بين الأخذ والعطاء
بين الأخذ والعطاء تكمن معظم مكارمأخلاقنا العربية الاصليه... بين لذة العطاء ورغبت الأخذ تتصارع معظم
الإمراض والرغبات والشهوات ما بين النور والظلام وما بين أريد أو تريد أو
لا. لكن عندما تستحوذ رغبه على أخرى او عندما تنتصر الغرائز على المثل
والأخلاق عنده سيكون الوضع قد بدء يعلن النهاية لنظام كامل وعالم كامل حتى
لو كان في المهد او لو كان يتنفس بواسطة أجهزه الحياة. اذ سيصبح الجميع
على طرفي لعبه الحبل الكل يسحب باتجاه مضاد فتضيع العقلانية والوسطية
والتفاهم ويحل الخراب والإرهاب والقتل العشوائي ويبرز الفساد الإداري
رائدا لدوائر ومفاصل أي دوله وعضوا بارزا في برلمان الحكومه التي تخضع تحت
تاثير هذا الاختيار. الغريب ان من يلعب اللعبه وحده هو المستمتع الذي
يتواجد في مقدمه الحبل تاركا للرعاع اللعب في الاطراف متحملين شدة السقوط
والغريب... اكثر بان الجمهور سيكون عندئذ مشغول بهموم لقمه عيشه وضربات
شمس ازمات حكامه ومحروم من قطرة ماء عذب غير ملوثه ببقايا جثث من يرمون في
انهار بلاده. الأغرب ان الحكام سيمنعون التشجيع والتصفيق فالعاطفة امر
منبوذ بحكم من ارتاى تحريمها وفتح على جوانب الملعب بحكم الاحزاب المسيطره
على اللعبه غرف لتحقيق مع شباب ومراهقين تجراوا وحبوا في ارض اللعبه
المحرمه واردوا ان يعيشوا لحظات مراهقة او تجربه بريئة لأحلام كانت محلله
حتى في زمن اكبر طغاة العصر على الإطلاق... احلام نمت في ارض الذبح والقتل
وماتت في ارض لا تبعد كثيرا عمن يصنع القرار هنا حيث تنتمي هذه الاحرف
وهذا المقال. ارض اختيرت لتكون موضع قدم تجارب قتل... وحرية وحقوق انسان
لم يوقع على مسودتها من حررها لصالح حقوق الإنسان ارض يستباح بها الشرف
الغالي... رجالا ونساء نكست رؤؤسهم ذل وعار ومن في الحكم يبكي على ليلاه
... حتى الشعر مجد بكلماته وقوافيه تاره لمن اختبيء بحفره وتاره لمن سرق
وقتل في وضح النهار سيارات مفخخه واحزمه ناسفه والله اكبر تصدح معلنه قطع
الرقاب. وامال واحلام ملئنا بها الصدر وحملنا بها طير الحمام امانه الى
قباب سامراء وعاد الحمام وقد لوثت جناحه واخضب ريشه بدم مجهول الهويه
وبمباركه الصمت المطلق والخوف الساكن في الاعماق. اه يا بلدي يا وطني
جعلوك حبل وتمتعوا بلعبه جر بين لعبه وانتخاب واحزاب واموال تسرق ونفط
يهرب والكل رابح ماعداك انت وابن العراق وتهاني تزف لمن فاز وقصم بحبله
ظهر العراق.
مها الخطيب humanceneter@yahoo.com