Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تحركات وقرارات الكيانات العراقية بيد دول اقليمية

2011 / 6 / 27
منذ عام 2003 ولغاية الانتخابات الاخيرة التي جرت في العراق بتاريخ 07 / 03 / 2010 اعتقد الشعب العراقي بغالبيته ونحن كذلك بان الدول العربية والاقليمية هي التي تتدخل وتفرض نفسها على الساحة العراقية خدمتا لمصالحها وامنها القومي المرتبط والمتشابك مع امن العراق ودول المنطقة .
طوال تلك السنوات والاطراف العراقية الرئيسية المشاركة في العملية السياسية وتقسيم الكعكة العراقية قامت بتوجيه اتهامات متبادلة فيما بينها لايهام المواطن العراقي الذي لا هم له سوى ان يعيش حياة حرة وكريمة وامنة في بلده , واشغال مؤيديها ومناصريها بتلك الاوهام والادعاءات وبمعارك اعلامية ثانوية , ووصلت بعض الحالات الى استخدام ميليشياتها وعصاباتها المسلحة في عمليات تصفية الحسابات من قتل واغتيالات باشكال مختلفة من الجرائم كالمفخخات والعبوات اللاصقة وكاتم الصوت والخ والفاعل مجهول.
الكيانات العراقية اوهمت الجميع بان هناك قوى عربية واقليمية تقف مع المكون الاخر المشارك في الحكومة العراقية تقوم بدعمه معنويا وماديا وحتى ايديولوجيا .
الالعاب البهلوانية والخبيثة هذه استمرت لسنوات عدة الى ان انكشفت الحقائق بالبراهين والادلة القاطعة وبالافعال بان تلك الاطراف والكيانات العراقية هي التي دعت وسمحت وقبلت واعطت الضوء الاخضر بتدخلات حكومات و انظمة واجهزة امن ومخابرات دول المنطقة سواء كانت عربية او اقليمية وتحديدا هي
السعودية وايران وتركيا التي تعتبر من اكثر الدول التي تدخلت وتتدخل في الشان العراقي يوميا وباستمرار في كل صغيرة وكبيرة بطلب من ممثلي ورؤساء الكيانات العراقية .
بات الان واضحا بان الطرف والكيان العراقي الذي يسمح بهذا التدخل السافر والمخزي والعار بانه اصبح العوبة ودمية وكقطعة الدومينو والشطرنج بيد انظمة وعناصر اجهزة امن ومخابرات دول فاقدة الشرعية والمصداقية .
ميزانية العراق لعام 2003 كانت 17 مليار دولار , هل يعرف الشعب العراقي بان 17 مليار دولار اختفت في عام 2003 وما بعدها في ايام الحاكم المدني بريمر ومجلسه العنصري والطائفي الذي كان يسمى بمجلس الحكم ? .
وهل يعرف الشعب كله بان اميركا خصصت 50 مليار دولار منذ تلك الفترة ايضا لاعمار العراق وترميم وبناء البنية التحتية هي الاخرى لا يعرف اين صرفت وذهبت وفقدت تلك الاموال ? .
سوف لن ولم يكون لدينا ثقة بالقضاء العراقي الا بعد ان يحقق ويشكل لجان تحقيق مع اميركا وفي داخل العراق لكي يعرف القضاء والشعب العراقي اين ذهبت الاموال ومن سرقها ومن كان السبب في الفساد الحكومي وتقديم الجناة والسارقين الى العدالة امام الشعب العراقي .
البعض من هؤلاء يريدون ويحاولون دائما التغطية على تلك الجرائم وعن ثمانية اعوام حكم غير عادل ومليئ بالاشكاليات ونهب المال العام والتهريب والدمار والفساد وفشل في عملية ادارة الدولة العراقية بسبب تلك الصراعات الشرسة للسيطرة والهيمنة على السلطة ومقدرات الشعب العراقي .
نحن لا يهمنا من يحكمنا سواء كان المالكي وحزبه او الجعفري وافكاره او علاوي وجماعته وهكذا , يهمنا ان يتقدم العراق ويكون حرا وكريما ومتقدما ومتطورا ومنفتحا وان يعيش المواطن بكل كرامة وسلام وامن واستقرار وان تتوفر له الخدمات الضرورية وان يكون راس العراق وشعبه مرفوعا .
ليس لدينا اشكالية مع اي طرف او كيان عراقي يريد ان يصل الى الحكم عن طريق الانتخابات الديمقراطية وان يختاره الشعب العراقي , مشكلتنا هي مع العوامل والاسباب التي ذكرناها واهمها عدم السماح لدول المنطقة والاقليمية بالتدخل في الشان العراقي .

اليوم لا تصدر القرارات من قبل بعض الاطراف العراقية الا بموافقة الاسياد والتوقيع عليها , من العيب ان يشاهد المواطن العراقي والعالم ان في بعض الحالات تقوم تلك الدول ومن اصغر موظف حكومي فيها باستدعاء هذا الطرف او ذاك الى اراضيها لكي يتلقى التعليمات والمشورى والواجبات وكان هذه الاطراف يعملون خدم وعبيد لديهم .
لا ضررا او عيبا ان يتلقى الانسان استشارة ومشورة وراي من جهة مؤهلة وداركة ولديها خبرة في الحياة السياسية والديمقراطية وان تكون محترمة اولا من قبل شعوبها ومعترف بها دوليا .
لكن كل الخزي والعار يلحق بكل من يستشير او يتعاون او يتلقى نصيحة او مشورة من جهات فاقدة الشرعية والمصداقية ولديها انظمة حكم عنصرية وطائفية ودكتاتورية ودينية كايران والسعودية وتركيا , وهل فاقد الشئ سوف يعطيه لغيره ? .
غالبية الكيانات العراقية معروفة بانها قليلة الخبرة والتجربة والممارسة السياسية , لهذه الاسباب والعوامل وغيرها وجدنا ان العراق دخل في تحديات خطيرة بسببها وبصراعات خارجية وتصفية اوراق وحسابات تلك الدول على ارض العراق مع اميركا والغرب الاوربي .
نستطيع القول بان هناك عدة محاور تتقاتل في العراق واهمها هي /
المحور التركي , المحور الايراني , المحور العربي , اضافة الى المحور الداخلي بين الاطراف العراقية التي لا هم لها سوى الهيمنة والسيطرة والوصول الى السلطة باي طريقة كانت حتى على حساب الدم العراقي وكرامته وسمعة العراق .
جميع هذه المحاور تلتقي في نقطة واحدة وهي اضعاف الدور العراقي في المنطقة والعالم وافشال تجربته الوليدة في الديمقراطية والتنمية الاقتصادية والمجتمعية والثقافية والعلمية , وتهدف هذه الاطراف في النهاية الى تحطيم الاخلاق والذات العراقية وزيادة التفرقة الطائفية والمذهبية والدينية والقومية والاسهام في تكسير وتفتيت وحدة العراقيين والصف الوطني وايقاف نهضة العراق وتقدمه .
يجب ان نشير هنا الى دور الاعلام المرتزق والفاشل والفضائيات والابواق والافواه النجسة المشترات التي تعمل ليلا ونهارا وعلى مدار الساعة لانتاج السموم والمضادات ضد الديمقراطية والتقدم والانفتاح وايجاد امصال الكراهية والحقد والاقصاء والخ .
تنافس كبير موجود بين الكتل العراقية للجلوس في احضان تلك الدول والاستقواء بها , ولا نشاهد هذا التنافس حول سيادة العراق والحفاظ على كرامته ووحدته واراضيه ومياهه وموانئه ونفطه وامواله واخيرا وحدة الصف العراقي .
الكل في صراع وتنافس وهجوم واغتنام الفرص , صراع الاستحواذ على كسب الاموال بطرق غير شرعية وقانونية , سباق من اجل تدمير العراق وضياعه والحصول على المكاسب الشخصية وعلى المناصب , التسابق في تقسيم الكعكة العراقية بين قادة ورؤساء واعضاء مجلس النواب فقط , اما المواطن الذي انتخب هؤلاء واوصلهم الى هذا المستوى الذي كانوا يحلمون به قبل 2010 فليذهب الى الجحيم وبئس المصير , ونقول لنا اي لكل من انتخب هؤلاء – لم يبقى على الانتخابات القادمة الا نصف المدة , ولا يمكن ان نسمح ان تلدغ جحورنا مرة اخرى .
اخيرا الخزي والعار واللعنة تلاحق كل طرف او كيان او مواطن عراقي مهما كان اذا سمح لغير العراقيين او لانظمة وحكومات دول واجهزتها الامنية والمخابراتية بان تتدخل في الشان العراقي , لانها اعمال وافعال غير نزيهة وشريفة لا يقوم بها الا الخونة والعملاء وفاقدي الشرعية والكرامة . . .

Opinions