Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تحت شعار العمل معا من اجل خدمة الآخرين

شهدت حاضرة الفاتيكان بين 11 و 13 تشرين الثاني 2014 انعقاد المؤتمر الثالث عن الحوار الكاثوليكي الإسلامي تحت شعار "العمل معا من اجل خدمة الآخرين" الذي اشرف على تنظيمه  المجلس الحبري الخاص بحوار الأديان في الفاتيكان  برئاسة غبطة الكاردينال جان لويس توران حيث ترأس جلسات المؤتمر و الحوارات التي جرت فيه . و قد شاركت السيدة باسكال وردا رئيسة منظمة حمورابي لحقوق الإنسان في المؤتمر و كان لها نشاطات واسعة خلال مداخلاتها إذ نقلت حقائق عن الأوضاع الشديدة الخطورة في العراق بعد غزو داعش وممارساته المتوحشة ضد المسيحيين والآيزيدين و المكونات العراقية الاخرى .و ركزت على إن ما يحصل في بلدها هو إبادة جماعية في كل المقاييس و هو أيضا منهج ظلامي هدفه تكفير الأديان الأخرى فضلا عن مخاطرهم الجسيمة على المسلمين السنة و الشيعة على حد.  و طالبت المشاركين في المؤتمر بان يتضمن البيان الختامي إدانة قوية لجرائم المجاميع الإرهابية

هذا و شهد المؤتمر مداخلات واسعة و مناقشات شارك فيها عدد من الأساتذة والخبراء والمراقبين أوضحوا فيها أوجه النظر القائمة بخصوص العنف باسم الدين ولأجله . و تضمنت المناقشات آراء بشان الحلول المطلوبة من اجل حماية الأجيال الحالية و المقبلة و تحصينها ضد ثقافة العنف و نبذ الآخر و هنا قدمت السيدة وردا وجهة نظر منظمة حمورابي بخصوص عمل تضامني عالمي و روحي من اجل ذلك. و في الاطار نفسه  عرض البروفيسور باولو كاروزا مدير معهد كيلووغ للدراسات الدولية في جامعة نوتردام في الولايات المتحدة الأمريكية  ورقة عمل عن الرؤية الكاثوليكية للتربية مستثمرا تعاليم الكنيسة والاهتمام بالتربية كركيزة أساسية في بناء شخصية الإنسان و طريقا وحيدا و طبيعيا للوصول إلى الحقيقة.

هذا وجرت حوارات مكثفة بين الوفدين المسيحي والإسلامي بشان الموضوع حيث وضح الأستاذ كاروزا بأنه لا يمكن لأحد امتلاك الحقيقة بل الحقيقة هي التي تملكنا... كما قدم الأب داميان هاورد أستاذ في كلية هيثروب جامعة لندن ورقة عمل بعنوان "العمل معا من اجل تحسين حوار الأديان" و تطرق إلى التنوع بين الأديان كما بين الطوائف . فالحوار أساسي بهدف إرساء السلام والتعايش السلمي في الحالتين باحترام البعض للبعض الآخر بالرغم من طبيعة النشر لكل من الدينين المسيحي والإسلامي و لكن يجب أن تكون عن طريق عرض ارثهم الروحي وليس فرضه .

كذلك قدم البروفيسور فنشنسو بونومو مدير الدروس في فقه القانون في جامعة لتران الحبرية في روما -ايطاليا ,ورقة عن مقترح الكنيسة الكاثوليكة في تعاليمها بشان المجتمع و بان الحوار انسب أداة تعايش اجتماعي عادل ومسالم , يبدأ من المستويات في العلاقات بين الأشخاص والعائلات والجمعيات والشعوب والدول وصولا إلى المؤسسات الدولية ليرتقي إلى أعلى المستويات أي العائلة البشرية جمعاء.

و بالنسبة للوفد الإسلامي المشارك في المؤتمر فقد قدم البروفيسور سيد حسين ناصر أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة جورج واشنطن في العاصمة الامريكية واشنطن  ورقة عن "المسؤولية المشتركة نحو خطاب أكثر حيوية في الحوار بين الأديان".

 كما تطرق البروفيسور الدكتور محمد هاشم الكمالي رئيس المعهد الدولي للدراسات الإسلامية المتطورة في ماليزيا ورقة عن الطرق الموجبة على الدينين المسيحي والإسلامي للتعاون في إطار مساعدة الشبيبة نحو تفاهم متبادل

و كذلك قدم السيد عارف علي نايد ورقة حول القيم الروحية الضرورية للإنسان مؤكدا خطورة العولمة واستغلال الشبيبة إلى درجة جعل منهم عبارة عن سلعة مادية فارغة من المجال الروحي، و قد أنهى المؤتمر أعماله بتلخيص نتائجه ضمن أربع نقاط مهمة هي:

1- ملاحظة و استنكار العنف القائم على ممارسات إرهابية قاسية عديدة منها الضغوط  والاضطهاد ضد الشعوب البريئة وتدنيس الأماكن المقدسة والثقافية . ورفض المؤتمر بقوة استخدام الدين لتبرئة تلك الممارسات  أو خلطها بالدين.

2-تربية الشبيبة لضمان وعي للأجيال الآتية باهمية العيش المشترك واحترام الآخر

3-أكد المؤتمرون على ترسيخ ثقافة الحوار عن الأديان لتعميق التفاهم المتبادل بين الأديان هذا عن طريق الضغط على الجهات المسؤولة للقيام بتغيير المناهج الدراسية ...

4-كما ألح المؤتمرون بان مطلوب من الحوار أن يقود إلى العمل في الواقع بين الشبيبة . و المطالبة بتشجيع روح التعاون المتبادل لإيجاد فرص اللقاء والتعاون عبر مشاريع مشتركة لأجل الصالح العام.

هذا و شارك في المؤتمر  عدد من المراقبين والمراقبات من مختلف دول العالم

واختتم المؤتمر بقراءة البيان الختامي وكلمتي شكر من قبل غبطة الكاردينال جان لويس توران رئيس الوفد الكاثوليكي والبروفيسور السيد حسين ناصر. 


Opinions