تقصير واضح من وزارة الهجرة.. درجات الحرارة تحول مخيمات النازحين إلى «أفران شواء»
المصدر: باس نيوز
مع ارتفاع درجات الحرارة بدخول فصل الصيف، تحولت مخيمات النازحين إلى «جحيم» وخيمهم إلى «أفران شواء» بإهمال واضح ومتعمد من قبل وزارة الهجرة والمهجرين لدفعهم إلى العودة القسرية وإجبارهم على ترك المخيمات، كما يقول أحد النازحين في تلك المخيمات، فيما يؤكد نائب عن قضاء شنگال (سنجار) بأن النازحين يعانون كثيراً نتيجة ارتفاع درجات الحرارة دون اتخاذ الإجراءات المطلوبة بهذا الصدد، وذلك لكون وزارة الهجرة والمهجرين قد تعاملت مع النازحين بتفرقة وتمييز وتفضيل مجموعات على أخرى في حنث باليمين الدستوري وتجاوز على القانون وعدم العمل بحقوق الإنسان.
تفرقة وتمييز
يقول النائب عن قضاء شنگال محما خليل لـ (باسنيوز)، إن «شريحة النازحين قد وقع عليهم الظلم والحيف سواءً في نزوحهم أو عودتهم المفترضة بعد تطبيع الأوضاع في مناطقهم، والدستور العراقي في المادة (14) ينص على أن العراقيين متساوين في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الانتماء الديني أو القومي أو الطائفي، والنازحين اليوم ليس لهم حقوق بهذا البلد، واليوم يعانون كثيراً نتيجة ارتفاع درجات الحرارة دون اتخاذ الإجراءات المطلوبة بهذا الصدد».
ويبين خليل، أن «وزارة الهجرة والمهجرين قد تعاملت مع النازحين بتفرقة وتمييز وتفضيل مجموعات على أخرى، وهذا حنث باليمين الدستوري وتجاوز على القانون وعدم العمل بحقوق الإنسان، لكونها لم تتعامل بسواسية مع الجميع، وعليه نطالب الحكومة والجهات الرقابية ورئيس الوزراء النظر لأحوال النازحين عبر الزيارات الميدانية».
ويلفت النائب عن قضاء شنگال، أن «هناك تجاوز صريح، حيث أن أكثر من نصف النازحين في إقليم كوردستان أو بقية المحافظات ولم يسجلوا في مخيمات النزوح، وقد ضاعت حقوقهم، وعلى سبيل المثال فإن هناك (31) إلى (33) ألف عائلة في المخيمات، ولكن يوجد خارج المخيمات في الهياكل والعشوائيات نحو (37) ألف عائلة».
ومنذ العام 2014، نزح نحو 6 ملايين عراقي من 6 محافظات وسط وغربي وشمالي البلاد، إثر سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على ثلث مساحة العراق، وعلى الرغم من عودة معظم هؤلاء النازحين إلى مناطقهم الأصلية خلال السنوات الخمس الماضية التي أعقبت استعادة القوات العراقية السيطرة على هذه المناطق، لا يزال هناك 1.2 مليون نازح في المخيمات، وفق آخر إحصائية لمنظمة الهجرة الدولية، وهناك أكثر من 665 ألفا منهم في مخيمات إقليم كوردستان، وفق أحدث الإحصائيات الصادرة عن مركز إدارة الأزمات في الإقليم.
ويتوزع النازحون في إقليم كوردستان على 25 مخيما، 15 منها في محافظة دهوك و6 بمحافظة أربيل، و4 في السليمانية، حيث يواجه نازحوها وضعا إنسانيا صعباً، لاسيما في الشتاء بسبب أجواء الإقليم شديدة البرودة، والتي تصل إلى ما دون الصفر المئوي، وفي فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، في ظل تأخر المساعدات الإنسانية المقدمة من وزارة الهجرة، وتراجع الدعم الدولي هذا العام.
«أفران شواء»
من جانبه يؤكد قاسم شمو، رب عائلة في مخيمات النزوح، بأن «النازحين باتوا يعانون من ارتفاع درجات الحرارة، وخاصة أنهم يسكنون الخيم والتي تكون تحت أشعة الشمس المباشرة ما يجعل الخيم كأنها أفران للشواء، ووزارة الهجرة والمهجرين لم تساعدنا بهذا الخصوص».
ويضيف شمو لـ (باسنيوز): «إننا نعتقد بأن وزارة الهجرة تتعمد عدم الاهتمام بمخيمات النازحين لدفعهم إلى الرجوع إلى مناطقهم بشكل قسري وإجبارهم على العودة عبر سوء أوضاع مخيمات النزوح، رغم أن مناطقهم غير مؤهلة لاستقبالهم بعد».
ويتابع: «إننا نناشد باسم جميع النازحين كافة الجهات بالالتفات إلى أوضاع مخيمات النزوح الصعبة، وأن يعملوا مع كافة الجهات وتحديداً المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان لكي توصل صوتنا إلى كل العالم بهدف الضغط على وزارة الهجرة والجهات المعنية للقيام بواجبها وتقديم المساعدة المطلوبة للنازحين».
وينتشر نحو ثلث العدد الكلي ممن تبقى من النازحين (200 ألف) في مخيمات عشوائية موزعة في عموم البلاد، حيث لا تعترف الحكومة العراقية بمسؤوليتها تجاههم، سيما أن وزارة الهجرة والمهجرين كانت قد أعلنت العام الماضي إغلاق جميع المخيمات باستثناء مخيمات كوردستان ومخيم الجدعة بمحافظة نينوى، ضمن خطة «العودة الطوعية» التي وصفتها منظمات حقوقية بـ «غير المدروسة» والتي انتهت بالكثير من النازحين في العشوائيات، وسط ظروف إنسانية مأساوية.