"بالكيل الذي تكيلون يكال لكم" اخي العزيز حبيب تومي
يبدو أن الأخ العزيز حبيب تومي أختار أن يكون مثل الشخص الذي لا يريد أن يعلم. أو لا يريد أن يسمع الكلام من أصحابهفي أكثر من مقالة سابقة، كتبت للأخ العزيز حبيب تومي عن رؤية زوعا العقائدية من مسألة وحدة شعبنا. المنقسم على ثمانية طوائف مسيحية وطائفة صابئة مندائية. وقلنا في أحد مقالاتنا أن الحركة الديمقراطية الآشورية لا ئؤمن أن هناك ثلاث قوميات أسمها (الكلدانية والآشورية والسريانية) بل تؤمن أن الطائفة الكدانية والطائفة السريانية بشقيها الكاثوليكي والأرثذوكسي و الكنيسة الشرقية (والتي يطلق أحد قسميها على نفسه الكنيسة الآشورية.[والحركة لا تؤمن بالتسمية الآشورية للكنيسة]). والطائفة المارونية، والروم الكاثوليك وارثذوكس، والطائفة الصابئة المندائية. هم جميعا أبناء قومية واحدة أسمها الآشورية. كتسمية قومية سياسية وفق منظور النضريات القومية الحديثة. وهذا ما تبنته زوعا كفكر ونهج، الى اليوم الذي انعقد المؤتمر القومي الكلدو أشوري في بغداد 2003. و بعد هذا المؤتمر تم تبني التسمية المركبة الكلدو آشورية وبالثقافة واللغة السريانية. كتسمية موحدة تطلق على شعبنا في الدستور العراقي الجديد. وهذا الإزدواج خص به تسمية شعبنا في العراق فقط. (حيث أن أبناء شعبنا القادمين من إيران وسوريا ولبنان وتركيا) لم يقبلوا بالتسمية المركبة بل أصروا على التسمية الواحدة هي (الآشورية). على أن تطلق التسمية الكلدو أشورية على أبناء شعبنا في العراق لتجاوز مرحلة وضع عدد تسميات في الدستور مما قد يستغله البعض في محاولة تجزئتنا الى ثلاثة قوميات. ومع الأسف حصل ذلك وآخره كان ما ورد في دستور أقليم كوردستان حول المقاعد الكوتا المخصصة لشعبنا.
وهنا نعود ونقول أن التسمية المركبة رغم أن الحركة الديمقراطية الآشورية كقيادة تبنتها من بعد المؤتمر في كل أدبياتها ومؤسساتها الإعلامية. غير أن هذه القيادة لم تتمكن من إقناع كوادر الحركة بتغير أسم الحركة الديمقراطية الآشورية الى الكلدو آشورية في كل من المؤتمرين الرابع والخامس. رغم أن هذه الفقرة شغلت نصف وقت إنعقاد المؤتمرين من النقاش، ومحاولة الإقناع بين المؤيدين والعارضين. وفي كلا المؤتمرين التصويت حسم الموقف. بعد أن وجدت إدارة المؤتمرين أن كل فريق متمسك برئيه وبشدة. ولكن كإلتزام بمقررات المؤتمر القومي بقيت الحركة متبنية للتسمية الكلدو أشورية كتسمية موحدة لكل طوائف شعبنا. وبعد ذلك تحولت الى الكلدانية السريانية الآشورية بعد أن غير المؤتمر القومي الكلدو أشوري أسمه الى المؤتمر القومي الكلداني السرياني الآشوري. بسبب حساسية بعض من أبناء الطائفة السريانية من عدم ورود أسم طائفتهم ضمن التسمية المركبة.
وهنا نقول ستبقى الحركة الديمقراطية الآشورية بقيادتها وكوادرها وقاعدتها، تؤمن بأن شعبنا شعب واحد له إشكالية في التسمية بسبب إنقسامه الى ثمانية طوائف مسيحية وطائفة صابئة مندائية. وكل تسمية مطلقة على إي طائفة من هذه الطوائف هي تسمية لتلك الطائفة فقط.(أي إنها تسمية طائفية) وليست تسمية قومية. ولكن ستتبنى الحركة أي تسمية موحدة لشعبنا تأتي من إتفاق الطوائف التسعة عليها لتكون التسمية القومية السياسية، والتي يمكن من خلالها تعريف شعبنا بها. كما ستبقى الحركة تحارب كل الأفكار والتوجهات التي تحاول تقسيم شعبنا الى ثلاث أو أربع أو خمس قوميات. لذا نطلب من الأخ حبيب تومي وغيره أن لا يطلبوا من أي من قياديي في الحركة أو كوادرها ومؤازريها أن يعترفوا بوجود أكثر من قومية بين أبناء الطوائف التسعة لشعبنا. وهذا نهج وعقيدة لا مجال مطلقا في تغيره.
والحركة الديمقراطية الآشورية تعطي كامل الحرية لكل فرد من أبناء شعبنا أن يفكر كما يشاء. ولكن لن تؤمن هي إلا بما تمليه عليها عقيدتها في مفهومها القومي.
أما بخصوص بعض التهديدات البريدية التي تأتي الى أخي العزيز حبيب تومي. فأقول عندما قمت برد عليك في أكثر من مقال وصلتي العديد من الرسائل التهديدية وفيها الكثير من الكلمات النابية والمسبات، وتحديدا من إيميل ( aziz toma) وتطلب أن لا أرد عليك. ولكن أنا حتى لم اعلمك بها ولم أكتب عنها فكل إناء ينضح بما فيه.
أنت شخص لا تملك أي مكانة سياسية في أمتنا رغم ذلك تبرع أحد المعجبين بك ليرد علي بكلمات نابية رغم أنك تعرف اسلوبي في الرد ومسألة أحترام الخصم في الفكر والعقيدة السياسية. أما الأستاذ يونادم يوسف أولا هو أمين عام حركة سياسية هي من بين أكبر واقدم الأحزاب السياسية لشعبنا على الساحة العراقية بل العالمية. ثانيا هو عضو لبرلمان العراق الحالي ووزير سابق ومناضل وشخصية معروفة بالنسبة لشعبنا بشكل واسع. والكثير من أبناء شعبنا يعتبره قائد ورمز فهل تريد أن يسكت كل محبين السيد يونادم على تطاولك عليه. ألا تعتقد أنه سيكون هناك من يرد لك الكيل بالعشرة.
يريد لأخ حبيب أن تتبنى زوعا أفكاره التقسيمية في قضية شعبنا. ويريد أن يكيل الإتهامات لقادتها دون أن يكون هناك ولو شخص واحد من بين آلاف المؤازرين ممن قد لا يسع صدره فيرد على الأخ حبيب الصاع صاعين.
الكلمة الأخيرة لأخي العزيز حبيب تومي أن مسألة وحدة شعبنا بالنسبة لكوادر ومؤآزري زوعا هي مسألة إيمانية لا مجال في تبديلها. إلا بعقد مؤتمر من ممثلي الطوائف التسعة، وبعد هذا إن قرر هذا المؤتمر تبني التسمية الكلدانية ستجد كل قيادة زوعا وكوادرها وقاعدتها تقول في اليوم الثاني أمتنا الكلدانية. أو أي تسمية يتبناها المؤتمر. كما أنك ستجد أن الحركة ستعقد مؤتمرا في أقرب فرصة وتبدل أسمها بما ينسجم مع التسمية الموحدة التي ستطلق على شعبنا في كل من العراق وإيران وسوريا وتركيا ولبنان وفلسطين.
لذا اخي العزيز لا تطلب من الحركة أن تذهب معك في ما هو خارج عقيدتها الإيمانية بمسألة وحدة شعبنا وأمتنا. فكل منتمي لزوعا في قرار نفسه هو كلداني وأخلص منك لكلدانيته، وسرياني وبابلي وآرامي وآشوري. وإن تبنى التسمية الآشورية جاء نتيجة اسباب ذكرناها لك سابقا ولن نعيدها. ومن اجل ان تحترم من كل مساندي زوعا احترم عقيدتهم وهم لا يحاربوك في ما تذهب إليه ولكن حق التناقض والإختلاف هو من حق الطرفين. وكل طرف من حقه أن يبشر بعقيدته السياسية ويقنع الاخرين للإيمان بها. وكن واثقا أنها ستكون مقالتي الأخيرة في الرد عليك بخصوص هذا الموضوع.