Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

جحا وأزمة المكان في العراق..

قال جحا لجاره الذي ابلغه بضياع حماره(حمار جحا): حمدا لله لم اكن على ظهره وإلا لضعت معه..
تلك طرفة قد نضحك عند سماعها او نبتسم..ولكن مهلا..انتبهوا لوهلة..فالكثير منا قد ضاعوا على ظهور حميرهم!

في قائمة الأزمات العراقية تم تسجيل ازمة جديدة ظهرت للعيان خلسة مع قرب موعد انتخاب مجالس المحافظات في مطلع تشرين الأول من هذا العام، وكما هو معلوم فان كل أزمة يرافقها جدل،وقد يطول الجدل ويشتد فيتدحرج الموعد في بعده الرابع والى اشعار آخر غير معلوم،ولحين اتفاق الأغلبية التي ترعى ادارة شؤون الأزمات في البلد،على حل مناسب لا جدال فيه!..

قيل لجحا:هنالك ازمة "مكان" مستشرية تعاني منها القوى السياسية المتنافسة، فلا مكان في العراق تروج فيه تلك القوى بضاعتها امام الناخبين غير دور العبادة من جوامع ومساجد وحسينيات، ولربما كنائس وخلافه، (هذا لو شملها التصنيف او التعريف كدور عبادة) فهذه الأماكن هي التي تتجذب الناخبين وتجمعهم..
..((هكذا وبكبسة (بيضاء) واحدة اختصر العراق من اقصاه الى اقصاه الى صفيحة معدنية يختزن بها بلح الصيف ليأكل تمرا في الشتاء!))..

رد جحا وقد بدا متمنطقا: آولا تجتذبهم الأسواق والمتاجر والحدائق والمتنزهات وصالونات الأدب والفنون وضفاف الرافدين وسحر جباله وسهوله وصحاريه،للتجمهر طوعا !..
.. حسنا ويال العجب..اذا كان الأمر كذلك لنلجأ اذاَ الى قسمة منصفة!
...كم من دور العبادة لديكم وكم من القوى السياسية؟..
هكذا تمضي كل قوة سياسية بنصيبها من "المكان" بقسمة البسط على المقام...
وكي نتوخى الدقة اعلموني بسعة الإجتذاب لكل دار.. وساتدبر الأمر مع حماري لنستخرج معادلة للقسمة لا نغفل فيها السعة كعامل مؤثر ..

قيل: مهلا جحا..هنالك قوة سياسية تريد الإستحواذ على كل "المكان" للترويج لدعايتها الأنتخابية،كما تريد الإستفراد بلصق صور رموزها على جدران "المكان"..وقد رفضت بشدة منع استخدام هذا "المكان" كصالونات للترويج، ورفضت محاولة تمريرهذا المنع كبند من بنود القانون الأنتخابي...

قال جحا وقد بدا متفلسفا هذ المرة : اعلموني..هل تنافسكم.. وطني- وطني..

قيل: لا تقلق ياجحا فهو اشبه بهذا الذي ذكرت،تنافسنا..وطني ديني لاديني-لاديني ديني وطني..تنافس محفوف بالوطنية كما ترى.. هيا ساعدنا بحل فقد حققت مجالس المحافظات نجاحا مبهرا في فشل الأداء، والموضوع لا يحتمل تأجيل..

صمت جحا لوهلة،ثم راح متمتما وكأنه يحتسب خراج بيت المال:
هممممم ..ديني..وطني..زائدا استحواذ..نضيف اليه ما تبقى من رأس مال ديني..نقسمه على دين ديني..نطرح منه وطني لاديني... هممممممم ..باقي القسمة استفراد لاديني ديني.......ثم تلفت يمينا ويسارا وقال بثقة وبصوت منخفض..
...فليعينكم الله فقد ضعتم على........


فاتن نور
08/05/29
fatin.noor@sbcglobal.net
Opinions