جراح في زمن القرود
جال افعوان الرذيلةبين بساتين الزيتون
ورياح السموم لا زالت
تلفح وجه عشتار البهي
وها ان عاصفة الوجوم
تهب من خلف النواعير
معلنة عودة سنحاريب
منكسرا من بيت المقدس
...........................
وحين خسف شعاع القمر
قهقه آنو المتجبر
ساخرا..مستهزءا
بانليل وتموز وايا
شامتا بصراخ الفرات
وعطر الرياحين
منتشيا
بحكايات الف ليلة وليلة
..........................
وما ان وطأت
اقدام حمورابي
من عليائه الارض
حتى جالس ابي نؤاس
وشاطره في سمره الرصافي
يلاعبانه الطاولة
في مقهى الشناشيل
وحين سقط النرد من يده
على قارعة الطريق
يخسر الملك كل شيء
وتحصل .. وتستولي
شهرزاد على ميراث ابي
ويربح
شهريار سوق النخاسة
ومعه الاف العبيد
فيامر .. باغلاق الكنائس
وفتح ابواب االحانات
والمراقص
او...... تجريد العقول
من لحمة التاريخ
فيهطل من قرصنته
مطر الحقارة
في غمرة ضحكات القرود
او نهيق حمار الوحش
او قعقة سيوف المغول
..........................
وما ان بكى الشحرور
على رحيل ابي
حتى لبث السياب
مسمرا في مكانه
يستمع الى نحيب دجلة
يكتب بقصب الالم
يرسم بسموم الافاعي
اغنيةً لقرصان المذابح
يرددها ايتام الزنابق
في قاعات المدارس المغلقة
او على ارصف الشوارع الحزينة
حيث يبتاعون
المناديل الورقية
او علب السكائر
............................
وما ان خيم ظلام العروش
على الدواوين والمنازل
حتى خفت ضياء جمر المواقد
وظل صوت جدتي الرجولي
يشق طبلة الاذان
يخترق عقولا متحجرة
يقص علينا كل ليلة دون كلل
حكاية الماعز الضحوك
او احجية الليث الجبان
وصغار الارانب حولها
يلتقطون فتاة الحكايات
ترتعد فرائضهم خوفا
من عواء كلاب السياسة
وبطش وحوش الحضارة
وصوت نباح كلاب الدجل
امام حضيرة الخنازير المقيتة
...................
وظل صرير الرياح يزمجر
عبر فتحات النوافذ الفضية
في حلكة سواد الليل
ويتراءى للطفولة كل لحظة
شبح مردوخ يرنو..ويرنو
حاملا مشعل النور
او قطع حلوى
وربما علبة سردين
او قنينة عطر
لتزيل عن ابدانهم
رائحة الهة الموت الكريهة
.............................
قدم مردوخ من مملكة السواد
وظهر شبحه خلف عباءته الالهية
ليلقي بها على وجه الشمس
فظهر جسده العاري النحيل
مشبعا بسياط الحقد الدفين
رفع يديه المثقوبتين
حين ربطه العتاة على الصليب
حيث سمر بصلافة الشرور والرذيلة
لتظهر اثار الرصاص
على كفيه ..ورجليه
وطعنة سكين الغدر
في جنبه الايمن
يطالبنا ..ان نلمس جراحه
يطالبنا .. ان نتأكد من هويته
فادخل عتاة القوم اصابعهم القذرة
في جراحه الطاهرة
ورماه يهوذا الارعن الحقير
بعصا الخيانة والغدر اللعينة
ولكن .. حين طوى الاله
عباءته النورانية....
اضمحل كل شيء فجأة
وسقط بيرق الخيانة
من علياءه الزائف
ولم يبق .. الا نسم الربيع
يلفح وجه عشتار
مع ضحكات انانا المدوية
حيث لمعان البرق
يشق تلابيب الظلام الموحش
معلنا
قدوم .. جودو
او عودة الموعود من العذراء
او .. حلول عهد جديد..../