تذكار مار أوجين
مار أوجين: أصله من جزيرة قليزما[1] في حدود بلاد مصر. وكانت مهنته الغطس في البحر وإخراج اللآلى، وكان يوزعها على الأديرة والمساكين. واستمر على ذلك مدة خمس وعشرين سنة. ثم اختصه الله بموهبة صنع العجائب، وطرد الأمواج من السفن، والسير على البحر. وبنى أوجين ديراً في أرضه.ولما شاع خبر معجزاته نصب رئيساً مكانه ورحل إلى دير مار فاخوميس[2]. وأقام فيه بصفة مبتدئ. ثم انطلق إلى أرض مصر، وخرج إليه الآباء النساك فوعظهم. ثم اصطحب معه سبعين ناسكاً، وقصد وإياهم أرض المشرق. فوصلوا مدينة نصيبين وسكنوا خفية جنوبيها على نهر ماشاخ[3]، ومكثوا هناك سبعة أيام منقطعين للعبادة. واتفق أن اجتاز بذلك المكان إنسان فيه روح نجس، فرآه أوجين وتحنن عليه، فأنتهر الشيطان وأمره باسم يسوع أن يخرج منه، فشفي الرجل من ساعته. وعندما عاد إلى المدينة أخبر أهلها بما جرى، فخرج أهل المدينة إلى مكان وجودهم، وطلبوا منه أن يدخل مدينتهم ليشفي مرضاهم، لكنه اعتذر منهم.
وفي تلك الليلة صعد هو وتلاميذه إلى جبل إيزلا شرقي المدينة، ووصلوا إلى مغارة بالقرب من قرية معرى واتخذوها مسكناً لهم، واستمروا هناك مدة ثلاثين سنة مواظبين على الزهد والتقشف. واجتمع إليه أخوة كثيرون حتى بلغ عددهم ثلاثمائة وخمسين راهباً يتنافسون في الأعمال الصالحة. بعد ذلك ظهر ملاك الرب لمار أوجين وقال له: " قد سُمعت طلبتك وقُبلت عبادتك. قم أنذر أنت وأخوتك بالإنجيل، غير خائفين من الذين يقتلون الجسد، ولا قدرة لهم أن يقتلوا النفس ". فنزل مار أوجين والأخوة من الجبل، وجعلوا يكرزون ببشارة الملكوت ويتلمذون في القرى. وذهب بعضهم واشتروا ثلاثمائة جرة، وكانوا كل يوم يملؤها ماء ويذهبون إلى الطرق ليسقوا عابري الطريق العطشى. وكان الله يصنع على أيديهم معجزات كثيرة.
وعندما توفي مطران نصيبين وقع الخلاف بين أهل المدينة والاكليروس على من يقيمون مكانه، فأتوا عند مار أوجين ليستشيروه بالأمر. وكان قبل ثلاثة أيام قد جاء إليه مار يعقوب النصيبيني، فقال له مار أوجين: " اليوم أقابلك كغريب، وبعد قليل كمطران وراعي لبيعة الله ". وأشار إلى أعيان المدينة واكليروسها أن يذهبوا إلى رئيس أساقفة آمد، فهو يدلكم على الرجل المزمع أن يكون راعيكم. فامتثلوا لأمره ومضوا إلى آمد وقابلوا مطرانها. فأشار إليهم بإلهام إلهي أن يكون يعقوب الذي ذاع صيت فضائله مطراناً على مدينتهم، ففرحوا وابتهجوا وهم يسبحون الرب الذي أعطاهم راعياً قديساً.
وكان رجل مخلع ملقى في رواق كنيسة نصيبين منذ خمس عشرة سنة. وإذ كان مار يعقوب ومار أوجين نازلين إلى الكنيسة لتقديم الذبيحة الإلهية، فجثا وصليا طالبين إلى الله أن يبرئه. فمسك مار يعقوب بيده اليسرى، ومار أوجين بيده اليمنى، ورسم عليه إشارة الصليب قائلين: " باسم ربنا يسوع المسيح قم أمشي ". وللحال قام ومشى وقلبه يتدفق سروراً، ولسانه يسبح الله ويمجده. وكان في المدينة أحد المرقيونيين[4] اسمه قردون يبغض المسيحيين بغضاً شديداً، وكان أخوه حاكماً للمدينة وهو أيضاً من مذهب المرقيونيين. وكان لقردون ابن وحيد يابس الرجلين. وما أن سمع خبر شفاء المخلع، دعاه ليطلع منه على حقيقة الأمر، فقص عليه ما جرى معه. لكن الحضور شكوا في روايته، وقالوا أن المسيحيين علموه أن يكذب بأنه كان مخلعاً فشفي. فالتفت المخلع إلى قردون وقال له: " الحق أقول لك يا سيدي ولا أكذب إني كنت مخلعاً، ومنذ خمسة عشرة سنة كنت ملقى في رواق الكنيسة، وأغلب أهل المدينة رأوني في تلك الحالة المرثى لها. وبقوة ربنا يسوع أبرأني مار يعقوب ومار أوجين. وأنت أيضاً إذا آمنت بالمسيح شفي ابنك لا محالة ". فلما سمع قردون هذا الكلام شدد عزيمته على لقاء مار يعقوب ومار أوجين. فقام من ساعته وذهب إلى الكنيسة، وصحبه جميع آل داره وعبيده. وفي تلك الأثناء كان حاكم المدينة وأعيانها هناك. فدخل ووقف بين أيديهما وسجد لهما، ثم قبل أياديهما وأرجلهما وقال: " أنا واقع في حيرة شديدة، عليَّ أن أبحث عن الديانة الحقيقية. فإن شفى هذان الرجلان ابني من مرضه، فلا بد من أن تكون ديانتهما حقيقية، وزال عني كل شك، وأنا لدينكما من التابعين ". فقال له مار أوجين: " إننا نؤمن بيسوع المسيح الذي أعطى السلطان لتلاميذه أن يضعوا المعجزات، فكل ما نطلبه بالصلاة منه نناله ". ثم ألتفت إلى المرقيونيين وقال له: " يا أنبياء البعل إن كان لكم إيمان فادعوا باسم إلهكم وأبرئوا هذا الصبي ". فقال المرقونيون: " لا نحن ولا أنتم قادرون على إبرائه ". فالتفت مار أوجين إلى قردون وقال له: " أتؤمن أن ابنك حالما يعتمذ ينال الشفاء نفساً وجسداً ". فقال قردون: " إني مستعد مع جميع آل بيتي لاقتبال نعمة المعمودية. فأريد أن تعمذوا ابني ". فقام مار أوجين وعمذ ابنه وكان في السابعة من عمره، ولما أخرجه من الماء هتف يسبح الله لأن الصبي شفي تماماً. فأنطلق إلى والده ماشياً. أما المرقيونيين فما أن رأوا الصبي يمشي ولّوا هاربين من المدينة خوفاً أن يرجمهم الشعب. وكان بين الحضور رجل يهودي يدعى شموئيل بن حنان، فلما رأى هذه الأعجوبة، أخذ يسبح الله ويطوف في المدينة وهو يقول: " إن يسوع الذي صلبه آباؤنا هو المسيح ابن الله. ويلكم يا يهود بمن كفرتم ". وأسرع إلى داره وكان له بنت قد تسلط عليها الروح النجس منذ ثماني سنين. فانطلق بها إلى أوجين وقال له: " حتى اليوم كنت أقاوم المسيح والمسيحيين، وأما الآن فقد أنار الله عقلي، فآمنت أن المسيح هو ابن الله. فله اسجد وإياه أعبد جميع أيام حياتي. فأطلب إليك يا سيدي أن تترحم على هذه الصبية فتبرئها ". فصلى عليها مار أوجين وشفاها شفاءً تاماً. وفي الغد اعتمد قردون وشموئيل وجمع غفير من اليهود والوثنيين، وكانوا نحو ألف ومائتي نفس. وقد شفى مار أوجين جماً كثيراً من المرضى، مما حذا بحاكم المدينة أن كتب إلى قسطنطين الملك، يعلمه بما كان عليه أوجين من القداسة وصنع المعجزات. فأجابه قسطنطين: " أنه يوجد اليوم في العالم ثلاثة أنوار، أعني أنطونيوس في مصر، وهيلاريون[5] في شاطئ غزة[6]، ومار أوجين الذي أتى وسكن في ناحيتكم، ونحن نطلب صلوات ".
وكان لمار أوجين عادة في أيام الآحاد من بعد صلاة الصبح أن يرشد الرهبان، فأطنب في الكلام، وإذا به اختطف من بعد صلاة الصبح عقله مدة ساعة. ولما استفاق اغرورقت عيناه بالدموع. فسأله الأخوة عن سبب كآبته فقال لهم: " إن العدو مزمع أن يهيج اضطهاد على الكنيسة، لكن الله يأخذ بنا صدها مثلما وعدها. فيقتل ذلك التنين الناطق مع كل ما له من الأولاد ". وبعد زمان قليل ظهر أريوس الهرطوقي وجرى ما جرى. حيث جمع الملك قسطنطين الأساقفة في نيقية، وقضي على أريوس ومات كما تنبأ عنه مار أوجين.
وكان يعقوب قد بنى على قمة جبل جودي شرقي جزيرة بازبدي ديراً كبيراً هو دير قيبوثا " الفلك "، وذلك بمساعدة مار أوجين الذي وضع فيه رهباناً. ولما فرغ من بنائه طلب من مار أوجين أن يحضر هو وتلاميذه لتكريس الدير، فلبى طلبه وذهب معه مصحوباً بكثير من تلاميذه. ولما وصلوا نهر دجلة[7] أخذ مار أوجين هو وتلاميذه يصلون صلاة نصف النهار، وإذا بصبي قائم على ساحل النهر يبكي. فسأله مار أوجين لماذا يبكي. فقال له الصبي: " إني يتيم من أبي، وأمي عجوز ولي أخ أكبر مني. واليوم خرجنا معاً لنقطع لنا خشباً لبنيان البيت، فخرج علينا أسد فهجم على أخي وهرب به ". فمضى مار أوجين في أثر الأسد، وعندما وصل إليه رآه رابضاً على فريسته، وما أن نظر إلى مار أوجين حتى ولى هارباً. ولما عاين الصبي جثة أخيه أكب عليها وغمرها بدموع سخية. فانحنى مار أوجين على الجثة وصلى، ففتح الشاب عينيه، وأخذ يرسم إشارة الصليب على جروحه. وكان الشاب يبكي، فقال له مار أوجين: " لا تخف يا ابني بل سبح الله الذي رد لك الحياة ". وكان أهل قرية الشاب قد سمعوا بما جرى، فبادروا إلى مكان الحادث وبأيديهم سيوف وعصي. فرأوا الشاب جالساً بين مار أوجين ورهبانه، وبعد أن علموا بما جرى، طلبوا من مار أوجين أن يدخل قريتهم فيرشدهم ويعمذهم. فأجاب إلى سؤالهم وبقي عنهم ثلاثة أيام فاعتمذوا قاطبة. ثم عبر مار أوجين دجلة ليذهب إلى الدير الذي بناه مار يعقوب، وخرج الكثير من أهل القرية لاستقباله. وكان الشاب الذي أحياه معه، فطلب منه مار أوجين أن يرجع فيعتني بأمه وأخيه. فألتمس أهل القرية منه أن يأخذه معه لكي يخدم الله ويصلي من أجلهم، فقبل طلبهم. وبعد التكريس أخذ مار أوجين يجول مع تلاميذه في القرى المجاورة يبشر ويعمد، وابتنى كنائس كثيرة، وصنع معجزات وفيرة.
ثم رجع إلى ديره، وعند وصوله إلى دجلة بإزاء جزيرة بازبدي، لم يجد سفينة يعبر بها النهر. فرسم على وجهه إشارة الصليب، وقال للشاب الذي أحياه: " اتبعني يا ابني ولا تخف ". قال هذا وأخذ يمشي على النهر، ولما بلغ وسط النهر ألتفت إلى الوراء، فرأى عشرة من تلاميذه يتبعونه، وأما الباقون فكانوا باقين عند ساحل دجلة. فشجعهم وقال لهم: " اتبعوني أنتم أيضاً وامشوا على النهر باسم ربنا يسوع المسيح ". ثم دخلوا المدينة وذهبوا عند أسقفها هليودورس ليتباركوا منه. وتنبأ مار أوجين بأن الفرس سوف يشنون غارة على بلاد بازبدي، ويسبون من أهاليها جماً وافراً، وكثيرون منهم ينالون إكليل الشهادة على جبال ماداي. وتمت نبؤته إذ قدم شابور الملك وفتح الجزيرة، وسبا منها عشرة آلاف نفس مع الأسقف، واستشهد كثير منهم على جبل ماداي، والضعفاء منهم ارتدوا عن المسيحية. ولما مات الملك قسطنطين سنة 337، شن شابور غارة على بلاد الروم، وعبر نهر دجلة ليدخل نصيبين. فأرسل مار يعقوب وأعيان المدينة إلى مار أوجين يقولون: " هلم أنت وجميع الأخوة إلى المدينة صيانة لحياتكم من حملات العدو ".
فقال لهم مار أوجين: " إن شابور يشد الحصار على مدينتكم، ولا يقدر أن يستولي عليها. لكنكم تسلمونها له بعدئذ دون أي مقاومة. مع هذا تضرعوا إلى الله أن تنجوا من أنياب هذا الأسد. وأما نحن فالله معنا وينقذنا من يده ".
ولما شد شابور الحصار على نصيبين، خرج عسكره إلى القرى في طلب الرزق. فصعد خمسمائة منهم إلى دير مار أوجين. وما أن وصلوا أخبر التلاميذ مار أوجين بقدومهم، فنظر إليهم ورسم عليهم إشارة الصليب، وللحال تغشاهم ظلام كثيف فاضطربوا. وبعد فترة ظهر نور في الجهة الغربية، فبادروا إلى الهرب وهم يرتعدون. ولما وصلوا إلى المعسكر أطلعوا الملك بما جرى لهم. فاستشاط غضباً وقال: " إياكم أن تصعدوا منذ الآن إلى هذا الدير، بل بعد فتح المدينة تأتون بهم هنا فنميتهم موتاً شنيعاً ". لكن الله أحبط مساعيه فرجع إلى بلاده، مكتسياً ثوب العار بعد أن عجز عن فتح نصيبين.
وفي سنة 360 استولى يليانس[8] على سرير الملك، وكان منافقاً فكفر بالديانة المسيحية ونبذها. فنفى الأساقفة والكهنة، وهدم الكنائس، وبذل كل جهده في عودة المسيحيين إلى الوثنية. لكن يوبنياس الذي كان محباً للمسيحية أقنع يليانس بأن من الواجب أن نغلب الفرس أولاً، ثم نصنع ما تشاء، فإنقاذ يليانس لقوله وحمل على الفرس. ولما وصل نصيبين انهزم الأسقف مع اكليروسه من المدينة. وصعد يوبنياس إلى صومعة مار أوجين وحثه أن يختفي خوفاً أن يقع بيد الملك المضطهد فينكل به، لغضبه الشديد منه بسبب أنه كان يتلمذ جماً وافراً من الوثنيين. فقال له مار أوجين: " حسبنا قوة ربنا يسوع المسيح، فهي تحفظنا وإياك من كل سوء ". وقد تنبأ بموت يليانس، وصحت نبؤته إذ قتل سنة 363 وهو يقاتل الفرس. ثم دعا مار أوجين تلاميذه وقال لهم: " استبشروا وافرحوا يا أولادي وسبحوا الرب وباركوه، فإن الملك المنافق قد باد قتيلاً، واليوم الكنيسة استراحت من شره ". وبعد مقتل يليانس بايع جيوش الرومان يونبياس بالملك، فعقد الصلح مع شابور وأعطاه مدينة نصيبين، فدخل شابور المدينة. ثم أرسل من عظمائه المسيحيين الذين كانوا في معسكره من الأهواز وباجرمي يطلبون حضور مار أوجين لمقابلة شابور. فلبى طلبهم وتوجه إلى نصيبين، فرحب به الملك وأكرمه جداً. ثم سأله عن ديره وأحواله وتعاليمه، فنشأت مجادلة بينه وبين المجوس، فلم يستطيعوا قهره. ثم قال للملك: " أمر أيها الملك الجليل أن تضرم نار شديدة، فيدخل فيها كل من الفريقين، ومن لا يحترق فعنده دين الحق ". فأمر الملك فأوقدوا ناراً شديدة. فلم يتجاسر المجوس أن يقتربوا منها. فأمر مار أوجين أحد تلاميذه ويدعى يونان الناسك للدخول في النار. فدخلها ومكث فيها ثم خرج منها سالماً. ولما شاهد شابور هذه الأعجوبة فرح كثيراً. وكان له ابن فيه روح نجس، فأمرا أن يأتوا به، فأبرأه مار أوجين وطرد منه الشيطان. فشهد شابور بأن إله المسيحيين عظيم جليل، فعزم أن يبطل الاضطهاد على المسيحيين في مملكته. وقال لمار أوجين: " اسأل ما تريد وأنا سأعطيك ". فأجابه مار أوجين: " إننا لا نطلب ذهباً ولا فضة ولا سائر المواهب. فحاجتي يا سيدي الملك أن تأذن بالحرية في مملكتك، وتعطينا أماكن لنبني فيها أديرة ومأوى للغرباء والمحتاجين.وتسمح لنا بالذهاب حتى بلاد الأهواز وبيت لاباط، فنبني هناك أديرة متصرفين كما نشاء بمقتضيات ديانتنا ". فأذن له شابور بذلك. ثم صعدوا إلى ديرهم وقلوبهم ممتلئة حبوراً.
وبعد أيام أرسل مار أوجين تلاميذه إلى مواضع مختلفة، فاجتمعوا وكل منهم ماسك بيده صليب، وصلوا ثم دنوا من أبيهم الجليل وتباركوا منه، ثم تفرقوا إلى النواحي والأقطار، وشيدوا أديرة وكنائس كثيرة. ولما علم مار أوجين أن ساعته قد دنت، دعا تلاميذه وأمرهم بإقامة الذبيحة الإلهية، فتناول جسد ودم ربنا يسوع المسيح. ثم باركهم وأسلم الروح وانتقل إلى حضن ربه. وللحال فاح منه رائحة ذكية، ودفن في مغارة تحت المذبح الذي بناه هو. وكانت وفاته في 21 نيسان سنة 363.[9]
وتحتفل كنيسة المشرق بتذكار مار أوجين في الجمعة الأولى من سابوع تقديس البيعة.
--------------------------------------------------------------------------------
1_ قليزما: مدينة بالقرب من السويس. وهي مرفأ مصري قديم يرقى عهده إلى الفراعنة، ويقع في شمال البحر الأحمر. وقد أطلق العرب سابقاً على البحر الأحمر اسم القلزم نسبة إلى هذه المدينة. المنجد في الأعلام ص 555.
2_ فاخوميس ( نحو 346 ): أو باخوميوس مؤسس الحياة النسكية المشتركة. أسس عدة أديار في مصر العليا ووضع لها القوانين الرهبانية الأولى. المنجد في الأعلام ص 107.
3_ ماشاخ: هو النهر الذي يخترق نصيبين من الشمال إلى الجنوب. ينبع النهر من نبعين يقعان في وادي بونصرا " نبوخذنصر " خلف جبل إيزلا المجاور لنصيبين. والنبع الأول يدعى النبع الأبيض، والثاني النبع الأسود. وقد أطلق الرومان على النهر اسم " هرماس ". أما المصادر الأرمنية فتدعوه " جغجغوت " ويعني " البحيرة البطيئة المياه ". واليوم يعرف باسم " جغجغ ".
4_ المرقيونيين: نسبة إلى مرقيون، الذي ولد في إقليم البنطس وقدم إلى رومة حوالي سنة 140. حرم بسبب تعاليمه التي تظهر فيها الثنائية. وفي مؤلفه الرئيسي " النقائض " أن يبرهن أن بين العهد القديم والعهد الجديد تعارضاً. وقد فقد هذا المؤلَّف. وقد أصبج رئيس كنيسة هرطوقية منظمة تنظيماً محكماً، انتشرت انتشاراً سريعاً. وبقي له جماعات في سورية حتى القرن الخامس. معجم الإيمان المسيحي الأب صبحي حموي اليسوعي ص 452.
5_ هيلاريون: أو إيلاريون وتعني " بهيج ". ولد سنة 292 في بلدة طاباتا قرب غزة. درس في مدرسة الإسكندرية. تتلمذ لأنطونيوس الكبير ثم عاد إلى فلسطين وعاش في القفر 22 سنة. وعلى يده بدأت الحياة الرهبانية في فلسطين، فتكاثر عدد الرهبان تحت رئاسته فبنى لهم الأديار. ثم ترك فلسطين مع أحد تلاميذه وسافر إلى صقلية وعاش هناك في غابة. ثم سافر إلى قبرص وعاش هناك 5 سنوات حتى توفي وهو في الثمانين من العمر. فدفنه أهل الجزيرة عندهم. وبعد عشرة أشهر حمل تلميذه ايزيكوس جسده إلى فلسطين ووضع في ديره القديم. السنكسار المشتمل على سير القديسين المطران ميخائيل عساف ج 2 ص 149 _ 153.
6_ غزة: مدينة في جنوبي فلسطين على ساحل البحر المتوسط. كانت قديماً مقر عبادة الإلهة جون التي دمر شمشون معبدها. احتلها سرجون الثاني سنة 702 ق . م. والإسكندر الثاني المقدوني سنة 332 ق . م. والسلوقيون والرومان واليهود ثم العرب سنة 634. المنجد في الأعلام ص 506.
7_ دجلة: ويدعى بالكلدانية " دقلة ". ينبع في تركيا شرقي جبال طوروس. يخترق الأراضي التركية من الشمال إلى الجنوب ليمر بالأراضي السورية شرقاً، ثم يجري في العراق ماراً في الموصل وبغداد. تمتزج مياهه بمياه الفرات في شط العرب. من روافده: الزاب الكبير والزاب الصغير وديالي والخازر والعظيم. المنجد في الأعلام ص 283.
8_ يليانس ( 331 _ 363 ): ويعرف بالجاحد. ولد في القسطنطينية، وه ابن أخت قسطنطين الكبير. نودي به إمبراطوراً سنة 361. جحد الإيمان المسيحي وشجع الوثنية فلقبه المسيحيون بالجاحد. قتل في معركة مع الفرس. المنجد في الأعلام ص 757.
9_ سيرة أشهر شهداء المشرق القديسين المطران أدي شير ج 2 ص 11 _ 33.