Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تحليل إخباري : الروس يتبعون أثر أقدام الأميركيين في العراق والمنطقة

01/04/2006

جيران:

يزور الدكتور حارث الضاري الامين العام لهيئة علماء المسلمين موسكو بدعوة رسمية. وعلى قائمة الدعوات الروسية لزعماء اسلاميين يناهضون السياسة الاميركية اسماء كثيرة تم اختيارها بعناية، منهم مقتدى الصدر وشخصيات اخرى.

وبعد فوز حماس بادرت روسيا فورا الى دعوة قيادة الحركة حالما اظهرت واشنطن رفضها لها، مما يعطي مؤشرا لتوجه روسي يهدف الى احتضان تيارات اسلامية كانت بعيدة عنها سياسيا وآيديولوجيا، ومعظمها كان يناصبها العداء ايام الحرب الباردة، لكن القراءة الروسية للمستقبل في هذه المنطقة تقول ان هذه التيارات ستحكم او سيكون لها دور مؤثر في مجريات الاحداث. ولا بد لروسيا ان تجد لها دورا من خلال هذه التيارات، وهذا يعني ان السياسة ليس لها ثوابت، ما دام اعداء الامس يصبحون اصدقاء اليوم او بالعكس. قال الدكتور الضاري ان هدف زيارته لموسكو هو اطلاع الروس على حقيقة ما يجري في العراق، ولأن روسيا لها اهميتها في المجتمع الدولي، وهي عضو دائم في مجلس الامن وسترأس مؤتمر الدول الثماني، فإن الزيارة تكتسب اهميتها من جوانب عديدة. واضاف ان زيارته لم تكن ردا على الدعوة التي طلب فيها السيد عبدالعزيز الحكيم من الاميركيين والايرانيين اجراء حوار حول الشأن العراقي، رغم ان الهيئة لها رأيها الواضح والمعروف تجاه هذه الدعوة. ولغاية الآن لا توجد دلائل على ان روسيا تغذي الصراع الطائفي في العراق مثلما تفعل بعض الدول الاخرى، لكن قيام الدب الروسي بتتبع آثار اقدام النمر الاميركي للاستحواذ على ما تعافه وترفضه واشنطن قد يقود روسيا، شاءت ام ابت، الى لعبة دولية طائفية قد لا تؤدي الى التوازن والاتزان الذي تنشده في العراق. حين باشر السفير الروسي عمله في بغداد بعد سقوط نظام صدام بأشهر راح السفير ومساعدوه يبحثون عن كل من هو مختلف مع الاميركيين في العراق، ويعقدون معه اجتماعاتهم الماراثونية. حتى ان السفير والبعثة الدبلوماسية الروسية جالوا في العراق من شماله الى جنوبه، والتقوا بكل التيارات الدينية المناهضة للاحتلال. وقد تكون مصادفة عدم تعرض اي دبلوماسي روسي الى اختطاف او اذى في اجواء العراق التي طالت بالارهاب دبلوماسيين كثيرين.

لهذا يمكن القول ان موسكو - عكس ما يقول الدكتور الضاري - تعرف تماما حقيقة ما يجري في العراق، وسبق لسفيرها ان التقى بهيئة علماء المسلمين وبالتيار الصدري والتيار الخالصي، ولا نجزم بلقاءاته ايضا بالبعثيين الذين يقودون حرب المدن وغيرهم من التيارات التي تناهض احتلال العراق. وبالطبع لا يمكن التشكيك مسبقا بالدور الروسي في العراق وطريقة اللعب الذي تلعبه موسكو هناك، لكن يمكن القول ان الشعب العراقي لا يمكنه تحمل او قبول اي دور لدولة كبرى يقوم على حسابات الحرب الباردة. فلدى الشعب العراقي ما يكفيه من المحن والمصائب ومن اياد اقليمية خبيثة تؤجج الصراع الطائفي، وتجعل العراق ساحة لتصفية حسابات اقليمية ودولية. لكن المؤمل دائما من الاصدقاء الروس ان يلعبوا دورا يشد من لحمة الشعب العراقي، ويساعده على تجاوز المحاصصات الطائفية وارتباطاتها الخارجية التي تجعل من الوحدة الوطنية املا وطنيا صعب المنال. Opinions