Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تذكار مار يونان الغريب

القراءات الطقسية:

القراءة الأولى: أعمال الرسل 5 / 34 _ 42 فقام في المجلس فريسي اسمه . . .

القراءة الثانية: أفسس 1 / 1 _ 14 من بولس رسول المسيح يسوع بمشيئة . .

القراءة الثالثة: يوحنا 14 / 1 _ 14 لا تضطرب قلوبكم تؤمنون بالله فآمنوا . . .



مار يونان الغريب: اسمه يوانيس وقد سماه مار أوجين يونان. ينتمي أجداده إلى سلالة الملك قسطنطين، وبعد أن اعتنقوا المسيحية تركوا روما وهجروا إلى قبرص واستوطنوها. وهناك مارسوا مهنة الطب. وقد فضلوا ممارسة هذه المهنة لسبب أنهم يمكنهم ممارسة أعمال الرحمة من خلال معالجة المصابين بالأسقام من الفقراء والمحتاجين الذين هم أخوة يسوع، فيزداد حبهم لله، ويضحون أهلاً لأن يُدعوا بني الملكوت الموعود به. وكانوا كلما توسعوا فيه علماً ازدادوا عليه حرصاً وله إتباعاً، فذاع صيتهم في كل الجزيرة فعظم فيها شأنهم وارتفعت منزلتهم.

ولد في قبرص فربياه والديه تربية حسنة، وحدق في علم الكتب المقدسة. وذات يوم كان في الكنيسة سمع الكاهن يتلو الإنجيل: " من أحب أباً أو أماً أكثر مني فما يستحقني، ومن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يستحقني ". فأثرت فيه هذه الأقوال. وكان قد ناهز العشرين من عمره ففكر في التنسك. لكن والده كان يريد أن يدرس الطب وأجبره على ذلك.

وفي أحد الأيام بينما كان يسمع القداس في الكنيسة مسك مطران الجزيرة ابيفانوس يده وقدمه إلى المذبح ورسمه كاهناً وقال له: " إني رغبت يا بني أن أتبارك منك قبل أن تصبح ظبياً في الجبل. فإنك مزمع أن تكون أباً لرهبان كثيرين ". وقد أرسله والده إلى الجبال والبراري مصحوباً بأطباء ماهرين بغية أن يتعلم منهم ما يدخل في الأدوية من النباتات والعقاقير. فطاف معهم عدة أيام. وذات ليلة بعد أن صلى رسم إشارة الصليب على وجهه وطلب من الرب أن يساعده في الهروب. وبعد مسيرة طويلة وصل إلى المشرق فاستقبله مار أوجين ومسك بيده وقال له: " هلم يا بني هلم بالسلام. فأنا منتظرك ومن أجلك أتيت هنا ".

ثم انطلق به إلى بلاد مصر ومكث يونان هناك خمس عشرة سنة. فألف السيرة الرهبانية وتسلق مراقي الكمال سريعاً طائراً على جناح إيمان حار إلى المراتع السماوية. وعندما قرر مار أوجين الذهاب إلى المشرق، ذهب معه جميع تلاميذه. ولما وصلوا مدينة نصيبين سكنوا أولاً في جنوب المدينة. وانطلقوا من هناك وصعدوا إلى جبل إيزلا شرق المدينة وسكنوا بقرب قرية معرى. وبقوا هناك ناسكين في مغارة مدة أربعين سنة في الزهد والتقشف.

وبعد أن أبرى مار أوجين ابن الملك شابور الذي كان فيه روح نجس، طلب منه مار أوجين أن يسمح لتلاميذه بالذهاب إلى عمق المملكة الفارسية ليبشروا بالإنجيل ويعمدوا ويبنوا كنائس وأديرة، فوافق على طلبه. واختار يونان وأخ أخر يدعى يوسف للقيام بهذه الرسالة. وفي الصباح دخل مار يونان على مار أوجين ليودعه وينال بركته، فقبله مار أوجين وباركه قائلاً: " أذهب يا ابني بالسلام، الرب معك. أخضعك سبحانه لإرادته المقدسة. فإنك ستكون أباً ورئيساً لألوف كثيرة. والرب الذي كان مع آبائنا القديسين يكون معك ويقويك لتكمل إرادته ". فانطلق من جبل إيزلا متوجهاً إلى برية فيروز شابور وسكن في حفرة ظللها بالقصب. وكانت تلك البرية مملوءة بالأسود التي كانت الأرض ترتج لزئيرها كل مساء. وبقي في هذه الخلوة مدة عشرين سنة. وفي كل هذه السنين كان الله يرسل له القوت بواسطة غراب كل يوم. ثم اجتمع حوله عشرة رهبان فطلبوا منه أن يكون رئيساً عليهم لكنه لم يذعن إلى طلبهم. لكنه بقي معهم عشرة سنين يرشدهم في طريق الكمال.

وذات ليلة تركهم خفية وتوجه إلى دير مار توما الواقع شرقي بلاد العرب على ساحل خليج العجم المعروفة ببلاد القطاريين " بيث قطرايي " " قطر الحالية ". وكان في هذا الدير مائتا راهب وبقي هناك فترة من الزمن صنع خلالها معجزات عديدة. ثم عاد إلى مكانه في برية فيروز شابور فاستقبله الرهبان العشرة بفرح وهم ينشدون أناشيد الحبور. فطلب منهم أن يعيشوا بعيداً عنه ليعيش بهدوء تحت مظلته. وإذا احتاجوا أي شيء فعليهم أن يطلبوه منه، وسوف يصلي من أجلهم والرب يستجيب. وأوصاهم أن يجتمعوا كل يوم أحد ليقربوا الذبيحة الإلهية، وسوف يكون معهم كلما قربوا الذبيحة، وقال لهم: " إن كل من يغتذي يوم الأحد بجسد ودم ربنا يسوع المسيح تتطهر نفسه وتستنير. وأما الذي يتغافل عن ذلك فتظلم نفسه وتكمه بصيرته ". وعاش بعد عودته من دير مار توما عشرين سنة على هذه الطريقة. وعندما علم أن أجله قد دنا، دعا المزربان " حاكم المنطقة " الذي كان قد أقام يونان ولده الميت، والذي آمن واعتمد مع جميع أهل بيته بعد رأى تلك الأعجوبة وقال له: " إني مزمع يا بني أن اطلب منك حاجة. فإذا أسعفتني بها بقيت لي ولك بعدنا ذكراً على غابر الدهور ". فأبدى المزربان استعداده الكامل بتلبية طلبه. فقال له مار يونان: " في هذه الليلة انتقل إلى دار البقاء فبغيتي أن تبني في هذا المكان ديراً وفي الدير كنيسة ليتمجد فيهما اسم الله في كل وقت ". ففرح المزربان مؤكداً أنه سينفذ طلبه.

وفي اليوم التالي وكان يوم الأحد الثالث من القيامة انتقل مار يونان إلى الحياة الأبدية. فأمر المزربان أن يأتوه بتابوت جديد من فخار مع غطائه، فوضعوا جثمان مار يونان فيه ودفنوه بإكرام وتبجيل تحت مظلته. وبعد ثلاثة أيام أحضر المزربان عمال كثيرين من المدينة وقراها إلى قبر مار يونان، وأمرهم بقطع تلك المظلة، وبنى فوقها كنيسة ودير. وبعد أن انتهى البنيان أتى أسقف المدينة فكرس الكنيسة والدير باحتفال مهيب.

وكان الأسقف مصحوباً بالكهنة والشمامسة والمؤمنين يأتون هناك كل سنة في يوم الأحد الثالث من القيامة ليحيوا تذكاره بالصلاة والذبيحة الإلهية لينالوا بشفاعته حاجاتهم الروحية والزمنية.[1]

وتحتفل كنيسة المشرق بتذكار مار يونان الغريب في الأحد الثالث من سابوع القيامة.

--------------------------------------------------------------------------------

1_ سيرة أشهر شهداء المشرق القديسين المطران أدي شير ج 2 ص 143_ 175.
Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
النائب الجبوري يناقش المعوقات والمشاكل الفنية التي تخص عمل لجنة تقصي الحقائق في كركوك شبكة اخبار نركال/NNN/كركوك/احلام راضي/ زار النائب عمر جواد الجبوري عضو اللجنة البرلمانية لتقصي الحقائق المجلس المحلي لقضاء المجلس الشعبي يبحث مع وزارة الخارجية الألمانية أوضاع الكلدو آشوريين السريان في العراق برلين/ شبكة أخبار نركال/NNN/ أصدر المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري بيانا، حول لقاء وفد من المجلس بعدد من الشخصيات في وزارة الخارجية الالمانية في برلين ، لبحث اوضاع المسيحيين في العراق. وفيما يلي نص البيان: الفرقة العاشرة بديلا لفرقة 25 من الجيش الامريكي في كركوك نركال كيت/كركوك/احلام راضي/ بحضور السيد عبد الرحمن مصطفى محافظ كركوك وقادة الأجهزة الأمنية المحلية من الجيش والشرطة وأعضاء من مجلس المحافظة والجنرال ادريانو معاون قائد القوات أسوأ أزمة وقود تجتاح العراق تهدد برحيل حكومة المالكي - البنزين وصل إلى ألفي دينار للتر و25 ألفا للغاز السائل بغداد ـ د.ب.أ : بلغت أزمة الوقود في العراق ذروتها مع اشتداد حرارة الطقس في شهر أغسطس (آب) الذي يسميه العراقيون «آب اللهاب الذي يحرق المسمار في الباب وينضج الأرطاب ويفتح للشتاء الباب»
Side Adv1 Side Adv2