في بغداد وكركوك يوم الاحد 29- 1- 2006 سقط ضحايا ابرياء ، مثلهم مثل من يسقط من اخوانهم المسلمين في المساجد او الحسينيات او العراقيين عامة في الشوارع اوالساحات ، وبالامس في انفجار كنيسة كركوك ، سبح في دمه الطفل ( عصفور الجنة ) فادي رعد الياس ، لا لذنب اقترفه بل ضحية تصرف همجي غير مسؤول ، ان التاريخ يعيد نفسه كما يقول احد الفلاسفة ففي دورته الاولى مأساة وفي الثانية ملهاة ، فالعائلة التي فقدت طفلها ، هي نفسها التي فقدت الشهيد الياس ( بدالة ) جد الضحية فادي امام دكانه ومصدر رزقه ، في شوارع كركوك قبل قرابة الأربعين عاما ، في أزمان شبيهة ، كانت تضخ حقدا وكراهية ، وعلى أيدي سلالة إرهابيو اليوم . متى يتذكر ويعي الجميع بان المسيحيين في العراق اخوة لهم وشركاء معهم ، يحبون خير العراق ويحرصون على تقدمه ورفاهه بكل ما امتلكوا من قوة وإمكانات ، وهل نسي الإخوان كيف تصرف المسيحيون أيام حصار الفلوجة ، فجمعوا المساعدات والأغذية في شاحنات توجهت من قراهم وبلداتهم لنجدة إخوانهم . وفي الأمس كان يتوجه مطراننا الجليل مار إبراهيم إبراهيم إلى الوطن الحبيب ، أيام الحصار الظالم في التسعينات ، وهو محمل بأطنان الأدوية والأغذية والهبات النقدية ، لتوزع على المسلمين والمسيحيين معا ، في تلكيف والموصل وبغداد . وفي الأمس الا بعد إليكم هذه الحادثة من زمان الخليفة عمر بن الخطاب ( رض) ونقلا من كتاب ( اثر قديم في العراق ) تأليف كوركيس حنا عواد : " مرض شيبين بن عقبة حاكم الموصل ، ولم يعد بمقدور الاطباء إبراءه ، فأشاروا عليه ان يحمله الى الراهب هرمزد فانه سوف يشفيه ، وكان عقبة قد سمع بأمر هذا الراهب وما يتأتى على يده من الأعمال العجيبة ، فذهب بابنه الى جبل بيث عذري مقر الربان هرمزد ، ولدى وصوله الى القوش مات الصبي فتألم والده من اجله الشيء الكثير ، فاجتمع بين يديه اهالي القوش واقنعوه ان يذهب بابنه الى الربان هرمزد فقد يتمكن من اعادة الحياة اليه كما فعل ذلك مع البعض من قبله . وكانت النتيجة كما توقعوا ، فان الربان هرمزد احيى الميت وصار فرح عظيم لجميع المسلمين هناك والالقوشيين وشكروا الرب على نعمته هذه بواسطة القديس هرمزد ، فاصبح للربان هرمزد مكانة رفيعة في عيني الامير ، واصبح الامير من اكبر المساعدين والمعاضدين للربان هرمزد " ، فهل يفتح الاخوان آذانهم ليسمعوا ، يقول المسيح ( من له اذنان فليسمع ) . ليتذكروا دوما تصريحات رجال ديننا بالدعوة الى التكاتف والتآخي ، ولم يدعوا مناسبة دينية اسلامية ، الا وبعثوا فيها بتمنياتهم والتاكيد على تلك الحقائق والمسلمات التي في الاساس نادى بها المسيح ، واعطى حياته على الصليب ثمنا لها . رغم عوادي الدهر ، فكل ما يحدث اليوم ان شاء الله ، طارئ وزائل لا محالة ، وستصفى القلوب وتعود الطمأنينة الى النفوس ، ويتعافى عراقنا الجميل ، وتبقى الاديان السماوية الثلاثة ، مترابطة متآصرة مثلها مثل ايام الجمعة والسبت والاحد ، وهل بامكان كتلة بشرية مهما بلغت من الجبروت والقوة ، في اي مكان او زمان ، ان تفرط عقداً تلألأ من ايام الاسبوع ؟ Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
رجال دينـنا ، طاعتكم دينية ، تجنبوا خلافاتـنا قلنـاها مرارا ، وقالتـها الغالبية العظمى من المسيحيين ( الكلدان السريان الآشوريين ) أن طاعتـنا لرجال دينـنا واجبـة عليـنا ولا خلاف ، سواء لنـا الصباح تلتحق بشبكة الإعلام الطائفية - أهلاً بمثقفي العراق وهم يصنعون ويرضخون للدكتاتورية الجديدة في أول دخول لي لقناة العراقية الفضائية، صادف يومها مرور مناسبة دينية شيعية... صافحني موظف الاستعلامات وهو يقول بحزن بالغ: «عظم الله أجرك ((مولاي))». الربيعي : جهاز المخابرات سيتولى النصيب الأكبر من الخطة الأمنية الجديدة شبكة الديوان العراقي

بغداد: نصير العلي

أكد مستشار الأمن القومي العراقي الدكتور موفق الربيعي، أن القوات المسلحة العراقية المختلفة، ستبدأ قريبا تطبيق المرحلة الثانية من الخطة الأمنية، وقد أوكلت حصة كبيرة من المهام لجهاز المخابرات العراقي. اشتباكات العمارة تمثل اختبارا لنقل المسؤولية الامنية للعراقيين رويترز/
اختبرت المعارك الضارية التي اندلعت بين ميليشيات مسلحة والشرطة في مدينة العمارة الجنوبية يوم الجمعة مدى قدرة الحكومة العراقية على كبح جماح

Side Adv2 Side Adv1