تزايد حالات الانتحار في العراق يفتح ملف الأزمات الاجتماعية والنفسية
المصدر: صحيفة الوثيقة الاكترونية
شهد العراق في السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظاً في حالات الانتحار، مما أثار قلقاً واسعاً بين الخبراء والمجتمع المدني.
وهذا الارتفاع يعود إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك الأزمات الاقتصادية، والصراعات المستمرة، والضغوط النفسية المتزايدة. السلطات الصحية والاجتماعية في العراق تحذر من أن هذا الاتجاه يشير إلى أزمة صحية نفسية قد تتطلب تدخلات عاجلة وشاملة.
وأفاد مصدر أمني، اليوم الثلاثاء، بانتحار شابين أحدهما ذكر والأخرى أنثى، في حادثتين منفصلتين في بغداد، في حين اُعْتُقِل موظف في مطار بغداد الدولي.
وقال المصدر إن “شابة من مواليد 2003، أقدمت على الانتحار بأسلوب شنق نفسها مستخدمة (سلك كهربائي) معلق في سقف غرفتها ضمن منطقة حي العامل ببغداد”.
وبيّن المصدر أن “الشابة المنتحرة، طالبة في كلية التربية الرياضية، وتم فتح التحقيق مع ذويها لمعرفة أسباب الانتحار”.
ولفت المصدر إلى أن “شاباً من مواليد 2008 أقدم كذلك على الانتحار بأسلوب شنق نفسه بوساطة قطعة قماش معلق في المروحة السقفية داخل غرفته ضمن منطقة الحرية ببغداد”.
وفي خبر آخر، أشار المصدر إلى أن “قوة أمنية ألقت القبض على موظف مدني في مطار بغداد الدولي صادرة بحقه مذكرة قبض وفق المادة 160 مطلوب إلى الهيئة التحقيقية الخاصة”.
وبيّن المصدر أن “المتهم ضبط بحوزته مبلغ قدره 70 ألف دولار أمريكي و10 ملايين دينار عراقي”، مؤكداً أن “تنفيذ واجب القبض تم ضمن منطقة البلديات شرقي بغداد”.
وفيما يخص الموظف المدني المعتقل، أكدت قيادة عمليات بغداد إلقاء القبض على أحد المطلوبين الهاربين بجرائم “الابتزاز والرشوة” في جانب الرصافة.
وقال إعلام عمليات بغداد، في بيان إنه “استكمالاً للخطة الأمنية وتكثيف الجهود الاستخبارية لملاحقة الخارجين عن القانون وعناصر الجريمة المنظمة وتنفيذ مذكرات القبض القضائية، تمكنت قوة مشتركة من الفرقة الأولى شرطة اتحادية، بإسناد استخباري، من إلقاء القبض على متهم هارب وفق مذكرة قبض قضائية ضمن أحكام القرار (160) لسنة 1983 (الابتزاز والرشوة)”.
وبين أن “المتهم ضبط بحوزته مبلغ 7000 دولار و10 ملايين دينار عراقي، وذلك بعد مداهمة وتفتيش داره في منطقة البلديات بجانب الرصافة”، مؤكدة أنه “سُلِّم المتهم والمضبوطات إلى الجهات المختصة لإكمال الإجراءات القانونية بحقه”.
بدوره قال رئيس لجنة مكافحة المخدرات في مجلس النواب العراقي عدنان الجحيشي ان “المخدرات هي العامل الرئيسي لحالات الانتحار في العراق”.
وأضاف الجحيشي “السبب الرئيسي لحالات الانتحار في العراق في رأيي هي مشكلة تعاطي المخدرات، وهناك أسباب عديدة لتعاطي المخدرات، ومن أهمها البطالة والفقر”.
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم الداخلية العراقية المقدم مقداد ميري في مؤتمر صحفي “ان خططنا الأمنية كانت ناجحة ومستمرة، حتى أننا نقدم أنشطة فنية وثقافية لسكان منطقة البتاوين لأبعادهم عن التفكير في الانتحار، كما وتقدم أمانة بغداد الخدمات لهم، منطقة البتاوين لم تعد كما في السابق، ولم يعد أحد من ساكنيها يفكر بالانتحار، كما وارتفعت قيمة العقارات والإيجارات فيها أيضاً”.
وقالت وزارة الصحة العراقية إنه “منذ بداية العام الحالي 2024، سُجِّلت 291 حالة انتحار في العراق، بالإضافة إلى إحباط العشرات من حالات الانتحار، كما وتتنوع أسباب الانتحار معظمها مشكلات عاطفية واقتصادية وغيرها من المشكلات في المجتمع”.