تهديدات لبائعي الصحف وقارئيها
11/04/2006بغداد/نينا/تقرير حيدر حمادة:لم يتصور ابو جمال صاحب مكتبة في احد المناطق السكنية ان يتعرض الى التهديد لمجرد بيعه الصحف العراقية. يقول ابو جمال:"انا ابيع الصحف منذ قرابة العشرين عاما إذ أنها مهنتي وأعيل بها عائلتي وانا ابيع صحف جميع الاحزاب والحركات السياسية وبما يطلبه المواطن ولكنني فوجئت بان هذه المهنة اصبحت تتعرض الى التهديدات. واضاف:"لم يكتف المهددون بتهديد أصحاب المكتبات فقط بل هددوا جميع المواطنين الذين يشترون هذه الصحف من مناطق اخرى". مواطنون وأصحاب مكتبات وبائعو صحف تحدثوا للوكالة الوطنية العراقية للانباء/نينا/عن معاناتهم في بعض المناطق التي تعرضوا فيها الى التهديد لمجرد قراءتهم إحدى الصحف. وقال حسن سعدون/كاسب/:"لم اكن أتوقع إن البلد وصل الى هذه المرحلة من القمع ومصادرة الحريات، اذ ان بعضهم يهدد شخصا بالقتل لمجرد أنه يقرأ الصحف، أو يشاهد حاملا هذه الصحف". واضاف:"ان عددا كبيرا من المناطق ليست تحت سيطرة الحكومة ويقوم بعضهم بتهديد الناس لمجرد قراءتهم الصحف، أو ما شابه ذلك". وتساءل سعدون:"متى تقوم الحكومة واجهزة الامن بتوفير الحماية الكاملة للمواطن لكي يعبر عن اتجاهاته اذ ان المجاميع المسلحة التي تصادر الحريات الشخصية منتشرة في كل مكان". وقال محمد علوان/صاحب مكتبة/:"اغلقت مكتبتي ولم اعد ابيع الصحف، فقد وردتني تهديدات بالقتل إذا أنا بعت الصحف الى المواطنين". وأضاف:"إن هؤلاء قطعوا رزقي ورزق عيالي ولا اعرف ماذا افعل اذ ان اعتماد المكتبة وربحها على الصحف بنحو كبير". وبين علوان:"قد يأتي اليوم الذي يتدخل فيه هؤلاء بملابسك وحديثك وحتى طعامك". وقال جاسم كاظم/موظف/:"اصبحت الصحيفة في منطقتنا كالمخدرات يجب اخفاؤها لكي لا يشاهدها المهددون بيدك، أو يقتلونك لمجرد شرائك هذه الصحيفة". واضاف:"اصبح الوضع لايطاق، فاذا كنت تتعرض للتهديد بمجرد قراءتك صحيفة تعود لهذا الحزب او ذاك، فهذا يعني اننا نقرأ على البلد السلام". وأوضح كاظم:"إن على السياسيين أن يشكلوا حكومة باسرع وقت لتخليص المواطنين من هؤلاء". وقال ساجد ناظم/صاحب مقهى/:"تلقينا تهديدات من جماعات مجهولة بعدم عرض عدد من الفضائيات التي حددوها اثناء عمل المقهى". واضاف:"لا نستطيع الا الاستجابة لمطالبهم لأننا لا نعرف ماذا يفعلون بنا، فربما يصل الامر الى القتل او حرق المحل، وبما اننا على باب الله فسنضطر للاستجابة لهذه التهديدات لحين استتباب الوضع الامني في العراق وتشكيل حكومة قادرة على بسط الامن في جميع المناطق والحفاظ على ارواح المواطنين". وبين سليم كمال/كاسب/:"إن الانفلات الأمني بدا واضحا في عدد كبير من المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة". وقال:"نسمع كثيرا من الاجهزة الامنية بانهم مسيطرون على الوضع في المناطق الساخنة ولكن واقع الحال يقول غير ذلك إذ إن عددا كبيرا من المناطق تسيطر عليها مجاميع مسلحة تسير امور المنطقة على ما تعتقد أنه صحيح". وأضاف كمال:"إن آخر ما تم تهديد المواطنين به ،هو عدم شراء الصحف كونها تمثل بعض الجهات بالاضافة الى منع اصحاب المكتبات من بيعها، ومنع اصحاب المقاهي من مشاهدة بعض القنوات فهل وصل البلد الى هذه المرحلة؟". وقال علي سلمان/بائع صحف/:"ان عملي اليومي هو توزيع الصحف على المحال التجارية ولكن بعد ورود تهديدات انقطع رزقي ولا اعرف ماذا اعمل؟". وأضاف:"أصبح المواطن يقرأ الصحف خارج المنطقة ولا يأتي بها الى منزله خوفا من هذه التهديدات". وبين سلمان:"ان المواطن لديه عدد من المحطات الفضائية بالاضافة الى وجود برامج لقراءة الصحف في الفضائيات وان الاخبار تعرض على جميع الفضائيات ولا نعرف ماهو الدافع لهذه التهديدات". يذكر أن عددا من المكتبات التي تبيع الصحف تعرضت إلى التفجير أو الحرق أو الغلق، كان آخرها مكتبة خالد في شارع الربيع غربي بغداد التي فجرت بعبوة ناسفة في الرابع من الشهر الحالي.