Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تذكار الشهيدة مسكنته " شيرين " وولديها

الشهيدة مسكنته وولديها: تنتمي إلى عشيرة زادوق. وخلال الاضطهاد الذي أثاره الحاكم طهمزكرد على مسيحيي كرخ سلوخ " كركوك "، كانت تخبز الخبز في بيتها، فبلغها خبر استشهاد الكم الهائل من المؤمنين. فتركت الخبز والعجين في المعجن، وأخذت ولديه واحداً على كتفها والأخر بيدها. وهرعت مسرعة إلى بيت تيتا حيث قتل الشهداء، واستطاعت أن تدخل المعسكر لتلتقي الحاكم طهمزكرد في أسفل " حورا ". فأمسكت بلجام حصانه واستحلفته باللغة الفارسية بألا يحرمها من تلك الطريق التي سلكها الشهداء. فتوقف الحاكم وقد تولته الدهشة من هذا الطلب، وحاول أن يثنيها عن عزمها، ولكن دون جدوى.

فأمر أن يقطع رأسها ورأس ابنها الأكبر. أما الولد الصغير فارتمى فوق جثتي أمه وأخيه وصار يبكي، ويأخذ من دمهما ويمسح به عينيه وجسمه. وكلما حاول الحاكم والوثنيون أن ينتزعوه ويقنعوه بالهدايا والكلمات الطيبة، كان يفلت منهم ويركض إلى جثتي أمه وأخيه ويرتمي فوقهما ويقبلهما باكياً. إذ ذاك أجهز هؤلاء القساة عليه وضربوا عنقه أيضاً، فلحق هو أيضاً بموكب الشهداء.[1]

إن شيرين الشهيدة تلقب في قصة استشهادها بالمرأة المسكينة، لذلك كُنية بمسكنته نظراً لبساطتها وفقرها. وهناك شهيدة أخرى باسم مسكنته، والتي عاشت في زمن دخول كنيسة المشرق النسطرة. ولها ذكر في الحوذرة القديمة " مدار السنة الطقسية "، في الجلسة الثانية من صلوات تذكار تهنئة العذراء مريم.[2]

وفي مخطوط كزا دذوخراني " كنز التذكارات " والمحفوظ في مطرانية الموصل طقس للشهيدة مسكنته يتحدث عنها وهي واقفة وسط قوم أشرار من الوثنيين، تشجع ابنيها على الشهادة، لا يخيفها سيف ولا نار ولا غضب المضطهدين. بل تستبسل مقدمة جسدها عرضة لأقسى العذابات من أجل المسيح يسوع الذي احتمل الآلام والموت عوضاً عن البشر. ونفهم من التراتيل والقصائد التي في طقسيتها بأن استشهادها كان عقب استشهاد ولديها. وهو يخالف بعض الشيء ما ورد في خبر استشهادها في أعمال شهداء كركوك. ونحو القرن العاشر شيد في الموصل كاتدرائية فخيمة على اسم الشهيدة مسكنته وولديها، وفي أوائل القرن التاسع عشر أضحت الكاتدرائية البطريركية لكرسي بابل على الكلدان، واستمرت حتى سنة 1960 حيث نقل الكرسي البطريركي إلى بغداد. وتضم الكاتدرائية أضرحة العديد من البطاركة والمطارنة والكهنة.[3]

وقد تجدد ورمم بناء الكاتدرائية عدة مرات. وفي عهد البطريرك يوسف السادس أودو جدد بناؤها وذلك سنة 1850. ويقال أنه حينئذ نقل جثمان الشهيدة إلى مصلى صغير ملاصق للهيكل الرئيسي، ويعرف الآن بـ " بيت القبر ". ويقصده كثيرون من الملل والأديان المختلفة للتبرك والاستشفاع.[4]

ويحتفل بتذكار الشهيدة مسكنته وولديها في 25 أيلول.





--------------------------------------------------------------------------------


1_ شهداء المشرق الأب ألبير أبونا ج 1 ص 271.

2_ ذخيرة الأذهان الأب بطرس نصري ج 1 ص 105 _ 106.

3_ كنائس الموصل الأب الدكتور يوسف حبي ص 24.

4_ مجلة النجم سنة 1929 العدد 5 مقال الأب ( المطران ) سليمان صائغ ص 214.




Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
وليم وردا: الحركة الديمقراطية الاشورية تراجعت عن العديد من طروحاتها ومسؤوليتي انتهت من ادارة فضائية اشور. سامية توما/ نركال كيت/
اعلن الاعلامي العراقي السيد وليم وردا بانتهاء مسؤوليته من ادارة فضائية اشور وجاء ذلك في تصريح ادلى به لموقع نركال كيت
د. احمد العلواني : لماذا تطالب بعض الكتل بهيئة لرئاسة مجلس النواب ولا تطالب بهيئة لرئاسة الجمهورية شبكة اخبار نركال/NNN/ طالب د.احمد العلواني عضو مجلس النواب عن قائمة تجديد إحدى المكونات الرئيسة لكتلة التاريخ يتكلم الحلقة 39 العبور الى سوريا التاريخ يتكلم الحلقة 39 العبور الى سوريا استقلينا سيارة الى مدينة حدودية متاخمة لسوريا, ومن هناك انحدرنا الى احد الشوارع وبحوزتنا قليل من الطعام والماء بانتظار شخص يأتي الينا ليساعدنا في العبور في وقت متفق عليه وهو منتصف تلك الليلة. كان برفقتنا دليل كردي, تركي الجنسية, قادنا الى مزرعة للحنطة, ك المالكي: المصالحة باب واسع لكل من يريد المشاركة في بناء الوطن من كوثر عبد الامير وسانتا ميخائيل بغداد-(أصوات العراق) قال رئيس الحكومة العراقية نورى المالكي اليوم السبت فى إفتتاح مؤتمر العشائر العراقية للمصالحة الوطنية إن المصالحة هي باب مفتوح لكل من يريد بناء الوطن وفرصة للإحتكام الى العقل والمنطق.
Side Adv2 Side Adv1