بعد عشر سنوات على تأسيسها في أربيل.. جامعة توفر ملاذاً لطلاب نازحين من نينوى
المصدر: جريدة المدى
تناول تقرير لموقع، ناشنال كاثوليك، الاخباري الدور الذي تقوم به جامعة بمنطقة عين كاوة في أربيل بتوفير فرص تعليم واكمال دراسة لطلاب نازحين من نينوى من مسيحيين وايزيديين ومسلمين، وهي جامعة سعى لتأسيسها مطران الكنيسة الكاثوليكية في أربيل بشار وردة في اعقاب غزو داعش لمحافظة نينوى لتوفير فرص تعليم لطلبة نازحين وعدم تفكيرهم بالهجرة.
يقول المطران وردة ان المسيحيين واجهوا تحديات كبيرة خصوصا خلال مرحلة غزو تنظيم داعش لمناطقهم في سهل نينوى مع قتل وتشريد الكثير منهم حيث اضطر قسم كبير منهم على مغارة البلاد على مضض وما بقي منهم الان سوى 250 ألف شخص ، وانه قرر ان يقف امام هذا التحدي ويزرع بذرة أمل للمسيحيين وبقية الطوائف من النازحين من خلال مشروع تأسيس جامعة في منطقة عين كاوة في أربيل.
ويشير التقرير الى انه خلال الفترة ما بين 6 الى 7 آب 2014 نزح ما يقارب من 75 ألف عائلة من محافظة نينوى الى مناطق آمنة ومواقع نزوح في إقليم كردستان وفي عام 2010 تبادر الى ذهن المطران وردة تأسيس جامعة لتكون ملاذا لمواصلة الطلبة تعليمهم وكذلك تعزيز تواجد المسيحيين في بلدهم وعدم تفكيرهم بالهجرة وكانت باكورة تأسيس الجامعة الكاثوليكية في أربيل.
المشروع لاقى ترحيبا ومساندة ودعما ماليا من منظمات خيرية في إيطاليا وكان قد تم الانتهاء من انشائها في العام 2015 ولم تكن مهمة سهلة. وكان المطران يسعى من مشروعه الى توفير فرص مواصلة دراسة بالنسبة للطلاب النازحين وان لا يضيع أملهم.
يقول المطران وردة "اتيت الى الجامعة في العام 2016 حيث كانت تضم 55 طالبا من النازحين في منطقة عين كاوة. كانوا سعداء بأجواء الدراسة وتعويض ما فاتهم من تعليم على يد تنظيم داعش الإرهابي".
ويضيف انه بالنسبة للطلبة المسيحيين فان ثقتهم بمستقبلهم في العراق تعززت أكثر، ولم يعودوا يفكرون بالهجرة وأصبحوا يعبرون عن آرائهم و يسردون قصص ما حل بهم من دمار على يد داعش وكيف انهم يستطيعون تحقيق مستقبل افضل في العراق.
اما الان وفي الذكرى العاشرة لتأسيسها فهي تضم اكثر من 590 طالبا (24% منهم مسلمون و14% ايزيديين) والباقي من المسيحيين وتشكل الطالبات نسبة 59% منهم. هذا الخليط من التباين العرقي يوفر جوا من التعايش بين الطلبة وتبادل الحوارات فيما بينهم والتمتع بأنشطة ثقافية وتعليمية تعزز الامل بمستقبلهم في العراق.
محمد، احد الطلبة المسلمين في الجامعة، يقول "أحببت الجامعة كثيرا لان فيها تنوعا عرقيا ودينيا، وفيها حرية التعبير عن الرأي فضلا عن وسائل التعليم الحديثة".
الماس، طالبة ايزيدية، تقول "الجامعة تضم مجتمعا مختلطا، وخلال تواجدنا فيها ننسى الماضي ونقوم يوما بعد يوم بتعلم أشياء جديدة عن طوائف عرقية أخرى ونتعلم ثقافات من بعضنا البعض".
رولان، طالبة كلدانية، تقول "بحصولي على شهادة جامعية فإنه بامكاني الحصول على فرصة عمل في المستقبل، وأن أساهم بخدمة البلد وتطوير مهارات داخل مجتمعي".
عيدان، من الطائفة الكاكائية، يقول "المحاضرات الجامعية جيدة ونستفيد منها وتشجعنا على الاستمرار بالدراسة. في أجواء الجامعة تعلمنا على التعايش ما بين جميع الاطياف ونساعد بعضنا البعض رغم الفرق في الدين والمعتقد، لقد عانينا كثيرا خلال مرحلة تنظيم داعش الإرهابي".
يقول المطران وردة ان الجامعة الكاثوليكية هي من احد المشاريع المهمة للحفاظ على معدل تواجد المسيحيين في العراق، حيث ان العوائل ستقتنع بان أبناءها بإمكانهم مواصلة التعليم والدراسة وقد يحصلوا او يضمنوا فرص عمل تعزز من وضعهم المعيشي للعيش بكرامة في بلدهم. وكان رئيس وزراء إقليم كردستان، مسرور بارزاني، قد حضر الاحتفال السنوي لتأسيس الجامعة في تشرين الأول 2023 مثنيا على جهودها في تطوير مهارات شباب عراقيين واصفا إياها بانها مكان مقدس.
وكان أقليم كردستان قد استضاف ابان موجات النزوح بسبب غزو داعش للموصل ومناطق سهل نينوى عام 2014 وما بعده عشرات آلاف العوائل تضم آلاف الطلبة من مراحل دراسية مختلفة خسروا فرص دراسية أثرت على مستواهم التعليمي.
• عن ناشنال كاثوليك