Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تفجير بيوت مسيحيي الموصل طريقة اسرائيلية

تَعلمنا منذ الطفولة معنى الوطنية وحب الوطن، من خلال عوائلنا ومدارسنا ومعلمينا الذين نقشوا في ذاكرتنا ووجداننا وضميرنا صورة ليست مثل كل الصور! بل ايقونة إلفت علامة تُرشدنا وتشدنا نحو أرضنا التي نسقيها بعرق جبيننا، ونرويها بدمائنا، ونحرسها بعقلنا، ونحرثها بقلمنا! وهكذا كُنا وسنبقى نحافظ على قِيَمنا وأخلاقنا ومبادئنا التي تربينا عليها منذ أن تعلمنا الحروف الارامية وحركاتها والعربية وأفعالها، نبقى مخلصين للرحم الذي أوجدَنا، وللهواء الذي نشمه كل لحظة، لذا لا يمكن ان ننزل ضرراً بانسان مثلنا! لا بل من المستحيل ان نساهم في الحاق الاذى بمن حولنا، الذين شاركونا الهواء الذي ننشقه سوياً، والارض التي تعطينا ثمار لاستمرار حياتنا!

نعيش مرة واحدة فقط
وبنظرنا لا يوجد تعريف للوطنية الحقة غير هذا التطبيق العملي الفعلي التي كنا نتمنى ان يشاركوا الاخرين معنا في بناء نسيج هذه الحياة التي نستمد ديمومتها من بستان الوجود الذي يحتوي مختلف انواع الأشجار! وبالطبع تتنوع بثمارها! والوان أزهارها! وتعدد مصادر مياهها، ولكن هواءها واحد! عليه أصبحنا ملح هذه الارض! بمحبتنا واخلاصنا وأمانتنا وقِيَمنا وأخلاقنا! لذا نتعرض اليوم للإضطهاد المنظم لفرض أمر واقع ديني وسياسي مدروس بعناية، لنقع بين جاكوج أجندة ومصالح دولية واقليمية وسندان الاسلام السياسي وتفرعاته وأفكاره وتطبيقات تنوع شرائعه! فهل تعرفون ايها السادة اننا نعيش مرة واحدة على هذه الارض! وليس مرتين!!!!!!!!!!!!!!!!

إن لم نتحد اليوم لا نتكلم عن الوحدة غداً
ان شعبنا المسيحي في عراق اليوم محصور في زاوية ضيقة، يتحمل الاضطهاد الشابوري الجديد، لا يمكنه الإفلات منها الا إذا خنع وطبق ما مطلوب منه دون ان ينظر للأمام! اي يسير بالاتجاه الوحيد المفروض عليه! أو يجمع رؤساءه ومسؤولي الطوائف والمذاهب الدينيين والسياسيين والمثقفين العلمانيين والمستقلين ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان، حول مائدة واحدة، لتدارس تفادي البقاء في هذه الزاوية المميتة التي نتحمل الجزء الأكبر في وصولنا اليها، بتفرقنا وتشرذمنا ووقوعنا في فخ التلهيات (ان صح التعبير) منها (التسمية – الحكم الذاتي – الادارة المحلية) وهكذا ابتلينا بالرد والرد المقابل لمدة 5 سنوات! وكانت فرحتنا بالنتائج الجبارة التي حصلنا عليها خلال هذه المدة! وهي تعدد احزابنا ومنظماتنا التي اصبحت وبالاً علينا، طمسنا في سلة التسميات الورقية! (الكلدان والاشوريين والسريان) (الكلدان – السريان – الاثوريين) (الكلدواشوري السرياني) (سورايا) (المسيحيين) ،،، وكذلك تسمية القوميات ومن هو الاصل والفرع! يضاف لها موضوع الساعة (الحكم الذاتي) أي حكم ذاتي نريد؟ هناك ثلاث نماذج مطروحة كل مجموعة تدافع عن نموذجها والنتيجة (القتل والتهجير والتفرقة وضياع الوقت والفرص والحقوق) الى ان وصلنا في مسيرتنا السلحفاتية الى قلع الجذور في مدينة الموصل، 40 يوماً لا نعرف ماذا نفعل! لحين وصل الفأس بالرأس عندها انتبهنا الى الدم المتدفق بغزارة ونحن جالسون على كراسينا، ووصل صراخ الشهداء الى عنان السماء وهم يقولون : ان لم تتحدوا اليوم لا تتكلموا عن الوحدة والقيم والاخلاق وملح الارض غداً! التاريخ له لسان أطول من كتاباتكم ومواعظكم ومواقفكم!!

نينوى واسرائيل
نقرأ ونسمع ونرى من على شاشات التلفاز والقنوات الفضائية رد الفعل الاسرائيلي عندما يتعرض مواطنيها الى اطلاق نار، او اغتيال، او تفجير انتحاري، او هجوم بالجرافات كما حدث مؤخراً، فانهم يحددون الفاعل ويقومون بتفجير منزله! وليس لهم علاقة بعائلته واخوانه واخواته، لكي يُعبروا عن انسانيتهم من جهة، ومن جهة اخرى ليعطوا درساً ورسالة لغيره ممن يريدون القيام بمثل هذه الاعمال، لسنا هنا بصدد تحديد المعتدي والمعتَدَى عليه، ولكن ما يهمنا هو اختلاف سبب التفجير الاسرائيلي عن التفجير الموصلي! تفجير منزل على الطريقة الاسرائيلية يكون بسبب قتل عدد من اليهود في مطعم او ملهى او مجمع حافلة للركاب او ابرياء في سيارتهم كما حدث في القدس الشرقية مؤخراً! والقائم بمثل هذه المهمات يعرف سلفاً ان بيته سيهدم وعائلته ستتشرد! ومع هذا يقوم بمهمته بارادته مع سبق الاصرار،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

ما حدث في نينوى فاق بشاعة اعتى دكتاتورية وحاكم وامبراطور في التاريخ القديم والحديث! نعم هناك هدم بيوت واعتداءات وقصف بالقنابل لا نبرر اسبابها مطلقاً، ولكن لها أسبابها حتماً! بغض النظر عن مصداقيتها من عدمه! انما تفجير بيوت المسيحيين في الموصل لا يوجد سبب مقنع او غير مقنع! الا سبب كونهم (مسيحيون) لذلك لم يعتدوا على احد - مسالمون، ولم يغتالوا احد – لايؤمون بالقتل، ولم يفجر نفسه احد وقتل الابرياء، ولالالالالالا! اذن ما الفرق بين تفجير (الصهيونية) وتفجير (صهيونية الموصلية؟)

القوش هي تللسقف وبرطلة هي العراق
سبق وان قلنا بان القوش هي تللسقف وتللسقف هي باقوفة وباطنايا وتلكيف وبرطلة وكرملش وعينكاوة،،،،،،،،،،،،،الخ ومعنى ذلك معروف طبعاً، لا فرق بين شخص وآخر ومجموعة واخرى وحزب واخر وكنيسة واخرى ومدينة او قرية واخرى الا ما تقدمه من خير لشعبها! وها هي تللسقف تحتضن 234 عائلة مهجرة من الموصل، وبرطلة 471 عائلة، والقوش 116 عائلة مع فتح باب الدير الاعلى وبيوت قرية بندوايا لاستقبال اعداد اخرى، كما بادروا الشرفاء والطيبين من مختلف قرانا القريبة من الموصل (وهذا ليس غريباً عنهم) الى تسليم مفاتيح بيوتهم لاسكان المهجرين دون مقابل، والاكثر من ذلك هو فتح بيوتهم ومشاركة قسم من العوائل المهجرة طعامهم وشرابهم ومعيشتهم! انكم بحق عبرتم عن اصالتكم المسيحية – العراقية، ووطنيتكم العالية علو جبالكم وسهولكم، وسمو قيمكم واخلاقكم وعاداتكم وتقاليدكم! نعم سبق لكم ان احتضنتم اخوتكم الاثوريين، وحفظتم حياة المسلمون الذين كانوا يقاسموكم العيش المشترك، منهم من اهالي الموصل، وها هي الموصل تكافئكم على ذلك!! بزيارة محافظ نينوى وطبطب على ظهر اطفالنا الذين أُرغموا لترك مدارسهم، والسيد وزير مالية كردستان واسى اصحاب البيوت المتفجرة! ونحن بإنتظار جبهتنا وليس وحدتنا، مع تحياتنا للجهة التي اعلنت مسؤوليتها عن اضطهاد مسيحيي الموصل! ونقول لها : ان ذلك لا ينطلي على أحد والحقيقة لا تغطي بغربال الاعلان عن مسؤوليتكم! والجهة او الجهات التي تقف وراء الاجرام والوحشية معروفة لدى الجميع! والسؤال لكم : اين كنتم خلال الخمس سنوات الماضية؟ ولماذا ظهرتم الان؟ والى تطبيقات صهيونية جديدة لحين ان "تستوي" الطبخة ونأكلها وهي حارة!!!!!!!!!!!!!!
shabasamir@yahoo.com
Opinions