اننا نفحة جميلة وخير لكم الحفاظ عليها
خلق الله الانسان ليعيش مع اخيه الانسان كيفما كان ومن اينما كان ليؤسس معـــه الحضارات والامارات والثقافات ويترجم الحياة بكل السواعد والامكانيات المتاحة...وليعلم من لا يعلم إن خير طريقة للعيش السليم هو العيش مع الجميع بامن وسلام كمـا
هو جسم الانسان باعضائه المختلفة وكل عضو يؤدي الوظيفة المناط يها حيث إزالة أي عضو او شلله يؤثر على إداء الجسم ككل.إن التباين في بنيـة المجتمع ونسيجه يمـنح
لذلك المجتمع جمال وباس وجبروت شرط إن يهضم ويدرك ويحترم هــذا التبايـن وبعكسه ينقلب وبالا وجحيماعلى اهله حيث تمارس مفاهيم خاطئـة لترجمة هذا التباين
إنطلاقا من الدين والقوميـة والطائفة ثم يبدا كل فصيل برص صفوفه ليس لبناء الـبلد
وإضافة لبنة الى جداره المنهار بل لتقويض فصيل آخر شريك له بكل شئ.
نسيج مجتمعنا كان يتصف ببراءة وعيش مشترك لا تتخلله المفاهيم الحالية التي يعتبـر
العيش مشتركا على ضؤها,لقد اعتبر الدين والطائفه والانتماء القومي في ايامنا الكئيبة
هذه معيارا في التعامل والوطنية بدءا بتشــكيل مجلس النواب والحكومـة والهيئات والمجالس وطبق نظام المحاصصه وفتح هذا الاسلوب من الديمقراطـية المتطورة بابا
لا يمكن إسداله بسهولة.
قبل فترة وجيزة وبينما كنت عائدا من حلب وعلى نفس الشاحنة التي اقلتني الى العراق
إلتقيت بشخص لا اعرفه سابقا وجلست معه على نفس المقعد واسمه قيصر عناد من مدينة الموصل وكان ذو هندام جميل وشكل انيق يدل على مركز هذا الشخص وموقعه
في المجتمع،وبعد التحية والمصافحة كان اسلوبه في الحديث متحضرا وسلسا واسترسل
بالكلام حالا وكأنه يعرفني منذ زمن بعيد,وبعد خروجنا من المدينة ليلا إتصل احد أقربائي الذي كان قد أوصلني الى موقف الشاحنة قائلا لي إن الشخص الجالس بجانبك
إسمه قيصر وكان معي في متوسطة الضواحي نهاية اسبعينات في الموصل وهو صافي
السريرة بسيط اجتماعي جدير بالاحترام في ذلك الوقت أي قبل ثلاثون عاما،إنتهت المكالمة وبدات باكلام مع الصديق الجديد منتظرا الفرصة المناسبة لافاتحه بهويته الا إن حانت الفرصة وقلت له اليس اسمك قيصر جاوب بتعجب وقال نعم ثم اردفت قائلا الم تكن طالبا في متوسطة الضواحي نهاية السبعينات إزداد اندهاشه وتعجبه وجاوبني بنعم وسالته هل هل هل ...واخيرا زاد إصراره وإلحاحه لمعرفة مصدر هذه المعلومات
وقد إعتلى جبينه عدة قطرات من عرق الحيرة والاستفهام ثم قلت له اتعرف فلان(الذي اعطاني المعلومات) سكت لبرهة وأخذ يفرك بجبينه حائرا يشحذ من ذاكرته ورفوفها المبعثرة بسبب الزمن الغادر المخادع هذا الاسم الذي كان صديقه الحبب قبل ثلاثين سنة،وعلى حين غرة صفق بيديه وقال نعم اعرفه وثم اعطى اوصافه وخصائله وقال اين هو الان فقلت له قبل ساعة وقبل انطلاقنا كان معنا في المحطة ثم قال لماذا لم يتكلم معي فقلت له لم تسنح الفرصة له والسلام،ثم طلبت الشخص بالموبايل وتكلم معه بعد إن تكورت عدة قطرات عند مقلتيه وحشرجة في صوته وتلعثم في كلامه الا إن استعاد رشده وتكلموا عن تلك الايام التي ذهبت مع اهلها.
إن الطريق إلى الحدود يستغرق السبعة ساعات وخلالها تطرقنا الى مواضيع شتى وما حثني على كتابة هذا الموضوع هو ما يجري الان للمسيحيين في مدينة آشور من اعمال يندب لها الجبين وحصرتي هي إن اقول للذي يقتل المعوق والطفل إذا كان يعرف والداه وانا على يقين انه بدونهما اساسا كم صديق مسيحي له وكم واحد من هؤلاء الاقوياء بايمانهم وصدقهم كان مصدر إزعاج او قلق لاحد،تعالى يا اخي قيصر لترى الغرباء عن مدينتنا ماذا يفعلون بها لقد إنتزعوا الباب والشباك وقلعوا المقلة والجفن وغيروا الاسم والجنسية وحولوا مجرى دجلة لتموت الموصل والجنائن المعلقة..بدأ الصديق يسترسل في خياله بتأوه عميق وإختنق الكلام في حنجرته وبدأ يتفوه بكلمات غير مفهومه ثم رويدا رويدا استرد صوته وقال لا أتصور إ الذي فجر كنيسة باشطابيا إبن الموصل وإن كان فهو هجين وانا في حينها ذرفت دموع سخية ربما أكثر منك،وعندما إختطف المطران فرج رحو ثم قتل قلت لقد قتلوا جميعنا وإن ترقيع ألرداء صعب وعملية إحتواء الاخر بالحب والاحترام لم تعد موجودة حيث تغير نسيج مجتمعنا الموصلي وبات يتحلى بصفات مستوردة ،وإستمر بالكلام ولم يترك لي مجالا وكان متحمسا لبقا قائلا إن اغلب اصدقائه كانوا مسيحيين وذكر لي اسماء كثيرة يحضرني منها سعيد وغانم شعيا وحازم وجلال واديب وووووو وكنت ادخل عندهم مثل بيتي همهم همي وفرحهم فرحي وكنت اشترك في حفلاتهم وهم نذلك،واردف انتم ناس ابرياء وكان البيت المراد بيعه وجيرانه مسيحيين يباع بسعر اغلى واتذكر حادثة سمجة حيث كان لي صديق وله اربعة إخوة واراد السفر وكان يملك دارا في منطقة راقية واراد تسجيله بإسم إخوانه لكنه إعتدل في رايه وسجله باسم جاره المسيحي.
أضاف الاخ قيصر إلى اسفل السافلين كل من اوجد هذه التسميات والصرعات وبعد القلوب والنيات وإستورد لنا أسماء جديدة دخيلة لا نكهة لها ولا معنى وصنع حواجز وخنادق بين العربي والكردي والايزيدي والكلداني والاثوري والشبكي والصبي والسرياني حيث كان الجميع منصهر في بودقة العراق مع إحترام الشعائر والعادات والتقاليد،وقلت له إن الحياة جميلة واخاذة إذا احسنا استخدامها وإرتشفنا رحيقها وإحترمنا مكوناتها وليدرك الحياة كل على طريقته وفي ذلك لا ضير على احد واضفت إن السيد المسيح يرسم ويجبل في افريقيا على انه اسود وزنجي وهل بذلك تغير جوهر المسيح وخصائله نعم إن للحياة أبعاد كثيرة اتت مع الانسان وليس بمقدور احد النيل منها او إزالتها.إن قلب الانسان كبير كبر الاثير إذا إعتمره الحب وبذل الذات وهو صغير صغر البكتريا إذا داهمه وسيطر عليه الحقد والكراهية والانانية وهذا ما نراه الان وإن العراق واسع وشاسع لمن يريد له الخير وان يصبح في مصافي الدول المتقدمة والجميع يستطيعون العيش فيه والانتهال من ماءه الرقراق فإننا ايها القتلة نفحة طيبة لها القوة من الايمان والجمال من الاحسان والشهادة من الزمان والحجة من البرهان .ختمت حديثي مع الاخ قيصر بعد ال غلب النعاس عيوننا وقلت له إن إرادة الشعوب أقوى من كل الاسلحة والمؤامرات وكل الحيل والنزوات وما علي وعليك إلا مقارعة الظلم والتمييز العنصري والتعبئة ضد هولاء الضلاميين اصدقاء الصراصر حيث يحبذون العيش في المجري والدهاليز المظلمة خوفا من حقيقة قاتلة وهي انهم ليسوا اوادم واي خروج للسطح سيذوبون بضؤ الشمس فابقوا حيث انتم ومبروك لكم مجاريكم.