Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

"تغيير ديموغرافي بحجة التعايش".. مسيحيو العراق يشكون تناقص أعدادهم

المصدر: موقع ارفع صوتك

دلشاد حسين

"هاجر أكثر من مليون مسيحي، ومعظمهم من النُخَب العلمية والاقتصادية والمهارات، لكن من يكترث؟ حالة عدم الاستقرار وغياب الإنصاف جدّدا نزيف الهجرة"، يشكو الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم.

في مقال له نشر على الموقع الرسمي للبطريريكية الكلدانية في 9 يناير الحالي، أشار ساكو إلى "استمرار تعرض المسيحيين لاعتداءات على مقدراتهم ووظائفهم والاستحواذ على ممتلكاتهم، ووجود حالات تغيير ديانتهم بالإكراه من قبل داعش أو غيرها، بالإضافة إلى أسلمة القاصرين".

تشير احصائيات رسمية صادرة عن الكنائس في العراق عن تراجع مستمر لأعداد المسيحيين في البلاد منذ سقوط نظام صدام حسين عام ٢٠٠٣.

كانت أعدادهم في العراق نحو مليون و300 ألف نسمة قبل عقدين، لكنها تراجعت بسبب موجات الهجرة المتواصلة إلى الخارج، وتتراوح اليوم بين 300 -250 ألف نسمة تتوزع بين إقليم كردستان وسهل نينوى وبغداد وأعداد قليلة في البصرة وكركوك.

 

رحلة الهجرة طويلة وشاقّة

عصام شابا، مسيحي عراقي من بلدة تللسقف (تل أسقف) شمال شرق الموصل، ينتظر منذ نحو 3 أعوام في لبنان الانتقال إلى أستراليا والعيش فيها مع عائلته.

يقول لـ"ارفع صوتك": "الأوضاع المعيشية في لبنان صعبة جداً بسبب غلاء الأسعار وقلة المردود المالي. تحتاج العائلة شهريا نحو ألف دولار على الأقل لتتمكن من العيش، عدا الحالات الطارئة. لسنا مشمولين بالتأمين الصحي، فتَصَوّر حجم المأساة التي نعيشها منتظرين الفرج من الرب والأمم المتحدة لتوطيننا في البلد المنشود أستراليا".

مقارنة بالأوضاع في العراق، يرى مسيحي من سهل نينوى، فضّل عدم ذكر اسمه، أن "أوضاع المسيحيين المعيشية في بلاد النهرين، أصعب بكثير مما يعيشه شابا في لبنان".

"نهاجر لأننا لا نرى أي مستقبل لنا ولأولادنا في بلدنا. بلد خاضع لسيطرة الميليشيات الموالية لإيران، والتعصب الديني يزداد يوما بعد يوم، وبمرور الوقت نشعر أننا غرباء فيه، ونشكل عبئاً ثقيلاً عليه ونشعر أن علينا المغادرة"، يقول الرجل معبّراً عن أسفه لما آلت إليه الأمور.

على العكس من غيره، ما  يزال المدرّس المسيحي المتقاعد باسم عطالله، متمسّكاً بالبقاء في العراق ويرفض الهجرة منه، ويرى أن "هجرة المسيحيين خسارة للعراق وللشرق بشكل عام، وليست الحل لمعاناتهم".

يقول لـ"ارفع صوتك"، إن "بقاء المسيحيين في العراق مرهون بأن يكونوا مواطنين من الدرجة الأولى، والحقوق التي يحصلون عليها ليست منّة من أحد، إنما هي استحقاق لمكون أصيل في وطنه. ضعف القانون في أي بلد يجعله معرضاً للصدمات ويدفع بغالبية الناس إلى التفكير بالهجرة".

الولايات المتحدة الأميركية وكندا وأستراليا وأوروبا أبرز الوجهات التي يهاجر إليها المسيحيون العراقيون منذ سنوات، بحثا عن "الأمان والاستقرار".

 

الاحصائيات مرشّحة للارتفاع

وفق احصائيات "مؤسسة الجالية الكلدانية" في ولاية مشيغين الأميركية، تعيش أكثر من 1500 عائلة مسيحية عراقية في لبنان وأكثر من 1000 أخرى في الأردن، تنتظر جميعها الانتقال إلى بلدان المهجر.

يعمل غزوان الياس، مدير مكتب العراق في "مؤسسة الجالية الكلدانية"، منذ سنوات على ملف هجرة المسيحيين من العراق، وأسبابها والتحديات التي تواجههم في بلدهم.

وبالاعتماد على ما توصل إليه، يرى الياس أن المسيحيين "ليسوا بحاجة إلى تعيينات أو وظائف أو مشاريع هنا وهناك".

ويقول لـ"ارفع صوتك: "المسيحيون بحاجة إلى تفعيل قرارات تخصهم، ومنها تفعيل المادة (125) من الدستور العراقي التي تنص على ضمان الحقوق الإدارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان، والكلدان والآشوريين، وسائر المكونات الأخرى، على أن ينظّم ذلك بقانون".

يعتقد الياس أن "تفعيل هذه المادة الدستورية سيسهم في خلق إدارة محلية في سهل نينوى مرتبطة بالحكومة الاتحادية، قادرة على إسعاف المسيحيين ومن تبقى منهم في العراق".

لا تنحصر مشكلة هجرة الأقلية المسيحية في العراق بما جرى في نينوى على يد داعش. فقد أوضح البطريرك...

ويتابع: "هناك محاولات تغيير ديموغرافي في عدة مناطق، وهناك زحف لعدة مكونات على مناطق المسيحيين بحجة التعايش. هذا كله ينقص أعدادنا ويتسبب بهجرة أبنائنا".

وتدفع العديد من العوامل السياسية والاقتصادية والأمنية المسيحيين في العراق إلى الهجرة، وبحسب احصائيات غير رسمية تهاجر شهرياً  5- 10 عائلات مسيحية، لكن هذا العدد مرشّح للارتفاع، وفقاً لمصادر مسيحية.

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
المرصد النيابي العراقي عمل جاد ومتواصل جاسم الحلفي/ عديدة هي منظمات المجتمع المدني التي حاولت رصد عمل السلطات الثلاث ومراقبتها، وعديدة ايضا المحاولات التي استهدفت متابعة تجلّي الديمقراطية نزار حيدر/ *عندهم، الجيل الواحد يعاصر عدة زعماء، اما عندنا، فالزعيم الواحد يعاصر عدة اجيال. عذراً... يا كبارَ شعبِنا، لا تدفنوا رجاءَ شعبِكم!!! كانت المسيحية ولا زالت تنشد السلام والخير وتسعى إلى تفادي الحروب وتنشر علامة الحوار والعيش المشترك من أجل ثقافة لمحو لغة السيف والتي نهايتها سقوط الأبرياء، وازدياد مساحة الحقد والكراهية بين الشعوب، وولادة العنف والدمار لبشرية خُلقت لتكون ساعداً لبناء الخير والمحبة، وليس سبباً في تدمير ما عمّره الإنسان. ولكن مع الأسف إن أوضاعنا السياسية والإجتماعية متأزمّة إلى درجة تدمير الوطن وتقسيمه، وجعل الضعفاء الأبرياء يحملون حقائبهم ليرحلوا المؤتمر القومي الكلداني العام دراسة واقعية1 سمير اسطيفو شبلا/ هكذا يظل موقفنا! موقف حقوق الإنسان المبدئي والثابت والذي لا يقبل المساومة والتبدل كموقف وكفكر!
Side Adv2 Side Adv1