Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تذكار مار إسطيفانوس بكر الشهداء ورئيس الشمامسة

القراءات الطقسية:القراءة الأولى: أعمال الرسل 6 / 8 _ 15 وكان إسطفانس وقد امتلأ من . . . + أعمال الرسل 7 / 51 _ 60 يا صلاب الرقاب ويا غلف . . . + أعمال الرسل 8 / 1 _ 2 وكان شاؤل موافقاً على قتله . . .

القراءة الثانية: 2 قورنتس 3 / 18 ونحن جميعاً نعكس صورة مجد الرب . . . . + 2 قورنتس 4 / 1 _ 18 وأما وقد أعطينا تلك الخدمة . . .

القراءة الثالثة: متى 11 / 20 _ 30 ثم أخذ يعنف المدن التي جرت فيها . . . + متى 23 / 29 _ 38 الويل لكم أيها الكتبة والفريسيون . .



مار إسطيفانوس: اسم يوناني معناه " تاج " أو " إكليل من الزهور " وهو اسم أول شهداء المسيحية. وبما أن اسمه يوناني فيرجح أنه كان هيلينياً، أي أنه لم يكن يوناني الجنس، بل يوناني اللغة والثقافة. أو أنه كان يهودياً يتكلم اليونانية. ولما اشتكى الهيلينيون المسيحيون في أورشليم من أن أراملهم كن يهملن، انتخب سبعة رجال من ضمنهم إسطيفانوس ليقوموا بأمر الخدمة اليومية وتوزيع التقدمات على الفقراء من المسيحيين. وهؤلاء الرجال السبعة يعرفون بأول شمامسة في الكنيسة المسيحية.[1] كان إسطيفانوس إسرائيلياً مستقيماً؛ وكان قد اهتدى إلى الإيمان بكرازة بطرس الرسول، وأظهر غيرة مجيدة على الإيمان الذي قبله منذ الساعة الأولى.[2] برز إسطيفانوس بين أقرانه بشخصيته القوية الفذة، وفاقهم جميعاً بما قام به من أعمال باهرة، وما كُتب له من مصير رهيب. فلقد خصه الله ببلاغة اللسان وقوة الحجة واتقاد الغيرة، فكان في عهد نشأة الكنيسة من جنود الطليعة ورواد الفتح، به شقت المسيحية لها طريقاً جديداً هو طريقها الخاص، بعد أن سارت إلى الآن في ركاب الهيكل، فدخلت هكذا من تاريخها في طور حاسم هو طور المستقبل البعيد، إذ على يد إسطيفانوس، أو بالأحرى بدمه، انعتقت من قيود اليهودية لتسلك سبيلها في حرية أبناء الله، فجاء هكذا في ساعته، عند الحاجة. شخصية قوية مثل هذه لا تنحصر في نطاق الخدمة الضيق، وضمن حدودها المرسومة. لا نقول إنه خرج عن قرار الرسل وراح يسلك طريقاً غير الذي اختطوه له، بل لأن الخدمة التي كلف هو ورفاقه بها لم يحصرها في أعمال مادية، ولم يقفها على خدمة الجسد، بل وسَّعها إلى أكثر من إشباع جائع وإرواء عطشان وإكساء عار، فكانت تصدر منه عن محبة يسوع، وتذهب منه إلى شخص يسوع. وبذلك غدت من تلك التي يشهد الروح بها ليسوع، فتبعث الإيمان وتبني الملكوت. هذه الشهادة أداها إسطيفانوس أيضاً بالكلمة. فكان يحاج اليهود، ولا سيما اليونانيين الذين من مجمع المعتقين والقيروانيين والاسكندريين والذين من كيليكيا وآسيا، حتى لكأن اليهودية كلها قد تألبت عليه، فكان يبرز للجميع، ويصمد للجميع، مباحثاً مجادلاً محاجاً مفحماً، فلم يستطيعوا أن يقاوموا الحكمة ولا الروح الذي كان ينطق به. إلى أن لجأ خصومه معه أخيراً إلى المؤامرات الدنيئة، فدسوا عليه من يقولون: " إنا سمعناه ينطق بكلمات تجديف على موسى وعلى الله ". فهاج الشعب والشيوخ والكتبة، فنهضوا جميعاً واختطفوه وأتوا به إلى المحفل. وأفسح المجال في المحفل لشهود الزور. ما أشبه اليوم بالأمس! فكأننا نشهد محاكمة يسوع: فاليهود هم هم، والتهم هي هي. فمع إسطيفانوس ظهر جلياً لليهودية أن القطيعة بينها وبين المسيحية لا بد واقعة. فكأن الحكم على إسطيفانوس بالموت، كما كان الحكم على يسوع بالموت. على سؤال رئيس الكهنة لم يجب إسطيفانوس بنعم أو بلا. بل أجاب بما علمه إياه يسوع: " إني أعطيكم فماً وحكمة لا يقدر جميع أعدائكم على مقاومتها ". وبما لقنه إياه الروح: " لستم أنتم المتكلمين بل الروح القدس ". هي كلمة الروح إذاً خرجت من فمه بياناً، فأنار الروح وجهه بنور الإلهام، حتى " تفرس فيه الحاضرون في المحفل وهو يتدفق بالكلام الملهم فرأوا وجهه كوجه ملاك ". فكان جوابه خطاباً يذكر بخطب الأنبياء في المواقف التاريخية الكبرى، مواقف الشهادة والتعليم، وقد جاء تلخيصاً لتاريخ إسرائيل على أنه سير إلى المسيح: " أيها الرجال الأخوة والآباء اسمعوا . . . ". ويسرد إسطيفانوس على السامعين ما لا يجهله السامعون من التاريخ المقدس، من دعوة إبراهيم، إلى يعقوب ويوسف، إلى موسى والخروج، إلى سني التيه في سيناء، إلى خيمة العهد والهيكل، إلى ما تخلل كل ذلك من أخطاء الشعب المختار وضلالاته. فهو الله قاد في هذه المراحل كلها شعبه. واختار لشعبه قواده ورجاله ومخلِّصيه؛ وهو الله يجب الآن أن نعبده لا في هذا الهيكل من الحجارة وفي هذا النطاق الضيق من الشعب اليهودي، بل في هيكله الحقيقي وشعبه الحقيقي: هيكل الروح والحق وشعب العالم بأسره. وختم خطابه بالقول: " إلا أنكم في كل حين تقاومون الروح. فكما كان آباؤكم كذلك أنتم. أي الأنبياء لم يضطهده آباؤكم؟ وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبأوا بمجيء الصديق الذي اسلمتوه أنتم الآن إلى الأثمة وقتلتموه ". ما أن سمعوا هذه الخاتمة النارية حتى استشاطوا قي قلوبهم، وصرفوا على أسنانهم. وتحول المحفل في هذه اللحظة أشبه ببرميل بارود ينتظر الشرارة لينفجر. هذه الشرارة ألقاها إسطيفانوس نفسه، وهو في غمرة الروح، وعيناه عالقتان بالسماء شهادة أخيرة ستكلفه دمه: " هاأنذا أرى السماوات مفتوحة، وابن البشر قائماً عن يمين الله ". فصرخوا بصوت عظيم، وسدوا آذانهم، وهجموا عليه وجروه إلى خارج المدينة ورجموه، وهو يدعو: " أيها الرب يسوع أقبل روحي. ثم جثا على ركبتيه، وصرخ بصوت عظيم: يا رب لا تقم عليهم هذه الخطيئة. ولما قال هذا رقد في الرب ". مات شهيد الكنيسة الأول كما يجب أن يموت، وكما سيموت بعده كل شهيد: مات ميتة المسيح، شاهداً مثله للحق، غافراً مثله لقاتليه، باذلاً مثله حتى أخر نقطة من دمه ".[3]

وقد خصصت كنيسة المشرق في صلاة مساء " رمشا " يوم الثلاثاء خلال كل أسابيع السنة، فرضاً خاصاً بالشهيد إسطيفانوس نذكر منه بعض الأبيات: " * ذكر الصديق يدوم إلى الأبد: إسطيفانوس الشهيد. فتح باب الشهادة. مع الختن ينعمون. في خدر النور البهي. * ولا يخاف الخبر السيئ: لما رجم رأى. مجد الرب في العلى. والروح يظفر. الأكاليل للمؤمنين. * من شعب بلا رحمة: في قتله سأل. عفواً لقاتليه. تعلم أن يغفر. من الرب على الصليب. * وقالوا حسناً بنشيد: بصوت عال صاح. الشهداء في المحاكم. لا نكفر بالمسيح. مات بسببنا. * ساعدنا اللهم يا مخلصنا: يا رب أنت ساندت. الشهداء في الجهاد. فكن لنا سلاحاً. وسوراً لا يُقهران. * يا رب ليس إله مثلك: لا ضيق يؤلمنا. أكثر من أن ننكرك. فالآلهة باطلة. أنت فقط أزلي. * إنهم مغروسون في بيت الرب: الشهداء في الكنائس. كالأشجار في الحدائق. فالمذبح يعلوهم. والروح يظللهم. * كم يُشبه رب السماوات: إن آلام الدنيا. لا تقاس بالأمجاد. التي ينالها. من بالحب أرضى الرب. * من هم أبرار في قلوبهم: دعا الرب الشهداء. لوليمة الهناء. وجزاءاً للعذاب. يرثون الملكوت. ".[4]

وخلال القداس ينشد الشمامسة ترتيلة بديعة تتحدث عن استشهاد مار إسطيفانوس نذكر بعض من أبياتها: " * إسطيفانوس خط درب الشمامسة. وفي إثره جرى جمع الشهداء. ها هم الآن مع الختن. في السماء ينعمون بهناء الأبرياء. * إسطيفانوس رجمه ناس كفار. وهو إلى العلى رفع منه الأنظار. يتوسل ويدعو ربه الغفار. إقبل روحي بين يديك يا يسوع البار. * إسطيفانوس يا بكر الشهداء. ورئيساً لخدام رب السماء. أدع يسوع يبارك من بولاء. يرفع في البيعة نشيد الثناء. * إسطيفانوس كن ملجأ للمؤمنين. عابدي الرب في الكنيسة طوال السنين. يسبحون ثالوث الله في كل حين. ليبلغوا مجد السماء والقديسين. ".[5]

وتحتفل كنيسة المشرق بتذكار مار إسطيفانوس في الجمعة الرابعة من سابوع الدنح.







--------------------------------------------------------------------------------


1_ قاموس الكتاب المقدس ص 62.

2_ السنكسار المشتمل على سير القديسين المطران ميخائيل عساف ج 1 ص 424.

3_ فجر المسيحية وشرح رؤيا القديس يوحنا الأب كوارديني ترجمة المونسنيور جرجس المارديني ص 51 _ 55.

4_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية الأجزاء الثلاثة ص 351 _ 354 من الترقيم الغربي.

5_ ضيبا ديىعىيا داوْزا " كتاوا دتشمشتا درازي " كتاب خدمة الأسرار الشماس يوسف ميري ص ك _ كث.
Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
خلافات عراقية حول من يتولى منصب نائب رئيس الوزراء المكلف بالملف الأمني سوا : تحتدم الخلافات السياسية من جديد بين الإئتلاف العراقي الموحد والعرب السنة حول منصب نائب رئيس الوزراء المكلف بالملف الأمني في الحكومة العراقية القادمة. وقال النائب حسين الشهرستاني إن الإئتلاف والتحالف الكردي يرغبان في إحالة المنصب إلى رئيس الوزراء ال قرداغ مجيد كندلان ان نضال الشعب الكوردي من اجل الحصول على حقوقه القومية والحرية والعدالة الاجتماعية جعلته ينظر الى كل ابناء الشعب في اقليم كردستان نظرة الطالباني يتحدث عن لقاء بين الشيعة والسنة لبحث تشكيل الحكومة بغداد (رويترز) - قال الرئيس العراقي جلال الطالباني يوم الثلاثاء ان القوى السنية والشيعية التي فازت في الانتخابات البرلمانية الاخيرة قد تجتمع قريبا لبحث قضايا الاختلاف التي تواجه تشكيل الحكومة المقبلة. هل تكفي أصابع البنفسج لتثبيت الديمقراطية العراقية؟ -1- أدرك الشعب العراقي بوضوح تام، أن الديمقراطية التي يتمتع بها الآن، والتي لم تأتِ كل أُكلها حتى الآن، ومضى من عمرها خمس سنوات،
Side Adv2 Side Adv1