Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

انهم يبيعون حريتهم السالبة/انتخابات 2014

 

المقدمة

الانسان كفرد وكشخص ولد حراً، هذه الحرية التي تميزه ككائن ناطق من حيث وجوده كانسان عاقل له ارادته التي تحدد افعاله ان كانت ارادة حرة ام ارادة غريبة خارجة عنه !!

من هذا المفهوم يكون الانسان حراً بارادته دون قسر خارجي، اما ان سلبت منه ارادته بارادَتِه عندها يكون عبداً للذي سلبها منه! واسيراً للفكر الذي ادخل ارادته داخل قفص، وهذا يعني انه دخل القفص برجليه بعد ان باع ارادته لغيره دون ان يفكر بضرورة عدم الخضوع لأي ضغط ان اراد ان يكون له حرية التنفيذ كانسان وكشخص، عند هذه النقطة تلتقي ارادة التصميم بحرية اختيار وتحقيق الفعل دون تأثير خارجي سلبي، وهكذا تسير حرية الاختيار مع حرية التنفيذ عند الانسان ولا يمكن الفصل بينهما، اي عندما لا تكون حرية الاختيار بارداة الشخص المعني عندها لا يمكن ان يمارس التنفيذ بحرية كاملة! وتكون هذه نقطة الانطلاق لموضوعنا في السنة الجديدة " انهم يبيعون ما ليس لهم" اي يخضعون للضغوط الخارجية وبالتالي يفقدون حرية الاختيار ويمارسون حرية التنفيذ بارادتهم كبشر، ومن يفقد ارادته وحريته يجزأ نفسه من العبارة التالية "الانسان هو حيوان ناطق" اي يمكن شطب كلمة منها!

 الموضوع

من يبيع ما ليس له؟ سؤال الى كل رب بيت والقائد السياسي والعسكري والمسئول المالي وصاحب قرار وتابع ومتبوع ومستقل والى جميع الكتاب والمثقفين والمفكرين واصحاب الرأي والمشورة، وسؤالنا يأتي في أيام قبل الانتخابات 2014 التي يكثر فيها البيع والشراء ان كانت ارادات او ذمم او حريات خاصة "حريتي الاختيار والتنفيذ"، فهل من حقنا ان نبيع ما ليس لنا؟

لنفهم ما نقوله اولاً عندما يؤكد الفيلسوف كانت "كانط" ان هناك حق طبيعي لكل انسان في ممارسة حريته (تسمى ايضا الحرية السالبة) اي فردية، وتصبح هذه الحرية ايجابية عندما تلتحم مع تنفيذ عام، كمثال: عندما نتخذ قرار في موضوع حرية التعبيرعن رأي معين، فهذا يعني ان يكون هناك قناة أو قنوات اعلامية لينتقل من الحرية السالبة (الفردية والشخصية) الى الحرية الموجبة او الايجابية لانها اضفت صفة عامة على حرية التعبير

انهم يبيعون حريتهم السالبة

 اليوم يبيعون حريتهم السالبة (الفردية) وهذا حقهم كبشر لانها تتعلق بشخصهم وكرامتهم، ولكن ليس من حقهم مطلقاً ان يبيعون هذه الحرية عندما تتحول الى حرية موجبة كونها لا تصبح متعلقة بشخوصهم بل تحولت الى حرية اعلى واسمى من فردانيتهم الى حرية جماعية/حرية مجتمع/الى حرية خارجية! وبذلك لا يمكنهم ان يبيعوا ما ليس لهم! وان فعلوا فانهم يخونون بني قومهم باسم قومية قومهم وهذه اخطر وانذل ممارسة يفعلها من لا ضمير لهم سوى البيع ثم البيع ثم البيع، والثمن هو الكرسي والدولارات المقسمة من الكعكة، عندها لا تبقى قومية ولا وطنية ولا ايمان بقضية لان البائع قد مر بمراحل بيع متعددة، وخَبّر الوان متنوعة، عندها لا هدف سوى الكرسي الدوار الذي يُدَوِر من قبل الاخر وليس بارادة الجالس عليه، والجالس عليه يكون ممثل فئته او طائفته او مذهبه!!! لذا يكون قد باع كرامته قبل قوميته وطائفته ومذهبه مع حريته الموجبة ايضا لانه لم يتخلص من الضغوط المفروضة عليه كونه قبض ثمن تنفيذه الامر، لذا تبقى المواد 1 و 2 من الاعلان العالمي 1948 حبر على ورق في درج المكتب

 رأي الفلاسفة في التعبير

كانط:كل منا يستطيع البحث عن سعادته وفرحة بطريقته التي يريد وكما يبدو له هو نفسه الطريق السليم. شرط أن لاينسى حرية الآخرين وحقهم في الشيء ذاته 

ميل ستيوارت/جون:وإن السبب الوحيد الذي يعطي الحق لمجتمع حضاري في التدخل في إرادة عضو من أعضائه هو حماية الآخرين من أضرار ذلك التصرف

اندري لالاند:الحرية تقتضي وجود فعل إنساني محرر من جميع العلل


النتيجة

واحد: مما تقدم نؤكد ان الجانب العقلاني يتطلب الخروج من الذات كفرد والانتقال الى النحن كجماعة عندها يتطلب الجانب الاخلاقي التحرر من عقدة (الكعكة والدولارات) والبقاء عند فعل انساني محرر ينسجم مع افعال الاخرين وحرياتهم، وهذه هي العدالة الاجتماعية في التنوع والتعدد وقبول الاخر المختلف عنا

اثنان: نحن ازاء ممارسة حرية التعبير واختيار مكان العيش ودمجها دون حق مع حرية المجتمع والشعب، ان اقدمت على بيع الاولى (الفردية والخاصة/السالبة) فالنتيجة هي خسارتك للثانية (للجماعية والعامة/الموجبة) وهذا ليس من حقك مطلقاً كونها خيانة بحق نفسك كأصيل ومن حواليك من الاصلاء لتصل الى خيانة شعب ووطن مما يعني خلع ملابسك وفضح المستور قانونا، لانك انتقلت من انسان حر الى انسان عبد برغبتك وارادتك، وهنا لا بد للقيد ان ينكسر عندما يعرف الناخب حقيقتك المُرّة! لاختيارك ان تلعب في ملعب "دماء الشهداء" وانت غير مؤهل لللعب هناك كونك سلخت جلدك بنفسك وسجنت نفسك طول العمرعندما بعت نفسك بارخص الاثمان مقابل الحرية التي ثمن فاتورتها باهض جداً لا تدفعها انت كشخص بل يدفعها الاخرون غيرك بدمائهم وانت تتمتع بكرسيك الدوار لان حريتك الفردية انتهت عند بداية حرية الاخرين! وهذا هو الفساد بعينه  بعد ان كنت البارحة تدعي الدفاع  لرفع الغطاء عنه نظرياً ليس الا، لذا يتحتم  واجبك الاخلاقي والوطني الدخول الى جانب الحق والخير والطمأنينة مقابل المساهمة في الفساد والشراكة معه،أي لنختار جانب التوجه الديمقراطي بدلاً من تكريس الدكتاتوريات، نحن نلعب بوقت بدل الضائع! فهل من عاقل مُدْركْ؟

1/31 - 1 - 2014 سنة مباركة للجميع

 

Opinions