بيتروس: الوضع في العراق خطير ولكن غير ميؤوس منه
11/02/2007CNN/
أقر القائد الجديد للقوات الأمريكية في العراق، الجنرال ديفيد بيتروس خلال مراسم تسلمه المهام رسمياً من الجنرال جورج كيسي السبت بخطورة الأوضاع في العراق، إلا أنه قال إن الوضع ليس ميئوساً منه.
ويأتي تغيير القيادات العسكرية في إطار إستراتيجية جديدة للإدارة الأمريكية في العراق تتضمن نشر 21500 جندي إضافي رغم معارضة الديمقراطيين القوية للخطة.
ويتزامن مع تكبد الجيش الأمريكي المزيد من الخسائر البشرية هناك بإعلانه مقتل ثلاثة جنود وإصابة أربعة آخرين بانفجار في محافظة "ديالى" السبت، فضلاً عن مقتل 13 شخصاً وإصابة العشرات في هجمات متفرقة بالعراق.
وسّلم بيتروس، خلال مراسم تقلده المنصب في معسكر فيكتوري ببغداد، بأن "المخاطر عالية والطريق للأمام سيكون محفوفاً بالمشاق إلا أن الوضع ليس ميئوساً منه."
وشدد على ضرورة استمرار التعاون المشترك بين القوات الأمريكية والعراقية للسيطرة على العنف الذي يطحن العراق قائلاً "الحمل ثقيل للغاية على شخص واحد وعلينا مشاطرة عبئه معاً."
ويتزامن تسلم بيتروس المنصب مع الاستعدادات لبدء خطة بغداد الأمنية الجديدة الرامية لاجتثاث المليشيات الطائفية المسلحة التي تقف وراء دوامة العنف الدموي التي تطحن العاصمة.
وعزا مسوؤلون عسكريون أمريكيون جانباً من التأخير في بدء العملية الأمنية إلى خلافات بشأن أي ضواحي العاصمة - السنية أم الشيعية - ستستهل بها العملية العسكرية الهادفة لاجتثاث المليشيات المسلحة للطائفتين.
وستقسم بغداد، خلال العملية الأمنية، إلى تسع مناطق مختلفة ستعمل فيها القوات الأمريكية والعراقية على تمشيط كل منها على حدة من المسلحين الشيعة والسنة.
وأوضحت مصادر عسكرية أمريكية للأسوشيتد برس أن جانباً من التأخير في تطبيق الحملة الأمنية يعود إلى خلافات بين القيادات العسكرية الأمريكية والعراقية بشأن الضواحي التي ستُستهل بها الحملة.
ويطالب العراقيون - تحديداً القائمون على وزارة الداخلية - الجيش الأمريكي بالبدء بالضواحي السنية، مقللين من شأن التهديد الذي تمثله المليشيات الشيعية وعلى رأسها جيش المهدي وفق المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها.
ويتخوف العراقيون من أن تسفر المواجهة العسكرية مع جيش المهدي، الموالية للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر، إلى تراجع الدعم السياسي عن حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، ذات الأغلبية الشيعية وتأجيج نيران العنف.
وأشار مصدر أمريكي قائلاً "أهداف نظرائنا العراقيين تميل نحو استهداف السنة."
ومن الجانب الآخر، أقر جنرال عراقي، رفض الكشف عن هويته، بوجود خلافات بين المخططين الأمريكيين والعراقيين بشأن أفضل سبل تنفيذ العملية الأمنية.
وأشار قائلاً إن زملاءه تولد بينهم إحساس "بعدم ثقة الأمريكيين فينا."
وألقت تلك الخلافات بظلالها على القرار الأخير المتعلق بكيفية تقسيم المدينة إلى تسع مناطق مختلفة وأي تلك المناطق ستتولى القوات العراقية تمشيطها.
واقترحت القيادات العسكرية العراقية نشر نحو 8 آلاف عنصر من القوات المختلطة من الشيعة والأكراد في المناطق الشمالية والجنوبية من بغداد.
هذا وقد قدم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في وقت سابق ضمانات من أن العملية الأمنية لن تستهدف طائفة أو عرق بعينه.
وأشار قائلاً "البعض يقول الخطة ستستهدف الشيعة، وآخرون يقولون إنها تستهدف السنة وأنا أريد أن أقول إنها ستستهدف الجميع، بل جميع من يخرقون القانون."
ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن أهداف الشيعية تنصب في تقوية قبضتهم على بغداد بعد أن أجبرت المليشيات الشيعية العديد من السنة على الفرار من المدينة.
وفي أول اتهام علني مقرون بالأدلة، قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس الجمعة إن الولايات المتحدة تمتلك أدلة قد تثب تورط إيران في العراق وتزويدها المليشيات المسلحة بالأسلحة والعبوات الناسفة العالية التقنية.
ومن المتوقع أن يكشف الجيش الأمريكي، في موجز صحفي الأحد، عن الأدلة التي "تثبت" تورط إيران في تسليح جماعات عراقية وتوفير الدعم لها.