Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

بعد ( صولة الفرسان) وانحسار التطرف .. البصرة استعادت بعضاً من اجوائها السابقة

البصرة/النور /رشيد الفهد/
الخمور والدستور في طرح حسن السنيد .. المتدينون غضوا الطرف عنها والعلمانيون يرحبون بها !
لم تلقَ انتقادات السيد علي السنيد عضو مجلس النواب عن قائمة الائتلاف لظاهرة تداول المشروبات الكحولية التي تجري حاليا في البصرة بشكل معلن واعتبار ذلك امرا غير دستوري ، لم تلق هذه الانتقادات صدى يذكر في اوساط البصريين على مختلف ثقافاتهم.
ويبدو من خلال لقاءات اجرتها (النور) مع بصريين متدينين وغير متدينين ان هاجسهم المشترك هو استمرار الامان ،احدى سمات الاوضاع الحالية في البصرة،الذي جاء في اعقاب صولة الفرسان بكل ما تحملها من مساوىء ومحاسن الى المستوى الذي بدت فيه انتقادات السنيد في صوب وما يدور في اذهان البصريين من احلام واماني في صوب اخر.

العودة الى المربع الاول
ما يدور في اذهان البصريين اليوم هو عدم العودة الى المربع الاول،مربع الاغتيالات والقلق والخوف والشروع في تحقيق خطوات مختلفة لا تتعدى كونها متواضعة كتواضع البصرة،وهذا الامر يكفي لتبيان حقيقة ان ما يفكر به البصريون ليس قضية المشروبات وهي على ما تبدو هاجس السيد السنيد اوفيما اذا كانت دستورية ام لا ،وفي الحقيقة ايضا ان الدستور برمته لا يدور في اذهان البصريين، هذا ما عبر عنه الشاعر البصري عبد الكريم جخيور في لقائه بـ(النور) مضيفا:ان من يسمع انتقادات السنيد يتصور ان الامور في البلاد لم يبق منها غير امر واحد حتى تصبح جميعها دستورية وهي قضية المشروبات الكحولية في البصرة في وقت يشار الى انتهاك اعضاء داخل مجلس النواب نفسه في اوقات مختلفة لفقرات من الدستور.

الحرية من منظور اخر
يعقوب الخفاجي كاتب سياسي اختصر حديثه بالقول: لم تكن المشروبات سببا وراء الاغتيالات في البصرة..ولا سببا وراء تهريب نفط البلاد ولا تعد سببا للفساد المالي والاداري،الذين زرعوا الخراب في البصرة كانوا لا يتعاطونها.
القانونيون لهم اراؤهم ايضا فقد ذكر المحامي( طارق الهادي) ان السنيد انطلق في انتقاداته من الفقرة الدستورية التي تصف الشعب العراقي بالشعب المسلم وهي فقرة مطلقة يمكن ان تحمل في طياتها الكثير من التاويلات والتفسيرات التي لا اول لها ولا اخر ولكن والحديث( للهادي) لماذا لم ينطلق السنيد من الفقرة التي كفلت جميع انواع الحريات.

وجهة نظر دينية
فائق الموسوي رجل الدين من التيار الصدري قال للنور: لا ادري عن الدستور ولكن الامر اليقين ان المشروبات الكحولية محرمة ولا يجوز ان تباع على قارعة الطريق فذلك يعتبر تجاوزا على المسلمين .
اما الحاج سالم معتوك بحار متقاعد عمره77عاما تحدث عن مخاطر التشدد وانعكاس ذلك على مجمل نواحي الحياة وذلك في اطار تعقيبه على انتقادات السنيد قائلا:كان هناك رجل دين يدعى سيد( محمد) يمر من جانب المقهى التي كنا نجلس فيها عند توجهه وعودته من المسجد، كان ذلك في ايام الشباب نلعب الدومينو ونستمع الى الاغاني من المذياع،وحين نراه مقبلا نخفي قطع الدومينو ونقلل صوت المذياع احتراما له لا خوفا منه وحين يبتعد نستانف كل شىء،كان ذلك في زمن يخلو من الميليشيات كان الاسلام فيه اكثر هيبة مما هو عليه الان فيما كانت تعج بالبصرة دور السينما والملاهي الليلية ومحلات بيع المشروبات، احترام الرغبات والحديث للحاج سالم هي الدستور الذي اتفق عليه البصريون دون اي ضجيج.

غض الطرف
وفيما اعتبر العديد من البصريين بيع المشروبات مؤشر على هزيمة المتشددين اعتبر مراقبون خلو صلوات الجمعة في البصرة من اي ادانة لبيعها المعلن بانه بمثابة غض للطرف عنها وسط تاكيد باعة المشروبات ممن التقتهم (النور) على ان افراد الجيش والشرطة لا سيما من جاء الى البصرة من باقي الاماكن للمشاركة بالعمليات الامنية هم الاكثر اقتناءا للمشروبات من البصريين مبررين ذلك بكثرة اعدادهم.
واخيرا ختم احد المواطنين ممن استانف المشروب بعد ظهوره مجددا في البصرة قوله ردا على ما جاء على لسان السيد السنيد واصفا المشروب بالداء والدواء متيمنا بقول الشاعر ابو نؤاس:دع عنك لومي فان اللوم اغراء...
وداوني بالتي كانت هي الداء
قل لمن يدعي بالعلم فلسفة
حفظت شيئا وغابت عنك اشياء
Opinions