Skip to main content
بغداد «عاصمة الزحامات» في العالم Facebook Twitter YouTube Telegram

بغداد «عاصمة الزحامات» في العالم

 لم تمضِ ساعات على وصول عثمان محمد إلى بغداد التي غادرها منذ 15 عاماً قضاها في أوربا حتى وجد لها اسماً جديداً هو "عاصمة الزحامات" بسبب طوابير الزحامات التي مرّ بها للمرة الأولى في حياته أثناء رحلة وصوله من المطار إلى منزل أقربائه.

يقول عثمان لـ "نقاش" خلال وجودي في العديد من الدول لم أشهد مدينة تعيش على وقع الزحامات كما تعيشها بغداد، حتى إن طريقة احتساب أجور سيارات التاكسي مختلفة عن باقي مدن العالم.

المغترب العائد يضيف"بخلاف أجرة التاكسي المعمول بها في العالم فهي في بغداد معرضة للزيادة أثناء الطريق، لأن أجور التاكسي هنا تعتمد على الوقت وليس على المسافة، والسبب يعود إلى الزحامات الشديدة التي أصبحت أحد سمات بغداد الممّيزة.

أسباب الزحامات في بغداد كثيرة لكن أبرزها انتشار شبكة كبيرة من نقاط التفتيش العسكرية تصل إلى نحو 200 سيطرة أمنية تقطع معظم طرق العاصمة وتجعل مهمة التجوال فيها صعبة.

فمنذ عام 2006 ومع بداية العنف الطائفي والتفجيرات التي شهدتها بغداد لجأت الحكومة العراقية إلى خطة أمنية ترتكز على نشر نقاط تفتيش عسكرية عند مداخل المناطق ومخارجها وعلى الشوارع الرئيسية وعند الجسور مهمتها تفتيش السيارات المدنية بطريقة بدائية.

هذه النقاط هي السبب الرئيس في الزحامات الشديدة التي أثارت سخط البغداديين في الآونة الأخيرة بسبب زيادة أعدادها، ما دفع وزارة الداخلية إلى عقد اجتماع لمناقشة الأزمة.

الداخلية كشفت في بيان لها الأثنين الماضي إنها عقدت اجتماعاً مشتركاً بين قادة الأمن الميدانيين وضباط المرور لمناقشة الاختناقات المرورية في نقاط التفتيش في العاصمة بغداد.

الاجتماع خرج بجملة من التوصيات منها "تشكيل لجنة متابعة أمور السيطرات من قبل قادة أمنيين واستبدال الحواجز الكونكريتية الموجودة داخلها بحواجز بلاستيكية متوسطة الحجم، الأمر الذي يعطي مساحة أوسع تسمح بسهولة مرور المركبات بشكل انسيابي".

وأوصى القادة الأمنيين حسب البيان بـ"ضرورة بذل جهد كبير من السيطرات كافة خصوصاً وقت الذروة".

يقول عباس جاسم وهو سائق أجرة لـ "نقاش" إنه يعمل في هذه المهنة منذ عشرين عاماً ولم تشهد شوارع العاصمة اختناقات مرورية بهذا الشكل كما هي اليوم".

ويرمي جاسم بالمسؤولية عن نقاط التفتيش الأمنية المنتشرة في بغداد، ويقول "انها نقاط تأخير لا تفتيش، فبعض منتسبي القوات الأمنية يقفون دون تفتيش لكنهم يغلقون الشارع ويتركون طريقاً ضيقاً لمرور سيارة واحدة فقط".

أما حميد قاسم وهو أيضا سائق أجرة فيقول لـ "نقاش" إن "أجور التاكسي تختلف بحسب الوقت الذي نستغرقه للوصول إلى المكان الذي يريده الزبون، وفي بعض الأحيان تكون المسافة قصيرة لا تزيد أجرتها عن خمسة آلاف دينار أي مايعادل (4 دولارات) وهي تستغرق دقائق معدودة، ولكن بسبب الزحامات يزيد وقت الوصول إلى أكثر من نصف ساعة ولهذا نزيد الأجرة إلى الضعف".

إعطاء المواعيد بالنسبة للبغداديين مهمة صعبة، ونادراً ما تجد شخص يلتزم بالوصول إلى مكان عمله في الوقت المحدد، فيما يضطر بعضهم إلى المغادرة قبل ساعات لضمان وصولهم في الوقت المحدد.

الموظفة في وزارة الثقافة ميساء صباح تقول لـ "نقاش" أنا "اضطر يومياً إلى الخروج في الساعة السادسة والنصف صباحاً كي أتمكن من الوصول إلى مكان عملي في الوقت المخصص للدوام في الساعة الثامنة والنصف، وهذا أمر متعب جداً".

وتضيف "أثناء ذهابي إلى العمل وعودتي إلى المنزل أمرّ بسبعة نقاط تفتيش إضافة إلى إشارات المرور الكثيرة، وبسبب ذلك أفضِّل في أول أيام الدوام في الأسبوع الذهاب الى العمل بسيارة أجرة لا بسيارتي الشخصية لأنه اليوم الأكثر ازدحاماً في الأسبوع".

آثار الزحامات تنعكس على صحة البغداديين ومزاجهم أيضا، فالوقوف في طوابير طويلة لساعات تسبب التوتر وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، بحسب الطبيب سلام الخفاجي.

الخفاجي قال لـ "نقاش" أن "تلك الزحامات تتسبب في أمراض كثيرة والسبب الرئيس هو التلوث البيئي نتيجة المحروقات التي تتطاير من عوادم السيارات".

الزحامات أدت إلى ارتفاع ظاهرة الشد العصبي عند العراقيين، وغالباً ما تحدث شجارات بين سائقي السيارات بسبب تصادم السيارات مع بعضها على خلفية طوابير السيارات التي تنتظر دورها للمرور عبر نقاط التفتيش.

ويعترف لواء المرور نجم جابر بأن نقاط التفتيش الكثيرة وإغلاق بعض الطرق وراء الزحامات المرورية ويقول لـ "نقاش" إن "الزحامات في بغداد مشكلة كبيرة، ولكن لا يمكن التضحية بالأمن وإلغاء نقاط التفتيش".

جابر أشار إلى أن "عدد السيارات في بغداد تقارب مليون ونصف المليون سيارة وهو عدد كبير قياساً بالشوارع التي صممّت لتستوعب نصف هذا العدد لكن الشوارع والجسور اليوم باتت بحاجة إلى توسيع".

وبحسب المتحدث باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد فإن الوزارة توزِع يوميا 15 مليون لترا من البنزين في البلاد، بينها سبعة ملايين في بغداد ويقول بأن "السيارات التي تسير ببطئ على مدى ساعات بسبب الزحامات تستهلك كميات هائلة من الوقود".

فالمليون ونصف المليون سيارة تستهلك وقوداً قيمته حوالي 2,68 مليون دولار يومياً، وفقاً لأسعار البنزين المحلية والبالغة (نصف دولار للتر الواحد) ويحترق 40% من هذه الكمية بلاد فائدة بسبب الاختناقات في عموم بغداد.

عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان النائب مظهر الجنابي يطالب بتقليل نقاط التفتيش وإلغائها، ويعتبرها من دون فائدة، ويقول لـ "نقاش" إن "استمرار التفجيرات دليل على عدم فاعلية نقاط التفتيش، فهي تقوم بتأخير المواطنين لا حمايتهم".


 

Opinions
الأخبار اقرأ المزيد
الكنيسة الكلدانية: نحو ست عائلات مسيحية تترك البلاد يومياً شبكة اخبار نركال/جريدة الصباح الجديد/ نصح وفد الفاتيكان، أمس الأربعاء، نصارى الشرق الاوسط من هجرة بلدانهم، مشدداً في الوقت عينه ضرورة بقائهم للإسهام في ارساء الرئيس العراقي يبحث مع مسؤولة أممية قضية النازحين في البلاد الرئيس العراقي يبحث مع مسؤولة أممية قضية النازحين في البلاد بحث الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم، مع جينين بلاسخارت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، ملفات عدة، من بينها حسم قضية النازحين في البلاد. الكاردينال لويس روفائيل ساكو الكاردينال لويس روفائيل ساكو يبدو أن العراق ليس قضية في خطة القوى السياسية عموماً! وان المواطنين ليسوا موضوع اهتمام ومتابعة. فالعراق مجرد جغرافية، وليس قضية شعب منكوب. أليس هذا ما دفع بالآف العراقيين للتظاهر مطالبين بـ “وطنٍ وكرامة”. انتشال جثة طفل قضى غرقاً بنهر جنوب شرق بغداد انتشال جثة طفل قضى غرقاً بنهر جنوب شرق بغداد أفاد مصدر أمني، اليوم الثلاثاء، بأن طفلاً يبلغ من العمر 5 سنوات قضى غرقاً في نهر جسر ديالى، جنوب شرق بغداد
Side Adv1 Side Adv2