بين ملبورن و(كرد) ستان
يمتاز قانون السير الاسترالي، بامتلاكه اشارات سير قد لا تشاركه بقية دول العالم بها ، لا بل ان قانون السير في مدينة ملبورن يمتاز بخاصية تشذه عن بقية ولايات استراليا، وهو قانون الـ HOOK TURN..او انعطافة السنارة.. وهي بإختصار واضح، انعطافة الى اليمين عن طريق اليسار.. اي اتخاذ الجانب الايسر من الشارع للانعطاف الى اليمين، وتتم المباشرة بذلك اثناء تحول الاشارة من الخضراء الى الحمراء..والصور المرفقة بالمقال توضح القصد..وصلة الموضوع بمقالنا اليوم، هو خبر نقله موقع الرافدين الاخباري العراقي يوم السبت 22.7.2006.، مفاده ان السيد رزكار علي رئيس مجلس إدارة كركوك أعلن "أن وزارة البلديات العراقية قررت تغيير اسم محافظة (التأميم) الى ( كركوك) في الوثائق الرسمية للدولة العراقية، بالإضافة الى تغيير أسماء بعض المناطق الكردية التي تم تعريبها منها ( أم المعارك والقدس والربيع) وإعادة تسميتها بأسمائها القديمة على التوالي ( قرة حسن وسركران وقرة هنجير) وهي نواحي تابعة إداريا الى محافظة كركوك".
http://alrafidayn.com/Story/News/N21_07_17.html
ليس اجمل من ان تعاد الحقوق (المسلوبة) الى (اصحابها)، وهذا ما يتمناه الفرد العراقي من (الحكومات) في العراق، وان كانت مبطئة جدا في سيرها، الا اننا كافراد عراقيين نأمل بأن لا يرضى شعب النهرين العريق، بأن تُسلب حقوق الغير، وان كانت المسالة الان غير ذلك، الا اننا نجد عذرا (غير مبررا) لأباطرة الحكم بالقول ان ما يحدث هو ردة فعل قوية على ما جاءنا به النظام السابق..والمسألة لا تتعدى كونها وقتية، ونحن بإنتظار الفرج (القريب)..
انعطافة السنارة التي ذكرناها انفا، تطبق في عراق اليوم بصيغتين (من وجهة نظرنا على الاقل)..الاولى هي محاولات (بعض) القيادات الكردية في استدراج العراق ووضع مكوناته امام امر واقع لا مفر منه، وهو تحديد حدود ما يسمى بـ (كرد) ستان الجنوبية. وذلك من خلال اتخاذ الخطوات (البطيئة) (السريعة) ، (المزينة) بحقوق و(المبطنة) بأهداف.. يسهل على المطلع على (بعض) السياسات الكردية الحاكمة ان يحل شيفرتها.. فقرار اعادة اسماء المناطق الى اصولها جيد، لكن ان يطبق (بحذر) وعلى (كركوك) فقط، فأن هذا ما يثير التساؤل عندنا.. فلماذا لا يطبق القرار اولا في المدن التي تقع تحت سيطرة الكرد ؟؟
لماذا يطلق على مدينة اربيل (اربائيللو) ذات الاسم التاريخي الذي يعود الى اكثر من 3000 سنة، يطلق الان عليها اسم (هولير) ؟؟؟
ولماذا غُيّرت (نوهدرا) الى دهوك ؟؟ الا تستحق هي الاخرى كونها مدينة (عراقية) ان تستعيد اسمها الاصلي ؟؟ ام اننا امام عملية (تجميل) ستترك الكثير من القبح في نتائجها؟؟؟
ان سير (البعض) في طريق بعيدة عن طريق (الوحدة الوطنية) التي يّزمَّر لها، في هذه الظروف القاهرة للبلد، انما يثير حفيظة الكثير منا، فكيف للـ (مسؤولين) في العراق ان يتحدثوا عن اسماء مدن في مثل هذا الوقت، والعوائل العراقية تشرّد، وتقتل، وترحّل.. الفتيات العراقيات يغتصبن، والرؤوس تقطع..بل ان اسوأ ما نقله احد المواقع، هو عثور الشرطة على رأس امرأة مقطوع ومرمى في الشارع، انفجر بوجه افراد الشرطه حال اقترابهم منه..
رغم كل هذا وذاك الا اننا نتداول في مسألة تسمية المدن..و(اصولها) (المفقودة)..
الصيغة الثانية التي تتشابه فيها تفاصيل، انعطافة السنارة (الملبورنية).. والمتعلقة ضمنيا بالصيغة الاولى.. هي جعل شعبي الكلداني الاشوري السرياني ( جهة اليسار) في الانعطافة، واستخدامه للدوران الى اليمين..
فهضم حقوق الشعب، السياسية اولا، وذلك من خلال اقصاء بعض التنظيمات السياسية في المشاركة في صنع القرار في الجكومة المركزية..وحكومة الاقليم..والادارية ثانيا..من خلال (تكريد) بعض القرى الكلدواشورية الاصول..والديموغرافية ثالثا..والمتمثلة بتهجير المئات من عوائلنا من جنوب العراق ووسطه.. والفردية رابعا..وذلك من خلال المضايقات (البسيطة) التي تفرضها ( بعض) الجماعات، التي تفرض انتماء الشخص (لأحزاب ومذاهب) معينة، للتحنن عليه بـ(مستحقاته) وخيرات (بلاده)..وهو الانسان الاول على تلك الارض..وعن انجازاته يتحدث التاريخ..
كل هذا يحدث اما مرأى ومسمع الـ (مسؤولين) دون ان يحركوا ساكنا..فمسألة الشعوب الاصلية، و (الاقليات) كما يحلو للبعض تسميتنا، وحقوقهم، لا تتعدى كونها مطاليب (وهمية)، و(مضيعة للوقت)..لا تتناسب واهمية اعادة (تسمية) مناطق كركوك..الى (اصولها) (الغير اصلية)..
عجيبة هي متغيرات الزمان.. وغريب هو تقييم الانسان العراقي (لأخيه)..ومثير للشفقة، حال الفرد العراقي البسيط، الذي لا حول له ولا قوة..
مسيرة العراق طويلة..وشعبه العريق يثير العجب..بصبره..وحبه للحياة..والتحديات في طريقه اكثر من نسمات الهواء في فضاءه.. فهل للسادة (المسؤولين) ان يتعلموا اصول القيادة في طريق العراق الجديد ليحل النظام..؟؟
سيزار هوزايا
ملبورن – استراليا
sizarhozaya@hotmail.com