Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

جائزة نوبل للظلام!!

بعد ان احتكر الغرب جائزة نوبل للسلام،حانت اللحظة الحاسمة ليمسك العراق فرصته التاريخية بأقتدار،ولينتزع بجدارة{جائزة نوبل للظلام}!!وهو يتمكن لثلاث سنوات متواصلة واكثر،ولثلاث حكومات متعاقبة،ان يطفئ الانوار،وان يغرق العراق بالظلام لينتزع موقع الريادة في هذه التجربة الدولية الفريدة التي لم يسبقه أليها احد.لقد استطاع مسؤولوا الكهرباء بعطائهم المتواصل ان يطوعوا الظروف القاسية،وان( يدجنوا) الانسان في مسيرة تنفيذ (استراجيتهم الكهربائية الجديدة) التي ستغير خارطة العلاقات الدولية المعاصرة،لاقامة(نظام كهربائي دولي جديد) على انقاض(العولمة) التي لم تحقق إلا المآسي والكوارث،وليكون طوق النجاة من اعاصير الاصلاحات والتغييرات الديمقراطية.فألى جانب (نجاح) وزارة الكهرباء بتخفيض معدلات استهلاك الطاقة االكهربائية من (20) ساعة يومياً الى ساعة ونصف فقط يومياً،كما حصل يوم الخميس الماضي حيث رحل التيار الكهربائي في العاشرة صباحاًالى جهة مجهولة،ولم يعد إلا في التاسعة مساءاً ليحمل حقائبه ويرحل ثانيةً في التاسعة و(45) دقيقة دون ان يصغي لتوسلات الثلاجات والمجمدات في الاحياء الفقيرة.كما لم يرحم استغاثة المرضى الفقراء الذين لا يملكون ثمن شراء مولدة متواضعة،في خضم(أزمة) البنزين ايضا.هذا يعني ببساطة ووفق حسابات علمية ان الحال لو استمر هكذا من دون حساب الازمات والمشاكل الطارئة التي قد تزيد من ساعات القطع(العلمية والمنهجية المبرمجة)وفق صيغ العبقرية الظلامية، فأن معدل ما سيحصل عليه العراقيون من التيار الكهربائي خلال سنة واحدة هو(23)يوماً اما الظلام فسوف يخيم عليهم(342) يوماً في السنة.واذا بقي الحال كما هو عليه خلال السنوات العشر القادمة بفضل جهود وزارة الكهرباء فأننا سوف نستمتع بالكهرباء لمدة (230) يوماً فقط مقابل تسع سنوات و(135) يوماً من الظلام.الامر سيكون اشد اثارة اذا استمر حال الكهرباء خلال المئة سنة القادمة لاننا وفق هذه الحقائق والوقائع سوف نغرق بظلام دامس لمدة(93) ونصف سنة مقابل (6) ونصف سنة من الاستمتاع بالكهرباء ومشاهدة الفضائيات وفضائح الفنانات التي ستكون اشد اثارة حتماً خلال المئة عام القادمة وربما ونحن نستيقظ على عودة التيار الكهربائي بعد اكثر من تسعين عاماً سنجد ان مناقشات الجمعية الوطنية حول الدستور ما تزال مستمرة،والخلافات لم تحل بعد.بيد ان الاهم من هذا كله الدعوات الرقيقة الانيقة لوزارة الكهرباء الى المواطنين(بترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية) ذلك لان استخدام(45) دقيقة من التيار الكهربائي خلال (12) ساعة من الانقطاعات المبرمجة،يرهق التيار نفسه ويفقده حيويته ويؤثر في محطات التوليد مما قد يصيبها بالعقم،كما يؤثر في ميزانية الدولة، مما يستلزم من المواطن الحريص على المصلحة العامة المبادرة بقطع التيار الكهربائي بنفسه خلال الـ(45) دقيقة الممنوحة له،مساهمة منه في انجاح (الستراتيجية الكهربائية الجديدة)الهادفة لاغراق العراق بظلام دامس ليس له بداية ولانهاية.بعد هذا........ آلا يستحق المسؤول الكهربائي الذي اوصلنا بفيض حكمته وعبقريته الى مثل هذا الواقع المآساوي والرومانسي معاً((جائزة نوبل للظلام))؟!! Opinions