تواقيعنا هي وحدتنا لا غير لنتحمل نتائج عدم قراءة الواقع كما هو
وهكذا يوم بعد يوم تنجلي امامنا الحقيقة الموضوعية المجردة التي تقول: لا مساواة ولا عدالة ولا تشابه حقيقي الا في الاختلافات، ان كان بين العام والخاص! او بين الخاص نفسه! كيف ذلك؟ نتشابه كمسلمين (عام) في الدين والعادات والتقاليد والشريعة واهمها (خير امة أُخرجت للناس) وهكذا تختلف هذه النظرة عند (الخاص) من غير المسلمين الذين يُحاولون ان تتحول الحقيقة الموضوعية المجردة كوننا نتشابه في الاختلافات الى تساوي وتشابه في نقاط الالتقاء، نقاط جوهرية تبني عليها الانسانية آمال كبيرة وتقدم تضحيات جمة من اجل تطبيقها ولا زالت! منها (حقوق الانسان كل انسان على وجه الارض، فكيف بحقوق الناس الاصلاء؟ انه "العيش المشترك" الذي لا يعني مطلقاً ان يكون المسيحي (خاص) درجة ثانية واهل الذمة وكافر ويبيح (العام) كشريعة ودين الى الوقوف بوجه كل ما هو حق انساني في العيش بكرامة لا بل تساوي كرامات الشخص البشري التي أَقرًتها الشرائع السماوية والوضعيةهذه المقدمة التي تتبنى النظرة المجردة على الاخر وتحكم عليه من خلال الاختلافات وتترك نقاط التشابه (المحبة – الشراكة "اللغة، الارض، التاريخ، الثقافة، الوطن، القانون الذي يدعو الى التساوي في الحقوق والواجبات وبالتالي الاعتراف بالتنوع والتعدد وقبول الاخر) هذا التعدد والتنوع ينبع منه العام والخاص! نرى هناك خاص داخل الاسلام (عام) - الخاص يتجلى في السني وتفرعاته ونظرته المختلفة عن الشيعي وتفرعاته ايضاً ونظرته وافكاره المختلفة والمتباعدة في النظرة والتطبيق عن (خاصته من الشيعة) وعن (خاصه) من السنة! فيما يخص جميع الامور والقضايا المطروحة! اذن هناك خاص داخل الخاص ايضاً ولسنا هنا بصدد تحليل وشرح الخاص والعام في الاسلام، فهذا الموضوع له اختصاصييه ومكانته ووضعه الخاص ايضاً ولنترك ذلك لذوي الخبرة والاختصاص في هذا المجال
ما يهمنا اليوم هو تطبيقات خاص المسلم على عام المسيحي! نعم نتشابه مع المسلم في الاختلافات والنظرة والفكر ايضاً، ولكن لا نتساوى معه في القيم والعادات والتقاليد والاخلاق وتبني الحقائق الجوهرية والاساسية الدينية والدنيوية! هنا تكمن الخطورة من ناحيتنا نحن كمسيحيين ان لم ندرك خصوصيتنا قبل فوات الاوان لاننا نتعامل مع بعضنا البعض ونسلب حق الاخر الذي هو بداخلي (الخاص!) - (الكلداني والاشوري والسرياني) ليس من ناحية الدين بل من ناحية العلاقات السياسية ودهاليزها التي نفتقر الى الف باء تطبيقاتها! ونتعلم خفاياها
التحليل
عندما أقول انا الكلداني اننا شعب واحد وقومية واحدة والباقي (السريان والاشوريين) تسميات اليس معناه انني فرضتُ خاصتي ككلداني على اخوتي واشقائي!!!!! (السريان والاشوريين) الا يعني هذا انني التقيتُ مع سياسة وتطبيقات المسلم لدينه على غير المسلم؟؟ (تطبيق خاصه علينا)ان كان في الدستور او من خلال التطبيقات العملية في الحياة اليومية! لذا كان بل لابد من قيام مجموعة تأخذ على عاتقها الدفاع عن حقوقنا كعراقيين وكبشر وسكان البلاد الاصليين!
ونفس الشيئ عندما يقول الاشوري اننا شعب واحد وقومية واحدة هي الاشورية والباقي مذاهب او طوائف، والمواقف الاخرى الاكثر تشدداً
المصيبة كل طرف يقدم اثباتات ووثائق تاريخية يدعي بها الحقيقة، والمصيبة الاكبر اننا لا نعي مدى خطورة عملنا هذا! من ناحية اننا نلتقي في اوجه التشابه مع تطبيقات الاسلام السياسي لشرائعه وقوانينه على الاصلاء، ونحن نساعده في ذلك عملياً! ومن جانب آخر نحفر قبرنا بأيدينا من خلال تمسك كل طرف بمواقفه! وكما نوهنا في عدة مناسبات اننا معرضون للزوال كسكان البلاد الاصليين من خلال سلب حقوقنا من قبل الاخرين مما يهدد كياننا ووجودنا وهويتنا وتاريخنا وحضارتنا! ونحن بيننا غير متفقين! غير متفاهمين! متخاصمين! متباعدين! متشرذمين! ان كان داخل الخاص الخاص ! اي داخل الكلدان نفسهم! اوالاشوريين! والسريان! انظر الى كنائسنا! الى احزابنا! الى منظماتنا! الى نفسيتنا! الى فكرنا الاقصائي والغاء الاخر والاخرين بجرة قلم، لا ادري من اعطانا الحق بذلك؟
بعد كل هذا نطالب بحقوقنا؟ لا ايها السيدات والسادة، مطالبة بالحقوق وتساوي الكرامات والعيش المشترك وتقسيم "الكعكة"، لا يمكن ان يطبق كأمر واقع الا ان نكون متحدين! نعم صوت واحد يهز حكومة العراق وحكومة الاقليم! يهز حكومة الموصل التي تريد ليس تعريب مناطقنا (رحم الله صدام حسين) ولكن تريد تغيير ديمغرافية المنطقة، ان كان صدام حسين دكتاتورياً فكم دكتاتور اليوم موجود فعلياً؟ لهذا جاءت (غزوة الموصل كما سموها) وهذه نتائجها؟ نعم هذه نتائج تشرذمنا! تقاتلنا على الانترنيت! انانيتنا! مصالحنا الشخصية والحزبية! تقسيم الدولارات الوسخة على حساب الحقيقة والشعب! كلها جاءت من المقدمة وهذه نتيجتها
المقدمة بدأت بتفكك كنيسة المشرق، التي دعونا ولا زلنا بوحدتها كحل نهائي لايقاف زوالنا! من هنا انبرى كتاب ومثقفي ما سميناه (كتاب وحدة كنيسة المشرق) للدفاع واعادة امجاد الكنيسة! ولكن قاموا بنفس الدور الذي اصبح استراتيجية واضحة للبعض وهي اسكات كل شخص ومجموعة تنادي بتوحيد الصف والرأي والكلمة على الاقل حفاظاً على كراسيهم ومصالحهم وكعكتهم كما يسميها بعض الاخوة! مروراً بالتحريض على الاخرين لاسكات اصحاب الايادي النظيفة او على الاقل الضغط عليها وتحييدها عن طريق الترغيب والتهديد بأشكال مختلفة! وجاءالحل في دراسات اخوتنا الغيارى جميعاً من الكلدان والاشوريين والسريان حول ضرورة الجلوس الى مائدة الحوار وجوباً، نعم وجوباً لانه لا حل سوى "المستديرة" وهكذا جاءت اصواتنا التي بحت من الصياح (يا مسيحيوا العراق اتحدوا – 8 أجزاء) والحلول المنطقية والواقعية التي طرحناها في مقالاتنا ودراساتنا ولا زلنا، ولكن لا من مجيب! ونسالهم هنا ونقول: الى متى؟ الم تشبعوا بعد؟ انظروا الى مصير الاباطرة والملوك والزعماء! من كان يفكر ان صدام حسين سيموت هكذا، الا تتعضوا؟
الحل
ليس الموضوع هو جمع آلاف او ملايين التواقيع! بل الموضوع هو ان التواقيع تكون موقعة حتماً بدون جمعها ان نحن لملمنا شملنا، لماذا ندعو الى جمع تواقيع الكلداني (الذي في المجلس الشعبي – زوعا – المسلم العادل والانساني ومحب الاخرين ومع المساواة والعدالة واليزيدي المخلص والصابئي الصابر وووو) نطلب تواقيع هؤلاء والخلل فينا! البارحة كنا نلغي الاخرين بجرت قلم ونتهمهم بالعمالة والخونة،،،، لا ايها الاخوة والاخوات ما هكذا تقود الابل! مجرد مثل –طالبنا اليوم بجمع التواقيع وبعدها ماذا؟ اذا كان هناك انتهاك لحقوق الانسان بشكل صارخ وعلني امام الله والناس والحكومة والامم المتحدة فماذا تنفع تواقيعنا؟ تواقيعنا هي وحدتنا! لا غير، الوحدة لا تهب كما الحرية تنتزع انتزاعاً كذلك الحقوق تنتزع قانونا وهكذا عملت جميع الشعوب ونالت حريتها واستقلالها وحقوقها المشروعة منها شعبنا الكردي في العراق، فحل هو حرام لنا كمسيحيين ان نعمل ونطالب بحقوقنا؟ تواقيعنا هي تنازلاتنا واحد امام الاخر من خلال حوارنا، تواقيعنا هي بعدم تخوين والغاء الاخر! لا يوجد واحد احسن من الاخر ويملك كل الحقيقة، بل الذي له حق بالتكلم عن الحقوق هو من قَدًمَ خير اكثر لشعبه! ما شاء الله انظروا ماذا حل بالشعب الصابر!
من يدافع عن حقوق شعبه وبني قومه بالفعل والواقع وليس على الورق من اجل ذر الرماد في العيون، من يعمل من اجل ان ينام اطفاله نوماً عميقاً بأمان! فقط هؤلاء يحق لهم التكلم بأسم وحقوق شعبهم، فلا مزايدة بأسم الشعب ولا بدماء الشهداء ولا بكرامة المواطن، اذن كم تواقيع نجمع بخصوص العشرات من القرى (29 قرية او اكثر) استولوا عليها الاكراد لماذا السكوت عنها؟ لا يتصور البعض عند كلامنا هذا نحن ضد الاكراد مطلقاً! ولا احد يتزايد علينا بوطنيتنا الصافية، كما الاكراد ناضلوا وحاربوا وقدموا التضحيات من اجل نيل حقوقهم! كذلك نعتقد جازمين انهم يكونون معنا حكومة الاقليم وبرلمانها وشعب كردستان عند مطالبتنا بحقوقنا! لانهم ذاقوا نفس المرارة، ما الفرق بين ضرب حلبجة بالكيمياوي وقتل وتهجير مسيحي الموصل كحالة حقوق؟ فكيف يقبلون التعدي على املاك وعقارات وبساتين الغير!
الحذر ثم الحذر
احذروا من سياسة بذر الشقاق من اجل تسهيل السيطرة والاخضاع، هذه السياسة اليوم هي السائدة، الكلدان نموذجاً – هناك سياسة كلدان/كلدان – وكلدان سريان اشوريين (مجلس شعبي) – وكلدواشور سريان (زوعا) – وكلدان حائرين!!! وكذلك الاشوريين (الاشوري العام – زوعا – بيث نهرين – المجلس – ووو) – السريان (مجلس – زوعا – مستقلين) وهكذا
اذن كيف ومتى ولماذا وان وليت ولعل معهما تدافعون عن الحقوق؟ اذن انها فكرة امتلاك خواص الاخرين بمساعدتنا نحن (ان كنا كلدانا او سريانا او اشوريين) فانتبهوا من هذا لانه لا يمكن الاستمرار في وضع التراب على عيوننا عندما يكون هناك انتهاك لحقوقنا! ماذا فعلتم في الانتخابات؟ انتخابات المحافظات وبرلمان الاقليم؟ اين ممثلينا؟ من فاز؟ ما هو دوره اليوم؟ هل انتهى بمجرد اعلان الاسماء؟ اذن هناك مسؤولية اخلاقية، ووجوب ان يكون هناك اخلاق مسؤولة ايضاً، والا نقول لكم بصوت عال: ان وطنيتكم وشعوركم القومي (ان وجد حقاً) يكون امتداداً لانانيتكم ومصالحكم الحزبية الضيقة، اي اصبح سقفكم اعلى من سقف الوطن والشعب وهنا يقف الزمن، ولا تنسوا ان العدالة والمساواة والحقوق تتناقض مع ايلاء الفكر القومي مرتبة اعلى من سقف الشعب والوطن، فكيف بالفكر الحزبي والمذهبي والطائفي؟
وعملية تهجير مسيحيي الموصل بالالاف وقتلة رجال ديننا، الاراضي الزراعية في عينكاوة، ملايين الدولارات حصة شعبنا والتبرعات الخاصة الى اين؟ عندما نطالب ونفتح ملف حقوق المهجرين والمهاجرين هل يعني اننا لسنا او بالضد من حكومة الموصل/المركز؟ حتماً اننا مع الحكومة المركزية الديمقراطية العادلة، حكومة القانون والمؤسسات الفعلية والعملية وليس حكومة المحاصصة الدينية والمذهبية والطائفية، حكومة امن المواطن وكرامته! وهناك وملفات كبيرة وكبيرة عالقة تنتظر من يفتحها ويدافع عن وجود وكيان وهوية سكان هذه البلاد الاصليين! كمختلفين ومتفقين! اذن لا بد وجود نقطة جذب! نقطة التحام! مركز ثقل يُوَحد! مغناطيس نقي! نقي من شوائب التحزب ومختبرات السياسة! صافِ من مؤامرات بائعي الضمير والقلم والفكر! هي نقطة التلاقي داخل عمومية الخاص! وفي نفس الوقت هي خصوصية الخاص!! وهذا غير طبيعي حقاً، وهذه النقطة الوحدوية أثمرت وكانت ولادة "الهيئة العالمية للدفاع عن سكان ما بين النهرين الاصليين"
shabasamir@yahoo.com
17/10/09