جماعة مسلحة تصدر حكما بإعدام صحفي في ديالى.. والكشف عن اختطاف آخر ببغداد
26/01/2007أصوات العراق/
أصدرت جماعة مسلحة في محافظة ديالى حكما بالإعدام بحق نائب مدير فرع الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين في المحافظة، فيما تم الكشف عن تعرض صحفي في جريدة بغدادية إلى عملية اختطاف من قبل مسلحين مجهولين قبل نحو 12 يوما، بحسب بيانين صدرا اليوم الجمعة عن منظمتين معنيتين بحقوق الصحفيين العراقيين ورصد الانتهاكات ضدهم.
وذكر بيان صادر عن الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين في العراق، وهي منظمة عراقية غير حكومية تعني بحقوق الصحفيين العراقيين، أن "ما يسمى بـ المحكمة الشرعية لأحدى الجماعات المسلحة في مدينة بعقوبة – مركز محافظة ديالى أصدرت حكما بإعدام نائب مدير فرع الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين في محافظة ديالى الصحفي علي عبد الستار الحجية."
وأضاف البيان الذي تلقت وكالة أنباء (أصوات العراق) المستقلة نسخة منه اليوم نقلا عن عدد من شهود العيان أن "منشورات وملصقات تحمل صورة الزميل الحجية مرفقة مع قرار الحكم هذا، تم توزيعها في أحياء مدينة بعقوبة طالبت فيه (الجماعة) من عناصرها الإرهابية تنفيذ الحكم فيه حال العثور عليه."
وأشار البيان إلى أن علي الحجية سبق أن تعرض إلى عدة محاولات اغتيال واختطاف، وان منزله في مدينة بعقوبة قد تعرض ليلة 8 تشرين الثاني نوفمبر الماضي إلى اقتحام من قبل عناصر من هذه الجماعة المسلحة.
وتابع البيان أن الربيعي"وبمساعدة احد جيرانه نجا من موت محقق، فقام المهاجمون بسلب كامل أثاث منزله ومستلزمات عمله وممتلكاته التي تقدر بأكثر من 30 مليون دينار عراقي، قبل أن يضرموا النار في بقايا المنزل."
وأوضح البيان أن الجماعات المسلحة في ديالى منعت الصحفيين من ممارسة عملهم الصحفي ما حدا بالكثير منهم إلى الهجرة أو ترك العمل الصحفي حفاظا على أرواحهم.
وقال البيان إن الجمعية تطالب الحكومة العراقية "بترجمة أقوالها إلى أفعال والعمل على حماية الصحفيين والكتاب الذين أصبحوا عرضة لعمليات الاغتيال والتهجير والمضايقات."
من جانبه كشف مرصد الحريات الصحفية اليوم عن تعرض صحفي في جريدة (الدعوة) اليومية الصادرة ببغداد إلى عملية اختطاف من قبل مسلحين مجهولين قبل نحو 12 يوما، ليرتفع عدد الصحفيين العراقيين المختطفين المجهولي المصير إلى ستة صحفيين.
وقال المرصد في بيان له صدر اليوم وتلقت (أصوات العراق) نسخة منه "اقتحم مسلحون مجهولون منزل الصحفي كريم صبري شرار الربيعي وعمدوا إلى اقتياده تحت تهديد السلاح إلى جهة مجهولة، وقد مضى على اختطافه قرابة اثني عشر يوما."
وأشار البيان إلى أن الربيعي يعمل في صحيفة الدعوة الناطقة باسم حزب الدعوة الذي يترأسه رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري وينتمي إليه رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي.
ونقل البيان عن ابنة الربيعي الكبرى قولها لمرصد الحريات الصحفية إن "مجموعة مسلحة اقتحمت منزلهم الكائن في منطقة الوشاش (غربي بغداد) قبل نحو اثني عشر يوما وقامت بالتوجه مباشرة إلى والدها وعمدوا إلى شد وثاقه."
وأضافت أن المسلحين اخبروهم بأنهم سيجرون تحقيقا اعتياديا مع والدها وسيتم إطلاق سراحه بعد الانتهاء من ذلك.
وقال البيان إن سكرتير تحرير صحيفة الدعوة عبد الهادي مهودر أبلغ مرصد الحريات الصحفية أن الربيعي يعمل كاتبا صحفيا في صحيفة الدعوة وهو يبلغ من العمر قرابة الأربعين عاما ولم يسبق أن نوه إلى تلقيه أية تهديدات.
وأضاف أن الصحفي المخطوف "شخص مسالم ومن عائلة ذات إمكانيات مادية متواضعة."
وقال البيان أن "بعض زملاء الربيعي بينوا أنه اختفى منذ اثني عشر يوما ولم يعرف عنه أي شيء بعدها إذ لم يتم الاتصال بعائلته أو بالصحف التي يعمل بها وهي صحيفتا الدعوة والمستقبل."
وباختطاف الربيعي يبلغ عدد المختطفين من الصحفيين المجهولي المصير ستة صحفيين، وبالرغم من مرور مدة طويلة على اختطاف البعض منهم لم ترد عنهم أية معلومات تذكر تبين مصيرهم، وهم كل من ريم زيد و مروان خزعل من قناة " السومرية " الفضائية اللذين اختطفا غربي بغداد في الأول من شهر شباط فبراير من العام الماضي، و سيف عبد الجبار التميمي المحرر في صحيفة " الإخاء " الذي اختطف في منطقة حي الجامعة غربي بغداد في 13 آب أغسطس الماضي، ومحمد عبد الرحمن المذيع الإخباري الذي اختطف في منطقة المنصور غربي بغداد في 13 أيلول/ سبتمبر من العام 2006 وعبد المجيد إسماعيل خليل الذي كان محررا في صحيفة القادسية (الملغاة ) قبل أن يعمل في عدد من الصحف المحلية، وكان قد اختطف في منتصف شهر تشرين الأول أكتوبر من العام الماضي.
وطالب مرصد الحريات الصحفية، الذي أنشأه العام الماضي عدد من الصحفيين العراقيين الناشطين ويعنى برصد الانتهاكات التي يتعرض لها زملاؤهم، الحكومة العراقية "بضرورة اتخاذ خطوات جادة تجاه من يمثلون السلطة الرابعة في العراق.. بتتبع اثر المختطفين منهم على اقل تقدير.. وبتشكيل لجنة متخصصة للتحقيق في قضايا اختطافهم."
وكانت منظمة مراسلون بلا حدود، وهي منظمة غير حكومية تعنى بشؤون الصحفيين عبر العالم، أصدرت نهاية العام 2006 تقريرا ذكرت فيه أن العراق يعد أخطر بلد في العالم على العاملين في القطاع الإعلامي ، فيما صنف مؤشر احترام الحريات الصحفية الذي تصدره المنظمة سنويا العراق في المرتبة 154 من أصل 168 دولة شملها التصنيف.
وقالت المنظمة إن "العراق ، وللسنة الرابعة على التوالي يعتبر أكثر دول العالم خطورة على حياة العاملين المحترفين في القطاع الإعلامي."
وأشار التقرير إلى أن " 64 من الصحفيين والمعاونين الإعلاميين قتلوا خلال عام 2006، فيما وصل عدد القتلى منهم منذ بداية الحرب على العراق إلى 139 صحفيا وإعلاميا أي أكثر من ضعف عدد الصحفيين الذين قتلوا خلال 20 عاما استمرت فيها الحرب في فيتنام التي سجلت مقتل 63 صحفيا بين عامي 1955 و 1975."
أما في مجال اختطاف الصحفيين فقالت المنظمة في تقريرها أنها تمكنت من إحصاء 17 حالة اختطاف لصحفيين في العراق على الأقل خلال العام 2006 من إجمالي عدد الصحفيين المختطفين في العالم الذي بلغ 56 صحفيا بحسب إحصائها.