بيان صادر عن مجلس الأقليات العراقية حول تقليص عدد مقاعد الكوتا للاقليات في انتخابات مجالس المحافظات
07/11/2008شبكة اخبار نركال/NNN/
اصدر مجلس الاقليات العراقية بيانا حول تقليص مقاعد الكوتا للاقليات في انتخابات مجالس المحافظات وفيما يلي نص البيان:
نداء وخيبة أمل!
يرى مجلس الأقليات العراقية في القرار المجحف لمجلس النواب العراقي الأخير بتقليص عدد مقاعد الكوتا المقترحة من جانب ممثلية الأمم المتحدة للأقليات في انتخابات مجالس المحافظات، ترسيخاً آخر للنظرة الدونية لهذه المكوّنات الأصيلة واستصغاراً لدورها الطبيعي في أماكن تواجدها وموقفاً مشيناً بحق وطنيتها وكفاءتها واستحقاقها النوعي والعددي.
إننا إذ نضمّ أصواتنا إلى جانب المواقف المشرّفة للنواب ممثلي هذه الأقليات في البرلمان، لا يسعنا إلاّ الوقوف إلى جانبهم في المطالبة بنقض هذا القرار الظالم الذي لا ينطوي على احترام لحجم التمثيل الصحيح المقترح لهذه المكوّنات. إننا إذ ننظر بعين الريبة حول الدوافع السياسية التي حملت البعض للتصويت ضدّ المقترحات المعدَّلة للقانون المذكور، لا يسعنا إلاّ أن نؤكد صحة ما يُرتكب بحقهم من أجل إسكات صوتهم وإذابة حقوقهم المواطنية الكاملة عبر تعذّر مشاركتهم الحقيقية في العملية السياسية عموماً وفي مجالس المحافظات بخاصة بسبب سيطرة قوى فئوية فيها تسعى بكل وسائلها لإقصاء وتهميش هذه الأقليات في كل خطواتها. إن الهواجس الواهية وغير مكتفية الأركان التي تحاول بعض القوى داخل البرلمان ومنها قوى 22 تموز الاستناد إليها في رفضها الأخير لمقترحات الأمم المتحدة المعدّلة لصالح هذه الأقليات لا تعدو كونها عذراً آخر من أجل الاستئثار بالسلطة وثقافة مرفوضة للإقصاء والتهميش والتغييب عن سابق إصرار عبر لعبة سياسية مكشوفة وصفقات متبادلة رغم تباكي بعضها علناً على ما يجري.
إن مجلس الأقليات العراقية إذ يعدُّ هذا القرار الأخير بمثابة خيبة أملٍ أخرى في إمكانية وضع الديمقراطية في مسارها الصحيح حيث إن هذه الأخيرة تعني في ما تعنيه احترام الآخر والقبول به وإتاحة الفرصة المناسبة لمشاركته في العملية السياسية الجارية برمّتها. كما أنه يدعو كافة الأطراف المعنية إلى تعلّم الدرس من نتيجة انتخاب مهاجر قادم من بلد أفريقي فقير لرئاسة أكبر قطب عالمي يسود العالم، أميركا، و إلى اتخاذ انتخابه خير نموذج لتطبيق الديمقراطية الحقيقية. فكيف يسهلُ على ساسة العراق الجدد استبعاد أصحاب الدار الأصلاء وهم من أشدّ الحريصين على وحدة التراب والماء والهواء، واستصغار السكان الأصليين لبلاد ما بين النهرين وهم بناة أكبر الحضارات في العالم وأروعها؟
إننا ندعو الأطراف المعنية مرة أخرى لتصفية نياتها حيال طروحات واستحقاقات جميع الأقليات دون حساسية وبعيداً عن أية تشنجات فئوية أو قومية أو دينية ضيقة خدمةً للوطن وترسيخاً لمبادئ الوحدة الوطنية ومن أجل ازدهار جميع مكوّناته والعودة الآمنة إلى سبل التآخي والتعايش السلمي والتكافل الاجتماعي.
مجلس الأقليات العراقية
مكتب العلاقات والإعلام
بغداد، في 5 تشرين ثاني 2008